الرئيس الفلسطيني محمود عباس يبدأ زيارة لبغداد غداً
زيباري: نتفهم المعارضة بسوريا.. المعلم: نساعد في المصالحة

أسامة مهدي من لندن: أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم استعداد بلاده للمساعدة في تحقيق المصالحة الوطنية في العراق بينما اشار نظيره العراقي الى ان بلاده تتفهم وجود معارضين عراقيين في سوريا.. في حين اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رفض عقد مؤتمرات دولية حول العراق مؤكدا ان بلاده اصبحت قوية ذات سيادة ولاتريد ان تنحصر القرارات التي تخصها بيد دولة واحدة في اشارة الى واشنطن على مايبدو.. في وقت ينتظر ان يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة رسمية الى العاصمة العراقية غدا الخميس. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيباري اكد المعلم استعداد بلاده لدعم جهود المصالحة الوطنية في العراق نافيا ان يكون قد حمل مقترحات بخصوصها خلال زيارته الحالية.

واشار الى ان الرئيس السوري بشار الاسد هو الذي وجه بسفر الوفد رفيع المستوى الذي يترأسه لزيارة بغداد موضحا انه يحمل تهاني القيادة السورية بنجاح انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة والمساهمة الكثيفة فيها. وشدد على رغبة سوريا في تحقيق الوفاق الوطني العراقي موضحا انه لايحمل مقترحات بصدد المصالحة العراقية لكن بلاده مستعدة لتقديم اي مساعدة في هذا المجال. واضاف انه اطلع القيادة العراقية اليوم على نتائج قمة الرياض الرباعية الاخيرة التي شاركت فيه سوريا ومصر والسعودية وقطر وكذلك البحث في المواضيع التي ستناقشها قمة الدوحة المقبلة نهاية الشهر الحالي.

وفيما اذا كانت سوريا مستعدة لقبول انسحاب اميركي بري عبر اراضيها من العراق قال المعلم ان بلاده تأمل في تنفيذ الاتفاقية الامنية العراقية الاميركية بهذا الخصوص ويعود العراق بقوة الى العراب لكنه اشار الى ان واشنطن لم تعرض على بلاده ذلك رغم استعدادها للمساعدة في تنفيذ هذا الانسحاب. وفي ما يخص المصالحة الوطنية ووجود معارضين عراقيين في سوريا قال المعلم ان المصالحة شأن عراقي خاص وسوريا لديها امنيات بنجاحها واستعداد لتقديم اي مساعدة لتحقيق هذا الهدف وقال ان سوريا مرتاحة لتطور العملية السياسية في العراق.

وحول تأخر تشغيل خط الانابيب الاستراتيجي لتصدير النفط العراقي عبر الاراضي السورية الى موانئ البحر المتوسط اوضح المعلم ان سبب ذلك هو تأخر الشركة الروسية في انجاز عمليات تأهيله لكنه اكد ان هناك رغبة سياسية عراقية سورية على اعلى مستوى لتشغيله في اقرب وقت. وفي ما يخص اوضاع العراقيين المهاجرين في سوريا قال المعلم انهم ليسوا لاجئين وانما مواطنون اعزاء يعيشون بين اخوتهم وبلدهم سوريا.

ومن جهته اشار زيباري الى انه بحث مع المعلم العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية بين بلديهما. وفي ما يخص وجود عراقيين معارضين للحكومة العراقية في سوريا قال زيباري ان العراق متفق مع سوريا على بناء علاقات استراتيجية متينة موضحا ان بلاده تتفهم وجود معارضة عراقية في سوريا مادامت غير مسلحة موضحا ان الامن كان من بين الموضوعات التي ناقشها مع المعلم والوفد المرافق له الذي يضم مسؤولين امنيين رفيعي المستوى. وتحتضن سوريا معارضين بعثيين للسلطات العراقية التي عرضت مؤخرا استعدادها لمصالحة مع البعثيين الذين لم يتورطوا بارتكاب جرائم ضد العراقيين.

واشار الى وجود مشاكل فنية اعاقت لحد الان تشغيل خط الانابيب الاستراتيجي لتصدير النفط العراقي عبر سوريا مؤكدا حاجة العراق لتنويع مصادر تصديره للنفط. وقدم الشكر لسوريا لاحتضانها للعراقيين على اراضيها والتسهيلات التي تقدمها لهم رغم الظروف المعيشية الصعبة في سوريا. واوضح ان هناك جهودا عراقية رسمية ودولية لاعادة المهاجرين العراقيين الى بلدهم وخاصة من سوريا والاردن.

ومباحثات بين المالكي والمعلم

وقبل ذلك اكد المالكي خلال اجتماع مع المعلم حرص الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع سوريا quot;في جميع المجالات بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقينquot;.. وقال quot;لقد كنا في بداية الامر منشغلين بالجانب الامني،واليوم نتجه لتقوية العلاقات مع جميع الاشقاء العربquot;. وأضاف quot;لقد واجهنا تحديات كبيرة وتمكنا من تجاوزها وتخلصنا من الطائفية وعملنا على ترسيخ المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب واليوم نريد تكوين علاقات قوية مع اخواننا العرب بعيدا عن المحاور وسياسات الماضيquot;.

