عناصر من الحرس الثوري الإيراني

أعلن رئيس البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي إنتاج 20 كلغ من اليورانيوم المخصب بــ 20% في تحدٍّ جديد للأسرة الدوليّة في وقت أعلن فيه المعارض الإيراني مهدي كروبي أن الحرس الثوري يدعم العقوبات المفروضة على بلاده بسبب الأرباح الضخمة التي يجنيها من وراء التدابير العقابيّة.

طهران: قال زعيم المعارضة الإيرانية مهدي كروبي إن الحرس الثوري الإيراني يدعم العقوبات المفروضة على طهران في الوقت الذي يجني فيه أرباحًا ضخمة من وراء التدابير العقابية التي فرضت على إيران.

ونقل موقع تابع للمعارضة في إيران عن كروبي قوله إنه يعتقد بأن بعض أعضاء النظام الحالي الإيراني وأيضا الحرس الثوري يستفيدون من هذه العقوبات، كما أنهم يحققون أرباحًا ضخمة من ورائها، مشيرًا إلى أن بعض قادة الحرس الثوري أعربوا عن استعدادهم للإشراف على مشاريع في قطاع الطاقة كان الغرب قد تخلى عنها بسبب العقوبات الدولية.

وكان كروبي الذي يعارض حكومة الرئيس أحمدي نجاد قد انتقد العقوبات التي صدرت أخيرًا عن مجلس الأمن الدولي وألقى كروبي باللوم على المتشددين في النظام الإيراني، موضحا أنهم السبب في فرض العقوبات الأخيرة على بلاده.

هذا وأعلنت إيران الاحد انها انتجت 20 كلغ من اليورانيوم المخصب ب20% متحدية الاسرة الدولية التي تأمل في ان تعلق برنامجها النووي المثير للجدل. واعلن رئيس البرنامج النووي الإيراني علي اكبر صالحي لوكالة ايسنا quot;لقد انتجنا نحو 20 كلغ من اليورانيوم المخصب ب20% ونحن نعمل على انتاج صفائح وقودquot;.

ويمكن ان يستخدم اليورانيوم المخصب كوقود في المفاعلات النووية لكن ايضًا لانتاج القنبلة الذرية. وتطالب الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة إيران بتعليق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم اذ تخشى ان تكون إيران تسعى الى التزود بالسلاح النووي.

إلا ان إيران تصر ان برنامجها النووي هو لاغراض سلمية بحتة. وكرر صالحي الاحد انه سيكون بامكان إيران بحلول ايلول/سبتبمر 2011 ان quot;تؤمن الوقود الضروري لمفاعل الابحاث في طهرانquot;.

وكان صالحي قد أعلن في وقت سابق ان إيران تملك القدرات التقنية لانتاج صفائح الوقود الضرورية للمفاعل وهو ما تستنكره الدول الغربية. وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد قد أمر في شباط/فبراير تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% بعد فشل مشروع لتبادل الوقود بمبادرة من الامم المتحدة.

وفي 17 ايار/مايو اقترحت البرزايل وتركيا ان ترسل إيران يورانيوم ضعيف التخصيب الى تركيا لتحصل بعدها على وقود لتشغيل مفاعلها للابحاث. الا ان الدول الكبرى رفضت الاقتراح ودعمت في 9 حزيران/يونيو قرارا صدر عن مجلس الامن الدولي يفرض مجموعة رابعة من العقوبات على إيران.

وفي بيان آخر، اعرب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عن استعداده الاحد للتباحث في اقتراح تركيا والبرازيل مع quot;مجموعة فييناquot; التي تضم طهران وواشنطن وباريس وموسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية. واضاف ان مجموعة فيينا المكلفة مشروع التبادل quot;وافقتquot; على مشاركة البرازيل وتركيا في المفاوضات.

وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد قد أكّد الخميس ان العقوبات التي فرضتها الدول الغربية مؤخرا على بلاده لن تغير شيئًا في برنامج إيران النووي. واكد احمدي نجاد عقب مشاركته في قمة في نيجيريا انه مهما كان عدد القرارات التي تمت الموافقة عليها لفرض عقوبات على بلاده quot;فلن يحدث اي تغيير ولو طفيف على برنامجنا النوويquot;. واضاف quot;هذه القرارات هي مجرد ورق. وما سيحدد مستقبلنا هو تصميمناquot;.

واقرت إيران للمرة الاولى الاربعاء بان العقوبات الدولية الجديدة عليها يمكن ان تبطىء برنامجها النووي المثير للجدل بما في ذلك تخصيب اليورانيوم لكنها لن توقفه. وادلى صالحي بهذه التصريحات خلال زيارته مدينة بوشهر في وسط إيران حيث من المفترض ان تبدأ المحطة النووية التي بناها الروس العمل هذه السنة بعد سنوات من التاخير.

وقال صالحي امام الصحافيين كما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية quot;لا يمكن لاحد ان يقول ان العقوبات لا تترك اثراquot;. واضاف ان quot;العقوبات تهدف الى منع الانشطة النووية الإيرانية، لكننا نقول ان هذه العقوبات يمكن ان تبطئ العمل لكنها لن توقف الانشطة، هذا أمر أكيدquot;.

واعلن صالحي، احد نواب الرئيس في حكومة احمدي نجاد، ان العقوبات لن تؤثر على العمل في المحطات النووية مثل محطة بوشهر لكنها يمكن ان تترك اثرًا على برنامج تخصيب اليورانيوم. واضاف ان quot;موقع بوشهر لم يتاثر وقد اكد المسؤولون الروس على الدوام ان العقوبات لن تستهدف هذا الموقعquot;.

لكن صالحي قال quot;بخصوص مسالة التخصيب، يمكن ان نواجه مشاكل مرتبطة ببعض التجهيزات مثل آلات القياسquot;. لكنه عبر عن ثقته في ان إيران يمكن ان تصنع محليًّا المعدات التي لا يمكنها الحصول عليها من الخارج. وصوت مجلس الامن الدولي في 9 حزيران/يونيو على سلسلة رابعة من العقوبات على إيران بسبب رفضها وقف تخصيب اليورانيوم. وبعد ذلك فرض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة عقوبات على إيران.

وصادق الرئيس الأميركي باراك اوباما في الاول من تموز/يوليو على سلسلة جديدة من العقوبات التي صوت عليها الكونغرس، وهي الاقصى التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران. وتهدف هذه العقوبات الى احداث خلل في تزويد إيران بالوقود والكيروسين ومنتجات نفط اخرى مكررة. ومعروف ان إيران لا تملك قدرات كافية لتكرير النفط.

إلى ذلك قال مساعد رئيس هيئة الأركان في الجيش الإيراني للشؤون الإعلامية، العميد مسعود جزائري، إن إيران quot;أصبحت في أفضل وأعلى مستوى من الاقتدار الدفاعي.quot; وردًّا على سؤال لوكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية، حول تصريحات أحد المحليين الروس بأن أميركا وإسرائيل تستعدان لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية قال الجزائري: quot;من الأفضل للروس أن يتجنبوا نشر هكذا أنباء غير واقعية ومزيفة quot;.

وأعرب عن اعتقاده بأن مثل هذه التقارير ذات الطابع الاستخباراتي والتهديدي للحكومة الإيرانية quot;لا تمثل سوى كذبة كبيرة لا تثير الاهتمام،quot; مشيرًا إلى أن إيران quot;تجاوزت في الوقت الحاضر مرحلة التهديدات وباعتبارها قوة كبرى تسعى إلى نشر السلام والعدالة في العالم.quot;

وشدد جزائري على ضرورة أن يتجنب الجميع الإدلاء بتصريحات تنصب في إطار الحرب النفسية، وقال إن quot;الأميركيين العاجزين عن معالجة تسرب نفطي لبئر في البحر كيف لهم أن يواجهوا إعصارًا عسكريًّا جارفًا،quot; في إشارة إلى أزمة تسرب النفط في خليج المكسيك.