اجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اليوم مشاورات على غداء عمل مع وفد من أعضاء الكونغرس الأميركي برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور روبرت كيسي.

القاهرة: قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي ان أبو الغيط استعرض خلال اللقاء الأوضاع في المنطقة مؤكدا محورية الدور المصري في المنطقة.

واوضح ابو الغيط أن اعتبارات الجغرافيا والتاريخ والثقافة التي جعلت من مصر المركز التقليدي والقائد التاريخي الطبيعي للمنطقة هي نفسها التي تفرض على مصر الاضطلاع بمسئولية الحفاظ على الاستقرار السياسي وقيادة عملية الاصلاح السياسي والتنمية في الشرق الأوسط.
وأضاف زكى أن أعضاء الوفد الأميركي أمنوا على كلام أبو الغيط معبرين عن قناعة الولايات المتحدة بأهمية الدور المصري بصفته حافظا للاستقرار السياسي في المنطقة وقائدا لا غنى عنه لعملية السلام.

وقال ان ابو الغيط أكد للوفد الأميركي التزام مصر بايجاد حل سلمي شامل وعادل ونهائي للصراع العربي - الاسرائيلي يقوم على مبدأ الدولتين غير أن ذلك يتطلب تحركا من الولايات المتحدة مع الحكومة الاسرائيلية لوقف فوري ونهائي للاستيطان الذي يمثل عقبة كبيرة أمام التسوية السلمية ويفرغ الحديث الاسرائيلي عن الالتزام بالعملية السلمية من أي مضمون حقيقي.

واضاف زكى ان الوفد الأميركى استفسر عن رؤية وزير الخارجية المصري لتطور الوضع في العراق فأوضح أبو الغيط أن المطلوب بالحاح في الوقت الحالي هو التحرك الحثيث نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة لجميع مكونات الطيف العراقي وأن أي محاولة لاستبعاد أي فريق سياسي من الحكومة العراقية لن يكتب لها النجاح وستكون مدخلا لاعادة العراق الى دوامة العنف وعدم الاستقرار.

وأشار الى أن كل التقدم الذي تحقق على الصعيد الأمني لن تكون له قيمة حقيقية اذا لم يصحبه تقدم مماثل في العملية السياسية يهدف الى دمج الجميع في حكومة وحدة وطنية ذات شرعية تمثيلية لا لبس فيها.

وشارك باللقاء سفيرة الولايات المتحدة لدى مصر مارغريت سكوبي ورئيس لجنة الشئون العربية والأمن القومي بمجلس الشورى المصري الدكتور مصطفى الفقي.

وقال الدكتور الفقي في تصريح للصحافيين ان وزير الخارجية شرح للوفد الأميركي أبعاد السياسة الخارجية المصرية ووجهة النظر المصرية تجاه التطورات الأخيرة في المنطقة مشيرا الى تبادل الآراء ووجهات النظر المصرية والأميركية حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأوضح الفقى أنه لمس من الوفد الأميركي فهما عميقا للوضع في المنطقة خاصة وأنهم قادمون من جولة شملت أفغانستان واسرائيل وعددا من الدول العربية منوها بأن الوفد الأميركي أكد أن الدور المصري لا غنى عنه لأي طرف من الأطراف مهما كانت الظروف لأنه الدور الأساسي في المنطقة.

وأشار الفقي الى أن الحديث خلال جلسة المشاورات المصرية - الأميركية أنصب حول السياسة الخارجية وعلى الدور المصري وأهميته وتقييم الدور التركي وايران وأهمية سوريا في المنطقة.

وعلى صعيد متصل التقى وزير الداخلية المصري حبيب العادلي بوفد الكونغرس الأميركي حيث جرى خلال اللقاء بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل توسيع آفاق التعاون في المجالات الأمنية المختلفة.

وعبر كيسي عن تقديره لعلاقات الصداقة الوثيقة التي تربط مصر والولايات المتحدة على المستويين الحكومي والشعبي فيما أشار العادلي الى أهمية التكاتف الدولي والتعاون للقضاء على ظاهرة الارهاب الدولي التي أصبحت تهدد كافة الكيانات البشرية.

وأكد العادلي على ترحيب وزارة الداخلية المصرية بدعم علاقات التعاون الأمني وتنسيق الجهود بين الدولتين بما يخدم قضايا الأمن والسلام في العالم.