أجرت إيلاف تحقيقًا حول أزمة المرور في بغداد جراء ازدياد عدد السيارات من خلال الاستيراد العشوائي غير المنظم وغير المبرمج لها وخصوصًا ما يعرف بـ quot;المانيفستquot;.
سعاد الراشد من بغداد: لانفتاح الحدود العراقية على دول الجوار بعد سقوط النظام السابق بالغ الاثر في ازدحام الشوارع التي تشهدها المدن العراقية وخاصة العاصمة بغداد التي يقطنها سبعة ملايين نسمة نتيجة استيراد عشوائي غير منظم وغير مبرمج للسيارات حيث دخل الكثير منها وبمختلف الموديلات والاشكال والانواع وهي التي اطلق عليها سيارات المانيفست اي التي لا تحمل لوحات نظامية وتم تسجيلها بدائرة المرور بلوحات سوداء وباتت متداولة في الشارع على انها سيارات للاجرة لكن لاتحمل مواصفات الاجرة.
ولغرض تنظيم العملية فقد بادرت الشركة العامة للسيارات العراقية باجراءات وان جاءت متأخرة باستيراد الكثير من سيارات الاجرة الصفراء من دول الجوار والصين وذات المواصفات العالية الجودة والمتانة والمتطلبات الضرورية لراحة الراكب وخاصة توفرها على جهاز تكييف وهي الآن محط استقطاب المواطن الذي يطلق عليها مسميات كثيرة حسب موديلها فمنها السمنت والسيبة والشيري والبيجو الذي يلقب بالصفوي لاستيراده من ايران حيث غزت كل هذه السيارات الشارع العراقي واصبحت منافسًا قويًا لسيارات المانيفست.
ايلاف استطلعت آراء الموطنين حول هذا الامر حيث أن هناك الكثير منهم يحملون الحكومة هذا التخبط العشوائي في الاستيراد والبعض يرى ان هذا الكم الهائل من السيارات قد زاد من زحمة الشوارع والتي يعاني اغلبها في الاصل زحامًا مزعجًا بسبب إغلاق اغلب الطرق بالحواجز الكونكريتية الامنية، في حين رأى البعض ان سيارات الاجرة الحديثة هي الاكثر حضورًا في الشارع والناس أكثر أقبالاً عليها.
المواطن ياسر الحمداني 45 سنة يملك سيارة نوع برنس المانيفست قال انه يعمل سائق اجرة منذ فترة طويلة من الزمن اما ألآن فقد تراجعت هذه المهنة لان المواطن اصبح لا يركب السيارات المانيفست ويذهب الى سيارة الاجرة الحديثة لتوفرها على المواصفات الجيدة مثل التبريد خاصة في الصيف الحار الذي يعاني منه العراق.
أحمد الجميلي 22 سنة يملك سيارة بيجو ايراني حديث 2009 قال انه كان يملك سيارة المانيفست ولكن اضطر لبيعها والتقرض في سبيل شراء حديثة على الرغم من ارتفاع ثمنها مضيفا انه وجد في هذه السيارات متانة، اضافة إلى انها لاتستهلك وقودًا كثيرًا والمواطن اكثر اقبالا عليها لتوفيرها التبريد في حين ان سيارات المانيفست لاتملك تلك المواصفات. ويقول انه يستقطع اجرة اعلى من الركاب لان السيارة تتوفبر على مكيف تبريد.
فاتن عباس 25 سنة طالبة جامعة ترى انه لاضير ان تدفع اجرة اكثر لسيارة فيها تبريد وحديثة ولا تواجه فيها أعطال كما هو حال سيارات المانيفست لان السيارات الحديثة هي صورة حضارية لشوارع بغداد التي اصبحت تعج بسيارات المانيفست ذات الموديلات القديمة والتي زادت من الارباك والازدحام.
اما قاسم السامرائي 55 سنة فيقترح ان يتم تصنيع السيارات في العراق ويمكن استيراد المحركات من المانيا وفرنسا كما تفعل ايران ثم تباع للمواطنين بالتقسيط. من جانب اخر المواطن حسين العنبكي 35سنة عبر عن حيرته لان سيارته حديثة ولكنها المانيفست ولايمكن استخدامها تاكسي الا بوجود ارقام رسمية من قبل دائرة المرور والى الان لم تسجل اغلب هذه السيارات المانيفست ويتخوف من احتمال تسقيطها ويضطر الى بيعها خردة او قطع غيار.
عبدالله العيبي المدير العام لشركة العامة لادارة النقل الخاص أكد في حديث مع quot;ايلافquot; أن هناك ضوابط ومواصفات محدده لسيارة الاجرة الصفراء حيث تم تحديد العمر من موديل 1994 فما فوق. واضاف ان السيارات المانيفست لاتسجل للاجرة الا اذا توفرت على المواصفات المطلوبة فيها لانه مع سقوط النظام اصبح الاستيراد عشوائيا ودخل الكثير من السيارات الى البلاد بمختلف النوعيات لذك اضطر ت دائرة المرور ان تعطي اللوحة السوداء التي تحمل رقم المانيفست حتى لا يمكن استخدامها سيارة اجرة الا اذا صبغت باللون البرتقالي واعطيت علامة الاجرة.
واشار العيبي الى ان الشركة العامة لادارة النقل الخاص في العراق لديها آلية جديدة لوضع المتطلبات الضرورية لسيارات الاجرة والباص الصغير حسب الظروف المناخية للعراق من خلال معايير خاصة يتطلب توفرها في المركبة قبل منحها رخصة عمل كسيارة اجرة لذلك اصدرت وزارة النقل تعليمات بان تأخذ بهذه الشروط في الاستيراد مضيفًا ان الشركة انتهت مؤخرًا من وضع دراسة كاملة عن موضوع التاكسي المميز يضمن تشغيلاً مشتركًا مع القطاع الخاص.
وأشار العيبي الى ان الشروط التي وضعت اضافة الى متطلبات الراحة والامان تتطلب تزويد السيارة بنظام quot;جي بي اسquot; لتحديد موقع المركبة وتعقبها ونظام العداد ومنظومة اتصال لاسلكي اضافة الى ضرورة ارتداء السائق الزي الرسمي المميز وقد رفع هذا المشروع للوزارة. واوضح ان هذا المشروع سيوفر 5000 فرصة عمل لابناء بغداد قابلة للزيادة.
التعليقات