واوضح quot;لانريد ان يعقد مؤتمر حول العراق لانه حاضر وفعال وله حجم كبير في الساحة العربية والمنطقة ويشارك في اتخاذ القرارات التي لانريدها أن تنحصر بيد دولة معينة واليوم نحن بلد دستوري يرفض أن تكون أرضه مستقرا أو ممرا للمنظمات الارهابيةquot;. وكانت الولايات المتحدة تولت خلال السنوات الثلاث الماضية عقد عدة مؤتمرات دولية تخص العراق في العديد من الدول العربية والاوروبية.

واشار رئيس الوزراء العراقي الى quot;ان الحكومة العراقية هي حكومة منتخبة جاءت عن طريق اختيار الشعب من خلال الانتخابات والدستور،والشعب بامكانه ان يغير الحكومة لان ارادته أصبحت قويةquot;. وقال انه بعد النجاحات الامنية التي تحققت أصبح محط اهتمام الشركات الدولية وهي اليوم تتسابق للعمل والمشاركة في عملية البناء والاعمار كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي استلمت quot;إيلافquot; نسخة منه..

ومن جهته دعا وزير الخارجية السوري الى عودة العرب الى العراق قائلا quot;ندعو علنا أن يعود العرب الى العراق بما يعزز علاقته مع محيطه العربيquot; متمنيا النجاح لمؤتمر القمة العربية الذي سيعقد قريبا في الدوحة. وأعرب المعلم عن رغبة بلاده في توطيد العلاقات مع العراق بما يخدم مصلحة شعبيهما. وجدد الوزير quot;دعم بلاده للحكومة العراقية والوقوف الى جانبها في كل ما تسعى اليه في المجالات السياسية والامنية والاقتصاديةquot;.. مؤكدا quot;ارتياحه للتطورات الحاصلة في العراق في جميع المجالات وبالاخص منها المصالحة الوطنيةquot;.

وبحث المالكي والمعلم ايضا عددا من القضايا وخصوصا التعاون في مجالات الامن والمياه والوقود حيث ناقشا قضايا تتعلق بالتعاون الامني بين البلدين للسيطرة على الحدود المشتركة بينهما.
واستقبل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مطار بغداد الدولي المعلم في زيارته الثانية لبغداد هذه منذ تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2006 عندما اعاد البلدان العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة دامت اكثر من ربع قرن وذلك في الثاني والعشرين من تشرين الثاني في اليوم الاخير من الزيارة الاولى للمعلم الى بغداد بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003.

وتسلم الرئيس السوري بشار الاسد منتصف الشهر الماضي اوراق اعتماد السفير العراقي في دمشق علاء حسين الجوادي كاول سفير عراقي في دمشق منذ 28 عاما. وارسلت سوريا سفيرها نواف الفارس الى بغداد في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. يذكر ان سوريا والعراق استعادا جزءا من علاقتهما الدبلوماسية عقب سقوط النظام السابق عام 2003 بعد قطيعة استمرت منذ عام 1981. وفي اواخر عام 2006 تبادل البلدان رفع علميهما في بغداد ودمشق فقد رفع معاون وزير الخارجية السوري أحمد عرنوس علم بلاده فوق مبنى السفارة السورية في حي المنصور في بغداد في حين رفع وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي علم بلاده فوق مبنى سفارتها في دمشق.

محمود عباس في بغداد غدا

ومن جهة اخرى اعلن مصدر في وزارة الخارجية العراقية اليوم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل إلى بغداد غدا في زيارة رسمية. وأوضح المصدر في تصريح لوكالة quot;اصوات العراقquot; ان عباس سيجري خلال زيارته الرسمية المنظرة مباحثات مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي تتعلق بالعلاقات العراقية الفلسطينية والموضوعات التي ستناقشها القمة العربية في الدوحة.

وتوقع مصدر عراقي تحدث مع quot;إيلافquot; ان تشمل مباحثات عباس في بغداد المساعدات التي يمكن ان يقدمها العراق الى الفلسطينيين وخاصة في اعمار مدينة غزة التي تعرضت لتدمير شامل خلال العدوان الاسرائيلي ضدها مؤخرا. وكان العراق تبرع بخمسة ملايين دولار مساهمة منه في الجهود العربية والدولية لمساعدة شعبها كما ارسل معونات عينية الى هناك عبر رحلات جوية وبرية متعددة. واشار الى ان مباحثات عباس في بغداد ستتناول كذلك اوضاع الفلسطينيين في العراق الذين اضطر المئات منهم الى الهرب من العراق خلال موجة العنف التي ضربته خلال عامي 2005 و2006.

وتأتي زيارة عباس لبغداد عقب زيارات مماثلة في ظل انفتاح عربي واقليمي على العراق حيث زارها الرئيس التركي عبد الله غول العراق خلال اليومين الماضيين في زيارة رسمية هي الاولى من نوعها لرئيس تركي منذ 33 عاما. وسبقه الى بغداد الاسبوع الماضي الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وقبلهما زار بغداد رئيس مصلحة تشخيص النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني.