عبر وزير الإعلام اللبناني عن استيائه من حلقة برنامج quot;كلام الناسquot; التي بثت يوم أمس على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال وكان محورها quot;الفتنة السنية ــ الشيعيةquot;. وأشار طارق متري إلى أنه اتصل بالمحطة لإيقاف الحلقة التي انتهت فعلا قبل ساعة من موعدها المقرر.

أثارت حلقة برنامج quot;كلام الناسquot; بعنوان quot;الفتنة السنية ــ الشيعيةquot; التي عرضتها المؤسسة اللبنانية للإرسال quot;إل.بي.سيquot; مساء أمس، وقدّمها الإعلامي مارسيل غانم، ردود فعل شاجبة ومنتقدة عبّرت عنها مقالات نُشرت في عدد من الصحف اللبنانية اليوم أبرزها السفيرquot; وquot;اللواءquot; وquot;الأخبارquot; استغربت فيها توقيت عرضها عشية إنهاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارته الى لبنان. ورأت فيها تحريضاً على الفتنة وخروجاً عن الموضوعية التي طالما اعتمدها غانم في برنامجه المذكور وحرص على عرض الرأي والرأي الآخر انسجاماً معها.

وأبدى الوزير متري لـ quot;إيلافquot; استياءه مما ورد في الحلقة من مواقف وعبارات على لسان مواطنين سنّة وشيعة ورجال دين، وكلام عن التسلّح بدت في معظمها تحريضية ومثيرة للعصبيات والمذهبية، في وقت أكثر ما يحتاج إليه الناس الكلمة الطيبة والجامعة والموحدة.

وأشار الى أنه، وأثناء عرض الحلقة، تلقى عشرات الاتصالات الهاتفية التي يطالبه أصحابها بالتدخل لوقفها، وأعلن الوزير متري أنه أجرى اتصالاً لهذه الغاية برئيس مجلس إدارة الـ quot;إل.بي.سيquot;، بيار الضاهر الذي وعده بمعالجة الموضوع، وقد تمّ بالفعل إنهاء الحلقة قبل ساعة من موعدها المقرر، أي في الحادية عشرة ليلاً بدلاً من الثانية عشرة ليلاً.

وأكد متري أنه من غير المقبول عرض مثل هذه البرامج، وهو على استعداد لاتخاذ التدابير اللازمة والذهاب الى حد فرض عقوبات على أي مؤسسة إعلامية تخالف القانون، لافتاً الى أنه ينتظر التقرير الذي سيرفعه إليه المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، لكي يبني على الشيء مقتضاه.

بدوره، تلقى المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، اتصالات ومراجعات عدة من مرجعيات سياسية واجتماعية وثقافية ودينية حثته فيها على التدخل للجم الفلتان الإعلامي الحاصل ولمحاسبة كل من يخالف قانون المرئي والمسموع، خصوصاً من يعرّض المجتمع اللبناني للخطر.

وقد عقد المجلس المذكور اجتماعاً طارئاً أمس، برئاسة نائب الرئيس إبراهيم عوض لوجود رئيس المجلس عبد الهادي محفوظ خارج لبنان، عرض فيه عضو المجلس غالب قنديل نتيجة التحركات والاتصالات التي أجراها ليلة أمس، مع بيار الضاهر لتدارك الأمر ووقف برنامج quot;كلام الناسquot; على الفور.

وأبلغ قنديل الحضور أنه تعذر عليه الاتصال برئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بالسرعة المطلوبة، لكنه وفّق في ذلك بعد حين، حيث تلقى وعداً منه بالتصرف، وهذا ما حصل من خلال تقصير مدة الحلقة، إلا أن اللافت كان لجوء quot;ال.بي.سيquot; الى إعادة بثها ظهر اليوم رغم الملاحظات والتنبيهات التي تلقتها من كل من وزير الإعلام والمجلس الوطني للإعلام.

هذا وينكب المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع حالياً على مشاهدة حلقة quot;كلام الناسquot; بتمعّن لرصد المخالفات المرتكبة فيها قبل رفع تقريره الى وزير الإعلام والذي يضمنه اقتراحاته بالإجراءات القانونية الواجب اتخاذها.

ويأتي هذا التحرك في وقت شكلت فيه حلقة quot;كلام الناسquot; خلافاً بين اللبنانيين إذ ثمة من يراها موفقة في نقل صورة الانقسام الحاصل في البلد على حقيقته ومن دون رتوش أو لف ودوران، متسائلاً عن سبب الهجمة على محطة الـ quot;إل.بي.سيquot; دون غيرها التي سبق لها أن عرضت برامج أكثر خطورة ومخالفة للقوانين مما قدمته هذه المحطة.

وكان متري استقبل عوض بعد ظهر اليوم، للبحث في الموضوع حيث جرى التشديد على quot;الحق في حرية التعبير وحرية الإعلام، وهو من نافل القول، وعلى تطبيق القوانين والمسؤولية الوطنية في محاذرة الإثارة والتعميم والتخويف، أياً يكن من أمر الدوافع المهنية المشروعة للعمل الإعلامي لاسيما الاستقصائيquot;.

وقد حاولت quot;إيلافquot; الاتصال بالزميل مارسيل غانم للوقوف على رأيه في ما يثار حول حلقة كلام الناس التي بثت أمس فلم توفّق حيث أبلغها مساعده أنّه سيعاود الاتّصال بها في وقت لاحق.