إثر توقف مفاوضات كتلتي المالكي وعلاوي حول تشكيل الحكومة الجديدة فقد نشّطت الأخيرة مباحثاتها مع التيار الصدري حجر العثرة الرئيس أمام التجديد لولاية المالكي حيث تم خلال الساعات الاخيرة عقد اجتماعين بحثا المشتركات الرئيسة بين الجانبين وخارطة طريق نحو تشكيل الحكومة الجديدة بينما شدد علاوي على أن توصيف المالكي للعراقية بانها مكون سني يذكي التوتر الطائفي والسياسي الذي عانى منه العراقيون الامرين.. في وقت عقد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان آخر اجتماع له في بغداد مع زعيم العراقية قبيل مغادرته عائدا الى بلاده اليوم.

خلال اجتماع في منزل علاوي عقدت كتلتا العراقية والاحرار الممثلة للتيار الصدري المعارض الاكبر للتجديد للمالكي اجتماعا تم خلاله التأكيد على رفض اي تدخل خارجي في تشكيل الحكومة والاشارة الى وجود مقتربات كثيرة بين الجانبين في التقدم نحو مزيد من الحوارات وصولا الى اتفاقات مع الكتل الاخرى لإنهاء الازمة السياسية الحالية.

واثر انتهاء الاجتماع اشار علاوي خلال مؤتمر صحافي مع القيادي في التيار الصدري قصي السهيل الى ان هذا اللقاء مع اعضاء التيار الصدري مهم وايجابي بالنسبة إلى الكتلة العراقية حيث تم تأشير وجود رؤى حقيقية تكاد تكون متطابقة بين الجانبين.

وقال إن الايام القليلة المقبلة ستشهد لقاءات مكثفة بين العراقية والتيار الصدري للوصول الى صياغات مهمة واساسية لغرض تشكيل الحكومة المقبلة. ورفض quot;اي إملاءات خارجية كانت ومن حيث ما أتت لان تشكيل الحكومة المقبلة يجب ان لا يخضع الى تدخلات خارجيةquot;. واكد علاوي في رد على اتهامات دولة القانون بزعامة المالكي بوقف مباحثاته معه تهربا من حوارات تشكيل الحكومة قائلا quot;ان العراقية لن تتنصل من اي اتفاق وهي واضحة في طروحاتها ومواقفهاquot;.

واوضح ان العراقية لا تعرف من اين أتى دولة القانون بهذا الرأي ووصف العراقية بأنها quot;قائمة سنية. واضاف ان التصريحات التي صدرت عن دولة القانون ربما لا تعبر عن رأي جميع اعضائه مشددا على ضرورة عمل جميع القوى من اجل تشكيل حكومة وطنية تضم كل الطيف العراقي. واكد رفض اي تدخلات اقليمة ودولية في تشكيل الحكومة قائلا quot;ليس للقائمة العراقية اي تردد في رفض اي املاءات خارجية كانت ومن حيث ما أتت لان تشكيل الحكومة المقبلة يجب ان لا تخضع الى تدخلات خارجية.

وإثر اتهام ائتلاف دولة القانون للعراقية بان قطعها المفاوضات معه عائد الى خلافات بداخلها فقد اكدت قيادة العراقية في تصويت داخلي انها موحدة بتمسكها بعلاوي مرشحا وحيدا عنها لرئاسة الحكومة الجديدة. وقالت الناطقة الرسمية باسم العراقية ميسون الدملوجي في تصريح الى quot;ايلافquot; ان اللجنة التنسيقية للقوى المتحالفة ضمن كتلة العراقية قد صوتت بالإجماع على ترشيح علاوي.

وأضافت ان اللجنة التنسيقية للقوى المتحالفة ضمن كتلة العراقية قد ثمنت موقف علاوي باستعداده للتنازل عن ترشيحه لمنصب رئاسة الحكومة لشخصية أخرى من داخل العراقية وفقاً لاستحقاقها الانتخابي كأكبر كتلة في مجلس النواب الا انها في الوقت ذاته اصرت على ترشيحه quot;كمرشح وحيد للعراقية لتولي هذا المنصب وذلك لخصوصية الظرف الذي يمر على العراق quot;والحاجة الى شخصية وطنية قادرة على خدمة العراقيين والنهوض بواقعهم والحفاظ على مصالحهمquot;.

وحول توصيف المالكي للقائمة العراقية بأنها تمثل المكون السني عبر علاوي عن الاسف لذلك وقال quot;اننا نعتقد ان رئيس الوزراء يجب ان يكون ابا واخا للجميع وان لايطلق الكلام بهذا الشكل الذي يذكي التوتر الطائفي والسياسي الذي عانى منه العراقيون الامرين وادى الى سقوط الكثير من الشهداء والابرياء وتعطيل عجلة التقدم في البلاد وكان عليه ان ينأى بنفسه عنهاquot;. وشدد على ان العراقية مكون وطني يضم جميع اطياف الشعب العراقي وليس طيفا واحدا.

