امرأة ترتدي النقاب في شارع سان دينيس بالقرب من باريس |
أعلنت الحكومة الفرنسيَّة الأربعاء أنها ستقدم في أيار/مايو مشروع قانون لحظر البرقع في كلّ الأماكن العامَّة في سائر أنحاء البلاد، بما فيها الشوارع، على الرغم من تحفظات أعلى هيئة قضائيَّة إداريَّة في البلاد.
باريس: تتجه فرنسا نحو فرض حظر على ارتداء النقاب في الأماكن العامة مع استعداد الحكومة لمناقشة مسودّة قانون الشهر المقبل وسط نقاش ساخن بشأن حقوق المرأة والحريّة الدينيّة.
وقال المتحدث باسم الحكومة إنّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعرب عن تأييده لفرض حظر كامل يوم الاربعاء، وإن مشروع القانون المتّصل بذلك سيقدم الى مجلس الوزراء في مايو/أيار.
وقال للصحافيين إن ساركوزي يعتقد أنّ النقاب quot;يجرح كرامة المرأة وهو غير مقبول في المجتمع الفرنسيquot;، ونقل المتحدث عن ساركوزي قوله إنّ كل شيء يجب ان يتم حتى quot;لا يشعر احد بأنه موصوم بسبب معتقداته او ممارساته الدينيةquot;.
والبرقع في صلب نقاش مستمر منذ اشهر في فرنسا حيث يندد قسم من المعارضة اليسارية بالموقف الملتبس من مكانة الاسلام في المجتمع، محذّرًا من مخاطر الاساءة الى عموم مسلمي فرنسا وعددهم بين خمسة وستة ملايين.
واثار الاقتراح انتقادات شديدة واشادة في فرنسا التي تعيش فيها اكبر جالية اسلامية في الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة. وعشرة في المئة تقريبًا من سكان فرنسا البالغ عددهم 62 مليون نسمة هو من المسلمين.
وتظهر استطلاعات الرأي ان معظم الناخبين الفرنسيين يؤيدون فرض حظر، ولكن خبراء قانونيين حذروا من انه قد يشكل خرقًا للدستور.
وقالت اعلى محكمة في فرنسا والتي تقدم المشورة للحكومة بشأن اعداد القوانين الجديدة في مارس/اذار إنّ أيَّ حظر يمكن ان يكون غير قانوني.
ويمكن ان يواجه القانون بعد التصويت عليه عقبات على مستوى المجلس الدستوري المكلف مراقبة دستورية القوانين.
وصرح رئيس الوزراء فرنسوا فيون بأنّ الحكومة مستعدة quot;للمخاطرة قضائيًّاquot; لأنّ quot;الرهان يستحق المخاطرةquot;.
وقال شاتيل ان الهدف هو quot;منع اتساع هذه الظاهرة. اننا نسنّ قوانين للمستقبل. فارتداء البرقع يمثل دليلاً على انطواء مجموعة على نفسها ورفضها قيمناquot; مشيرًا الى ان حوالى الفي امرأة يرتدين البرقع في فرنسا.
وطرحت فكرة فرض حظر للمرة الأولى من قبل رؤساء بلديات لاحظوا تزايد عدد النساء اللائي يرتدين النقاب في احيائهم، وشكلت لجنة برلمانية لبحث الاقتراح خلال ستة اشهر من الجلسات.
ومنذ ذلك الوقت تحدثت مدافعات كثيرات عن حقوق المرأة من الضواحي الفقيرة التي تقطنها اجناس مختلفة في فرنسا تأييدًا لفرض حظر قائلات انه قد يساعد النساء الصغيرات اللائي لا يريدنَّ ارتداء النقاب ولكن ازواجهن او عائلاتهن يجبرونهن على ذلك.
ولكن اخرين يرون أن هذا الحظر جزء من عداء متزايد ضد الاسلام ورموزه من النقاب الى المأذن ويجادلون بان نساء مسلمات كثيرات يريدن بشكل فعلي تغطية وجوهن.
وأعلن ساركوزي مرارًا أنّ البرقع والنقاب quot;غير مرحب بهما في فرنساquot; معتبرًا انهما quot;مخالفان للقيمquot; الفرنسية.
واعتبر كزافييه بيرتران رئيس الحزب الحاكم (الاتحاد من اجل حركة شعبية) ان الحكومة quot;اخذت الخيار الأفضلquot;.
غير ان الموقف الاداري للجمهوريةكان على لسان جان بول دولوفوي: quot;احب القانون، ولا احب الحظر العامquot;.
ولا يقتصر النقاش حول منع النقاب على فرنسا بل يشمل ايضًا دولاً اوروبية اخرى منها هولندا وبلجيكا التي قد تصبح اول بلد اوروبي يحظر النقاب في الفضاء العام بشكل تام.
وصوتت لجنة من النواب البلجيكيين في نهاية اذار/مارس على اقتراح بهذا الصدد ومن المحتمل اقراره في جلسة موسعة لمجلس النواب الخميس.
وامتد النقاش الى مناطق بعيدة كأفغانستان حيث اعرب نشطون مدافعون عن المرأة عن غضبهم من الاقتراح الفرنسي قائلين انهم يكرهون النقاب ولكن يجب على المرأة أن تشعر بحرية ارتداء ما يحلو لها.
واختتمت اللجنة البرلمانية تحقيقها في كانون الثاني/يناير واوصت باجازة البرلمان قرار يندد بالنقاب ويصوّت بعد ذلك على اشد قانون ممكن لمنع النساء من ارتدائه.
التعليقات