إحتمال تعرض قادة طائرة الرئيس البولندي لضغوطات للهبوط

وصول جثمان ماريا كاتشينسكا زوجة الرئيس لبولندا

إستبعاد فرضيّة العطل التقني في تحطم الطائرة الرئاسية البولندية

البولنديون في لندن يعيشون الصدمة لمقتل كاتشينسكي

الكارثة البولندية تهدد علاقات غرب وشرق أوروبا

وارسو: وصل جثمان السيدة البولنديّة الاولى ماريا كاتشينسكا الى وارسو حيث يسجى الى جانب جثمان زوجها الرئيس ليخ كاتشينسكي فيما تجمع آلاف المواطنين لتكريم الرئيس وزوجته اللذين قضيا في تحطم طائرة في روسيا السبت. ونثر سكان وارسو الزهور على موكب السيارات التي حملت جثمان السيدة الاولى من المطار الى القصر الرئاسي حيث يسجى الجثمانان.

وفيما اعلن الحداد اسبوعا في بولندا لا تزال التساؤلات تحيط بظروف وقوع الحادث المأسوي. وسيعقد مجلسا البرلمان الثلاثاء جلسة خاصة الثلاثاء لذكرى الضحايا. والطائرة التي كانت تقل 96 شخصا بينهم عشرات الشخصيات البارزة، تحطمت وهي في طريقها الى روسيا حيث كانت مراسم مرتقبة لاحياء الذكرى ال70 لمقتل آلاف الجنود البولنديين. ولم ينج احد في كارثة التحطم..

وكانت ثلة من حرس الشرف في انتظار جثمان السيدة كاتشينسكا (66 عاما) لدى وصوله من موسكو. وعزفت فرقة موسيقية النشيد الوطني البولندي امام النعش الذي لف بالعلم. واخترق شعاع من نور الشمس السماء الرمادية فيما كانت ابنة كاتشينسكي مارتا (30 عاما) تضع يداها على نعش والدتها. وجثم شقيق الرئيس التوأم رئيس الوزراء السابق ياروسلاف كاتشينسكي (60 عاما) ايضا امام النعش.

وفي مشاهد ذكرت بعودة جثمان الرئيس الاحد، اصطف المواطنون على طول الطريق الممتد 12 كلم وتدفقوا باتجاه المفترقات الرئيسية في العاصمة. ونثر بعضهم الزهور فيما التقط آخرون الصور بهواتفهم النقالة. وقالت المواطنة انييسكا (34 عاما) ان quot;المأساة تركت اثرا هائلا علينا جميعا. نريد ان نكرم السيدة كاتشينسكا، كانت دائما في ظل زوجها لكنها كانت تبدو سيدة رقيقة ومحترمة للغايةquot;.

واصطف مئات المواطنين لالقاء النظرة الاخيرة على الجثمانين المسجيين في القصر الرئاسي والتوقيع على سجل التعازي. وتنظم جنازة الرئيس البولندي على مدى يومين حيث تجري مراسم تشييع وطنية السبت ثم يدفن الرئيس وزوجته الاحد

وزادت التساؤلات المحيطة بظروف الحادث من حجم الصدمة في بولندا مع اعلان مسؤولين روس ان الطيارين تجاهلوا تحذيرات حول حالة الطقس وكرروا محاولات للهبوط في مطار سمولنسك الذي كان يغطيه الضباب.

وقال المدعون البولنديون ان ليس هناك دليل على تعرض الطاقم لضغوط من قبل الوفد الذي كان على متن الطائرة للهبوط رغم الطقس السيء، للوصول في الوقت المناسب لحضور الاحتفالات المرتقبة في كاتين قرب سمولنسك في غرب روسيا. وتحطمت الطائرة في الغابة نفسها التي قتلت فيها شرطة جوزيف ستالين السرية، الاف الجنود البولنديين في 1940.

وجاء الرد الروسي سريعا. وتم التعرف رسميا على جثث 45 من الضحايا في روسيا من قبل الاقارب الذين احضروا الى مكان الحادث لتسريع عملية التعرف على الجثث، حسبما اكدت وزيرة الصحة الروسية تاتيانا غوليكوفا.

وتعرضت بعض الجثث لتشوهات يصعب معها التعرف الى اصحابها. وقال مسؤولون روس ان بعض الجثث لا تزال في موقع الحطام. ونظرا لتاريخ روسيا المضطرب مع بولندا تولى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ملف الحادث ووعد بتحقيق quot;موضوعي ودقيقquot;.

ولم تشهد بولندا مظاهر حزن مماثلة منذ تكريمها البابا البولندي الراحل يوحنا بولس الثاني اثر وفاته في 2005. ورغم انقسام الرأي العام حوله سياسيا في الداخل وفي اوروبا الا ان وفاة الرئيس القومي المحافظ وحدت بولندا بشكل خاص. وصمدت المؤسسات الديمقراطية في بولندا التي تشكلت منذ انهيار الشيوعية في 1989، بعد الحادث.

ويتولى رئيس البرلمان برونيسلاف كوموروفسكي مهام الرئيس بالانابة. وسيتعين عليه تحديد موعد لانتخابات رئاسية مبكرة في غضون اسبوعين على ان تجرى قبل نهاية حزيران/يونيو المقبل. وكان من المقرر اساسا اجراء انتخابات رئاسية في وقت لاحق هذا العام يخوضها كوموروفسكي الليبرالي ضد كاتشينسكي.