دعا الناشط الحقوقيّ المغربيّ محمد الصبار حكومة بلاده إلى القيام بمراجعة عميقة لاستراتيجيتها تجاه قضيتيّ الصحراء والأداء الإعلاميّ. وحذر الصبار في مقابلة مع (إيلاف) المغرب من خطر ما سماها الشوفينية الخطرة التي تجتاح بلده منذ اندلاع أحداث العيون.
الناشط الحقوقيّ المغربيّ محمد الصبار |
الدار البيضاء: كحقوقي ما رأيك في تنظيم مسيرة الأحد 28 نوفمبر تشرين الثاني في الدار البيضاء دفاعا عن الصحراء وانتقادا لموقف حزب إسباني معارض ؟
لا أرى مشكلا في تنظيم مجتمع ما مسيرة شعبية دفاعا عن قضية يؤمن بها ويدافع عنها، كحقوقي لا يمكنني أن أكون ضد التعبير الحر، لكن مشكلة هذه المبادرة أنها مبادرة رسمية، لقد قررها عباس الفاسي، ليس باعتباره أمينا عاما لحزب quot;الاستقلالquot;، لكن كرئيس للحكومة.
هذا الأمر خلق خلطا، فهذه المبادرة هي رغبة رسمية وليست حزبية، وهذا ما يخيفني.
ما الذي يخيفك من تنظيم حكومة مسيرة شعبية؟
يخيفني هذا النوع من الشوفينية الذي نعيشه حاليا في المغرب، إنها شوفينية خطرة ستكون لها تداعيات كثيرة مستقبلا.
ما هي هذه التداعيات؟
هناك اتجاه حاليا لاجتثاث الرأي الآخر، وهذا الأمر سيؤثر في جميع القضايا بما فيها قضية الصحراء.
كيف؟
إن جزءا من الصحراويين مرتبط وجدانيا بالبوليساريو، سيرى من خلال هذه التعبئة خطرا محتملا على وجوده، سيظن أن هؤلاء سيبتلعونه.
هل تخشى اتساع هذا النوع من الشوفينية في المغرب، خاصة مع تصريحات رسمية تخوّن كل من يغرّد خارج السرب حول قضية الصحراء؟
طبعا، لأن من تداعيات هذا التوجه خوف كل من يملك أفكارا مختلفة ومغايرة من التعبير، وهذا نوع من الشوفينية والشمولية.
هل تعتقد أن هذه التعبئة التي يعيشها المغاربة حاليا هستيريا جماعية أم رغبة مخطط لها من قبل جهة ما أم تعبير صادق؟
أعتبرها ردود فعل غير مخطط لها، فلا يمكن لمجتمع أن يتخذ موقفا من الحزب الشعبي الإسباني المعارض بهذه الطريقة، عليه أن يجد سبلا أخرى للدفع بمواقف هذا الحزب إلى المرونة.
كما أنه لا يمكن أن تخترق الجبهة الجزائرية بهذه الطريقة (انتقاد في الصحافة وهجوم على اعتبار أنها وراء أحداث العيون وغيرها وضد مصالح المغرب في الصحراء)، فهناك قادة مغاربة ما زالوا على قيد الحياة، دافعوا عن الجزائر ويعرفون مسؤوليها جيدا، يمكنهم أن يقوموا بدور كبير في مد جسور الحوار، فلماذا لا تتم الاستعانة بهم؟
هذه مشاكل المغرب الرّسمي وعليه حلها.
أعرف أن الجزائر تريد أن تكون قوة إقليمية، لذا تلجأ إلى إضعاف الخصم على جميع المستويات.
هل يعني هذا أن المغرب الرسمي غيب إعمال العقل في معالجة تداعيات أحداث العيون؟
ما وقع في مدينة العيون من أحداث مؤلمة (وفاة 11 فردا من القوات العمومية ومواطنين) يمكن أن يشكل مرحلة جديدة، لقد آن الأوان للقيام بمراجعة عميقة لاستراتيجية المغرب، سواء في موضوع الصحراء أو في المناطق الأخرى بالإضافة إلى أدائه الإعلامي، فلا يمكن أن تنتقد الحكومة التعاطي الإعلامي لقنوات أجنية مع مواضيع المغرب وتقدم منتوجا رديئا لا أحد يشاهده، كما أن هذه المراجعة العميقة يجب أن تشمل الأداء الدبلوماسي المغربي.
إذا لم نغير إستراتيجيتنا فسنضيع أشياء كثيرة منها الصحراء.
بخصوص الإعلام، دعوت في برنامج quot;تياراتquot; على quot;دوزيمquot; المغربية، إلى ضرورة فتح القنوات العمومية لانفصاليي الداخل، أتعتبر هذا حلا مناسبا لاحتوائهم؟
هناك جيل جديد في الصحراء، تغيرت أمور كثيرة إذ لم يعد للشيوخ الدور الذي كان لهم في السابق، لذا أرى أن انفتاح الإعلام العمومي على الانفصاليين سيكون له دور كبير، لكم أن تتصوروا لقاء بين أميناتو حيدار (الناشطة الانفصالية الداعية إلى قيام دولة في الصحراء الغربية) مع ابن سعيد آيت يدر (القيادي المغربي في جيش التحرير)، فهذا الأمر سيكون في صالح المغرب، للتذكير فإن غالبية قياديي انفصاليي الداخل لا علاقة لهم بالصحراء الغربية، بل ينحدرون من مناطق مغربية محسوم فيها.
التعليقات