يرى الخبراء في جنوب قبرص ان فوز المحافظ درويش اروغلو في الانتخابات الرئاسية المرتقبة الاحد في quot;جمهورية شمال قبرص التركيةquot; قد يدق ناقوس الخطر بالنسبة للمفاوضات الجارية حاليا لاعادة توحيد الجزيرة المقسمة.
نيقوسيا: اعتبر المحلل السياسي القبرصي اليوناني سوفرونيس سوفرونيو ان quot;هذه الانتخابات اهم بكثير بالنسبة للجنوب من سابقاتها لان المحادثات الحالية هي الاكثر جدية منذ سنوات عديدة من اجل ايجاد حلquot; لتقسيم قبرص.
وقال لوكالة فرانس برس quot;اشك في ان يكون احد في الجنوب يفضل اروغلو واراءه المتطرفة. انه مخالف للصواب كليا في ما يتعلق بالمشكلة القبرصية والجوهر، انه متمسك بالتقسيمquot;. وقد اعلنت انقرة في 1983 quot;جمهورية شمال قبرص التركيةquot; على الاراضي التي احتلتها تركيا في 1974 اثر انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون بهدف الحاق الجزيرة باليونان.
ويرى سوفرونيو ان فوز اروغلو قد يضع حدا لتسعة عشر شهرا من المفاوضات بين quot;رئيس جمهورية شمال قبرص التركيةquot; محمد علي طلعت والرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس. واكد درويش اروغلو رئيس الوزراء الحالي انه لن يترك طاولة المفاوضات لئلا يتهم بquot;التعنتquot;. لكن سوفرونيو ذكر بان طلعت لم يحظ هو الاخر بدعم واضح من تركيا التي تتفاوض منذ 2005 بشأن دخولها الى الاتحاد الاوروبي. ولا يوفر الرئيس المنتهية ولايته جهدا للتشديد على اهمية اعادة انتخابه بالنسبة لمستقبل تطلعات انقرة.
كذلك اعلن ديمترس خريستوفياس انه غير مستعد quot;لاستئناف كل شيء منذ البدايةquot; مع شريك جديد. وقال quot;لن افكر ابدا في العودة الى نقطة الصفر. وعلى اي شخص يمكن ان يتقدم بهذا الطلب ان يكون مستعدا لدفع الثمن في اوروبا وعلى الصعيد الدوليquot;.
ولم يخف خريستوفياس تفضيله لفوز طلعت وان كانت استطلاعات الرأي لا ترجح فوزه. غير انه اكد انه على استعداد للتفاوض مع الفائز في هذه الانتخابات ايا كان اذا استؤنفت من النقطة التي توقفت عندها. لكن خريستوفياس انتقد ايضا لدعمه مرشح الى انتخابات quot;غير شرعيةquot;.
واعتبر الحزب الاشتراكي (ايديك) ان هذا الدعم ليس من شأنه سوى اعطاء غطاء لنظام احتلال ينتهك قرارات الامم المتحدة. وقد انسحب هذا الحزب مؤخرا من الائتلاف الحكومي منددا quot;بالتسويات التي وافق عليها الرئيس القبرصي خلال المفاوضاتquot;.
ورأى هوبيرت فوستمان الاستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة نيقوسيا ان انتخاب درويش اروغلو قد يفيد في الواقع معارضي اعادة التوحيد في الجنوب. وقال الجامعي لوكالة فرانس برس quot;اعتقد ان غالبية القبارصة اليونانيين لا يريدون حلا، وعلى كل حال ليس في اطارها الحاليquot;.
واوضح quot;ان فوز اروغلو سيعطيهم الغلبة المعنوية لان وصول نصير للخط المتشدد يعطي صورة جيدة عن فريقكم ان جاءت نتيجة (المحادثات) سلبيةquot;. واعتبر فوستمان ايضا ان كل فريق quot;يدرك تماماquot; انه يجب الا يتحمل مسؤولية فشل المفاوضات.
وقد رفض القبارصة اليونانيون في 2004 عبر استفتاء خطة لاعادة توحيد الجزيرة اعدتها الامم المتحدة ووافق عليها القبارصة الاتراك. واعاد خريستوفياس الذي انتخب في شباط/فبراير 2008، اطلاق المفاوضات في ايلول/سبتمبر. لكن بعد 19 شهرا لم يسجل سوى القليل من التقدم بالرغم من دعم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي قام بزيارة الى الجزيرة في شباط/فبراير.
التعليقات