إشتعال حرب المؤتمرات الصحافية بين الأكثرية والمعارضة في لبنان

صقر يعرض أدلة بشأن quot;شهود الزورquot;

يعيش اللبنانيون في حالة ترقب بانتظار ما يستجد من تطورات على الساحة السياسية، وتحديداً بانتظار القرار الظني المترقب صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ففي وقت يدعم فيه رئيس الوزراء سعد الحريري تحقيقات المحكمة يعتبر حزب الله أن الأخيرة متحيزة ويجب إلغاؤها.

اعتبرت وكالة quot;بلومبيرغquot; الإخبارية على شبكة الإنترنت أن مساعي البحث عن قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، التي تقترب من ذروتها الآن، تُعَرِّض الجهود التي يبذلها نجله لتحقيق الاستقرار في بلد مزقته الحرب الطائفية على مدار عقود للخطر.

ففي الوقت الذي تتحضر فيه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للإعلان عن أسماء الأشخاص الذين تورطوا في اغتيال الحريري عام 2005، قالت الوكالة إن رئيس الحكومة الحالي، سعد الحريري، يدعم التحقيقات التي تقوم بها المحكمة، في حين يقول حزب الله إن المحكمة متحيزة وينبغي إلغاؤها وسط تكهنات بأن يُدان بعض من أعضائه.

ومضت الوكالة تشير إلى أن حزب الله وحلفاءه بدأوا يكثفون ضغوطاتهم على الحريري، من خلال وعدهم بأن يحولوا دون وصول أموال الميزانية إلى تحقيق الأمم المتحدة. وأشارت الوكالة في السياق عينه أيضاً إلى استعراض القوة الذي قام به الشهر الماضي بعض من أعضاء الحزب في مطار بيروت الدولي عند استقبالهم المسؤول الأمني السابق، جميل السيد.

وأوضحت الوكالة أن كل هذا الجدل يأتي في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة الأميركية لإجراء محادثات السلام في الشرق الأوسط وتُهَدِّد بعرقلة الاقتصاد الذي ازدهر خلال الأزمة المالية العالمية.

وفي هذا السياق، قال بول سالم، مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت التابع لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: quot;نحن مقبلون على نوع من المواجهة، قد تكون حافزاً لنشوب أعمال عنف. فحزب الله سيبدأ من جانبه بالخطابات والضغط السياسي، كما نرى الآن، وقد يشتمل التصعيد بعد ذلك على عصيان مدني، وتظاهرات، وإغلاق الطرق المؤدية إلى المطارquot;.

ثم تابعت الوكالة الحديث بعدها باستعراض المراحل التي عاصرت خلالها البلاد موجات من الفوضى وعدم الاستقرار، ومنها تلك الحرب الأهلية التي استمرت على مدار 15 عاماً ( 1975 ndash; 1990 )، وما شهدته البلاد من معاناة أثناء الحرب التي نشبت بين إسرائيل وحزب الله قبل 4 أعوام، بالإضافة إلى الحرب الأهلية التي نشبت في أيار/ مايو عام 2008، وأسفرت عن مقتل 80 شخصاً على الأقل، بعد أن سيطر حزب الله وحلفاؤه على غرب بيروت.

وفي تقرير مطول لها حول هذا السياق، أبرزت صحيفة quot;فاينانشيال تايمزquot; البريطانية حقيقة حالة القلق والخوف التي تهيمن في تلك الأثناء على المسلمين السنة والشيعة، الذين يعيشون جنباً إلى جنب في أحياء غرب بيروت، ترقباً لما قد يستجد من تطورات على المشهد السياسي في البلاد. ونقلت في هذا الإطار عن سيدة شيعية تدعى منال، وتبلغ من العمر 26 عاماً، قولها: quot;نعيش في صداع دائم. فعندما أرى خبرا عاجلا تبثه إحدى المحطات التلفزيونية، أقوم على الفور بتغيير المحطةquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن القلق السائد الآن نابع من التصريحات المتصاعدة من جانب الزعماء السنة والشيعة في البلاد. وبينما يُتَوَقّع أن تقوم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بتوجيه اتهاماتها خلال الأسابيع القليلة المقبلة إلى بعض من أعضاء حزب الله لتحميلهم مسؤولية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، قالت الصحيفة إن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قام بشن حملة قوية لإجبار سعد الحريري، بأن يعترف بأن التحقيق quot;مُسَيَّسquot;، مشيراً إلى حقيقة أن شهادة العديد من الشهود الرئيسين قد باتت موضعاً للتساؤلات.

وبعد تطرقها إلى محاور عدة تهيمن على الوضع الراهن في لبنان في ظل هذه الأجواء المتوترة، مضت فاينانشيال تايمز تنقل عن مواطن يدعى مصطفي يبلغ من العمر 37 عاماً، قوله: quot;تحقيق الأمم المتحدة هو أصل كل ما نتعرض له من شرورquot;.

ونقلت أيضاً عن المحللة الخبيرة في شؤون حزب الله، أمل سعد غريب، قولها إن الحزب ينظر إلى أي قرار اتهام باعتباره تهديداً حاسماً، مضيفةً quot;إن هذا الاتهام لن يدمرهم، لكنه يهدد أمن هويتهم كمنظمة تعني بالمقاومة، وليس كميليشيا طائفيةquot;.

وختمت الصحيفة بنقلها عن مواطن من إحدى ضواحي بيروت التي يهيمن عليها حزب الله، بعد رفضه الكشف عن هويته، قوله: quot;إذا أُدِين حزب الله، فسيكون هناك قتل انتقامي من جانب السُنَّة. لأن الناس سيقولون إن الشيعة قتلوا الحريريquot;.