اما السهيل فقد اشار خلال المؤتمر الصحافي الى ان اجتماع العراقية والصدري هذا يأتي ضمن سلسلة اللقاءات التي جمعت بين الجانبين، وبدأت تأخذ اتجاهات اخرى مع تعقيد الوضع السياسي. واشار الى ان هنالك مشتركات بين التيار الصدري والقائمة العراقية. وقال quot;على الرغم من كوننا جزءا من التحالف الوطني لكن هذه المشتركات تدعونا الى أن نكون القطب الذي يحاول جمع كل الاطراف التي لها مساهمة أساسية في العمل السياسيquot;.

واكد ان هذا الاجتماع قد أثمر عن توافق جيد حول نقاط كثيرة بين الجانبين بخصوص التعجيل في تشكيل الحكومة وتعريف المصطلحات الاساسية في ما يخص الشراكة وطبيعة امتداد الحوار مع الاطراف الاخرى. واوضح انه قد تم خلال المباحثات التركيز على تشكيل الحكومة بإرادة وطنية بعيدة عن الضغوطات الخارجية.واضاف انه quot;على الرغم من كوننا جزءا من التحالف الوطني لكن المشتركات التي تجمعنا مع العراقية تدعونا الى أن نكون القطب الذي يحاول جمع كل الاطراف التي لها مساهمة اساسية في العمل السياسيquot;.

واثر انتهاء المباحثات كشفت كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري أنها عرضت على القائمة العراقية خارطة طريق جديدة لتشكيل الحكومة المقبلة مبينة أنها تعمل حاليا على تطوير الخارطة للخروج من أزمة تشكيل الحكومة. وقال الأمين العام للكتلة أمير إن quot;وفد كتلة الأحرار عرض خلال لقائه وفد القائمة العراقية خارطة طريق جديدة لتشكيل الحكومة المقبلةquot; مؤكدا أن quot;الائتلاف الوطني قادر على تشكيل الحكومة بمشاركة ائتلاف العراقية وعدد من الكتل السياسية من دون ائتلاف دولة القانونquot;.

وأضاف الكناني في تصريح نقلته وكالة انباء quot;السومرية نيوزquot; العراقية اليوم أن quot;الخارطة الجديدة تنص على اتفاق جميع الكتل السياسية على عدم التمسك بمنصب رئاسة الوزراء وترشيح أكثر من شخصية لتولي المنصب سواء من الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون أو ائتلاف العراقية أو أي شخصية مستقلةquot;.

واشار إلى أن quot;الخارطة تتضمن أيضا عرض المرشحين على الكتل السياسية للموافقة على احدهم للخروج من الحزبية والمنظور الضيق للكتلةquot;. واضاف الكناني أن quot;بعض الكتل التي عرضت عليها الخارطة طالبتنا بإنضاجها لتتمكن من دراستها والرد عليها في الوقت المناسبquot;.

وقال إن quot;كتلة الأحرار تعمل حاليا على تطوير الخارطة لعرضها على جميع الكتل السياسية للخروج من أزمة تشكيل الحكومة وعقدة رئيس الوزراءquot;. وجاء هذا الاجتماع بعد ساعات من آخر مماثل عقدته قيادة التيار الصدري مع نائب الرئيس العراقي القيادي في الكتلة العراقية طارق الهاشمي حيث تم بحث التنسيق بين الجانبين من اجل انهاء الازمة السياسية الحالية.

وتأتي هذه التطورات في وقت بحث فيلتمان مع علاوي اليوم وفي اخر لقاء له مع القادة العراقيين اخر تطورات الوضع السياسي وما توصلت اليه حوارات الكتل السياسية نحو تشكيل الحكومة الجديدة. يذكر ان فيلتمان كان يحمل معه مشروعا لتقاسم السلطة بين علاوي والمالكي لكن توقف المفاوضات بينهما قد افشل المشروع الامر الذي اخذ بالمفاوضات بين الكتل العراقية الى طريق جديد قد يؤدي الى اتفاقات بين العراقية والائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم والائتلاف الكردي.

وكانت القائمة العراقية علقت امس الاول مفاوضات تشكيل الحكومة مع ائتلاف دولة القانون بسبب التصريحات التي وصفتها بالطائفية والتي صدرت من زعيم الائتلاف نوري المالكي الذي وصف فيه القائمة العراقية بأنها quot;تكتل سني وفي حال تشكيل حكومة لا تضم هذا المكون فإن هذه الحكومة ستكون غير مستقرةquot;.

وتشهد البلاد منذ اعلان المحكمة الاتحادية عن مصادقتها على نتائج الانتخابات في حزيران/ يونيو الماضي حراكا سياسيا بين الكتل الاربع الفائزة في الانتخابات لتشكيل الحكومة الا أن هذه الكتل لم تنجح لغاية الان بالاتفاق على تشكيل الحكومة نظرا للخلافات القانونية بشأن الكتلة التي ستكلف بترؤس الحكومة المقبلة.

وتأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه الجيش الاميركي لإنهاء عملياته القتالية نهاية الشهر الحالي والابقاء على 50 الف جندي لمهام التدريب والمشورة تمهيدا للانسحاب الكامل نهاية العام المقبل، بينما يشهد العراق ارتفاعا واضحا في وتيرة العنف في بغداد ومحافظات اخرى.