رأت بعض التقارير أنَّ مبارك يواجه حرجًا بسبب الحصار على غزة الذي فجَّرتهأزمة أسطول الحريَّة.
واشنطن: ذكرت مجلة quot;فورين بوليسيquot; الأميركية أن الرئيس المصري حسني مبارك يواجه حاليا حرجا شديدا بسبب استمراره بالمشاركة في حصار قطاع غزة، في نفس الوقت الذي تنخفض فيه شرعيته وسط شكوك حول صحته ومستقبل النظام بأكمله.
وقالت المجلة إن الاعتداءالاسرائيلي على قافلة quot;أسطول الحريةquot; ألقى الضوء على دور مصر والذي وصفته بـ quot;الشريك الصامتquot; لإسرائيل في حصار القطاع، مما يعد تطورا مزعجا لمصر، التي تنكر أداءها أي دور في الحصار، على الرغم من إغلاقها معبر رفع الحدودي منذ سيطرة حركة حماس على القطاع قبل حوالي ثلاث سنوات.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن مصر قررت فتح المعبر لتجنب غضب مواطنيها، فإنها منعت وصول قافلة مساعدات أعدتها نقابة الصيادلة في الإسكندرية من الوصول إليه، زاعمة أنه من الممكن أن يتسبب الغضب حول المعبر في زعزعة استقرار مصر، مما قد يضاعف من تكلفة مشاركة النظام في الحصار.
وحسبما ذكرت صحيفة quot;الشروقquot; المستقلة، اعتبرت المجلة أن مصر فقدت ذرائعها السياسية والأخلاقية على المستويين المحلي والإقليمي للاستمرار في موقفها من المعبر بعد الغضب العارم على ما يراه الكثيرون تعاونا مصريا مع إسرائيل لمعاقبة سكان القطاع على تصرفات حماس.
وزعمت quot;فورين بوليسيquot; أن قلق النظام من فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير 2006، يعد سببا لسلوكه ذلك النهج، وخصوصا بعدما تمكنت جماعة الإخوان المسلمين من الحصول على 20% من مقاعد البرلمان، حيث رغب النظام في إفشال تجربة حماس، كما لفتت إلى قول مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، إن مصر لن تقبل بإقامة إمارة إسلامية على حدودها الشرقية.
وأكدت المجلة أنه على الرغم من دعم القاهرة لحركة فتح سرا وعلانية منذ فوز حماس، حيث خصصت وجودا مخابراتيا كبيرا في القطاع، فإنها فشلت في احتواء حركة حماس، مضيفة أن ذلك يعتبر فشلا شخصيا لعمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الذي قضى 5 سنوات يزور خلالها القطاع وتتوافر لديه خطة لقلب صعود حماس.
كما لفتت إلى أن مطالبة الولايات المتحدة وإسرائيل بتشديد الحصار على تهريب الأسلحة إلى القطاع، دفعت مصر إلى الشروع في بناء جدار فولاذي يفصلها عنه، بجانب أن إدارة أوباما تعمل على تحسين علاقتها بالنظام، حيث تنازلت عن الضغوط التي كانت تمارس سابقا من أجل مساندة حقوق الإنسان والديمقراطية.
وختاما، اعتبرت المجلة أن إغلاق معبر رفح لا يمكن الدفاع عنه أكثر من ذلك، مع تظاهر المئات في القاهرة وفي أرجاء مصر مع هتاف المتظاهرين بشعارات مناهضة لمبارك ويربطون بين النظام وإسرائيل صراحة خلال الأيام القليلة الماضية.
وكانت صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية ذكرت في عدد سابق لها أن فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وضع مبارك في حيرة بين التضامن العربي وبين علاقته مع الجارة إسرائيل. وقالت الصحيفة: quot;إن كثيرين من سكان غزة الذين كانوا عالقين على المعبر قبل فتحه، تحدثوا عن المأزق وجد فيه مبارك نفسه بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحريةquot;.
وزعمت الصحيفة أن مبارك في حيرة شديدة بين تهدئة الغضب الشعبي بسبب تصرفات (إسرائيل) العدائية وبين الحفاظ على علاقة وثيقة بإسرائيل في الوقت ذاته، وهي العلاقة التي تضمن حصول مصر على ما يقرب من 2 مليار دولار من المساعدات الأمريكية وهي الأموال التي يرى بعض المحللين أنها ضرورية لنظام مبارك الذي فقد شعبيته للاستمرارquot;.
وتقول الصحيفة إن الأوضاع في المعبر تثير الشكوك حول حقيقة فتحه فعليا، ففي الوقت الذي تعج فيه بوابة المرور من مصر إلى غزة بحركة الشاحنات التي تحمل المساعدات الطبية والغذائية وعودة الفلسطينيين العالقين إلى القطاع تظل البوابة الأخري للمرور من غزة إلى مصر وكأنها خالية.
وكان الرئيس مبارك أصدر أمرا الثلاثاء الماضي بفتح معبر رفح أمام المساعدات الانسانية والطبية والحالات الحرجة التى تتطلب عبورها إلى الأراضى المصرية. وجاء قرار مبارك بعد 24 ساعة من العدوان الإسرائيلي على quot;أسطول الحريةquot; فجر الاثنين والذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المتضامنين غالبيتهم من الأتراك.
وشنالجيش الاسرائيلي حرباً برية وجوية وبحرية على قطاع غزة استمرت من 27 ديسمبر 2008، وحتى 18 يناير 2009، أدت إلى سقوط 1450قتيلا من بينهم 450 طفلا، وأكثر من 5200 جريح، مع تدمير أكثر من 20 ألف منزل وكامل المباني الحكومية تقريبا، إضافة لاستهداف مؤسسات تعليمية وثقافية واجتماعية كان من أبرزها الجامعة الإسلامية.
وعقب انتهاء الحرب، شددتاسرائيل حصارها على قطاع غزة عقب سيطرة حركة حماس عليه قبل حوالي 4 سنوات، وأعلن حينها القطاع كياناً معادياً وأغلق المعابر التجارية بشكل كامل، وهي quot;معبر بيت حانون (ايرز) شمال قطاع غزة ومعبر المنطار (كارني) ومعبر الشجاعية (ناحل العوز) شرق غزة.
التعليقات