اجتماع سابق بين الحكومة اليمنية ومجموعة أصدقاء اليمن

تتجه أنظار المهتمين بالشأن اليمني أواخر الشهر الجاري إلى نيويورك حيث ينعقد المؤتمر الوزاري لمجموعة quot;أصدقاء اليمنquot; الذي دعت لعقده لندن والرياض. وبالرغم من أن المؤتمر لن يستمر سوى ساعتين لكن آمالا كثيرة معقودة بهذا اللقاء الذي سيخرج بتوصيات يتم حملها إلى مؤتمر الرياض المختص باليمن مطلع 2011.

قال مصدر في وزارة التخطيط والتعاون الدولي لـ إيلاف إن وزراء الخارجية والعدل والتخطيط في اليمنهم من سيمثلون بلدهم في مؤتمر quot;أصدقاء اليمنquot; الذي سيعقد في نيويورك.

وأعرب السفير البريطاني في صنعاء تيم تورلوت عن أمله في أن quot;تشكل الجهود التي قامت بها الحكومة اليمنية في مجال الإصلاحات الاقتصادية وتحقيق السلام في صعدة وبدء الحوار الوطني دافعا كبيرا للمانحين والمجتمع الدولي لتقديم الدعم الكامل لجهود الاستقرار والتنمية في اليمن، معبرا عن تفاؤله بالتحضيرات الجارية لعقد الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك في الـ 24 سبتمبر/أيلول الجاري والتي تتولى رئاستها بلاده واليمن والسعودية.

وقال في اجتماع مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك المعارضة، quot;إن اجتماع نيويورك سيعكس مساندة المجتمع الدولي ماليا وفنيا ومعنويا للحكومة اليمنية لاستكمال خطوات الإصلاح والاستفادة من المساعدات والتمويلات في تحقيق برامج التنمية ومكافحة الفقر والبطالة والإرهابquot;.

أربعة مسارات
وأوضح إن الاجتماع الوزاري في نيويورك quot;سيناقش أربع قضايا ومسارات رئيسية أولها المسار السياسي الذي يتضمن الحوار الوطني الشامل بين مختلف الأطراف السياسية والانتخابات القادمة والأوضاع في صعدة .
وأشار إلى أن المسار الثاني هو المسار الاقتصادي الذي يستعرض التقدم في برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي ومعالجة المشاكل الاقتصادية الناجمة عن تراجع إنتاج وأسعار النفط، فضلا عن وصول العمالة اليمنية إلى الأسواق الأجنبية ومناقشة قضايا مكافحة الفساد ومعوقات الاستثمار ودور المانحين في معالجة هذه القضايا.

المسار الثالث وفقا لحديث الديبلوماسي البريطاني فإنه سيناقش مايتعلق بقضايا التنمية وخصوصا التمهيد لإعداد خطة خمسية جديدة للسنوات 2011 - 2015 مع التركيز على تخفيض معدل الفقر في البلاد وهي وثيقة مهمة للاسترشاد بها في تقديم الدعم للحكومة اليمنية ، بالإضافة إلى بحث آليات جديدة لتعزيز التمويل الدولي سيقدمها البنك الدولي والحكومة الأمريكية بالتعاون مع المانحين التقليديين ودول مجلس التعاون الخليجي .
وأورد السفير البريطاني إن المسألة الأمنية ستحتل أولوية في مؤتمر نيويورك، حيث سيتم التركيز على سياسات جديدة لمكافحة التطرف ومشكلة الإرهاب، لافتا النظر إلى أن الحكومة اليمنية لديها سياسة جديدة متكاملة لمعالجة هذا الجانب تشمل أيضا الجوانب التعليمية والثقافية ومكافحة البطالة والفقر، فضلا عن خطة طويلة الأمد لحماية الحدود اليمنية عبر دعم خفر السواحل.

اختلالات آلية عمل المانحين
من جانبه قال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي إن المؤتمر سيناقش quot;ما تم ما تم تنفيذه منذ اجتماع لندن في يناير 2010مquot; مشيرا إلى أن مؤتمر نيويورك سيعقد لمدة ساعتين وسيخرج بتوصيات مهمة ستترجم في اجتماع quot;أصدقاء اليمنquot; الذي سينعقد في نهاية ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري 2010م أو أوائل يناير من العام المقبل 2011م في العاصمة السعودية الرياض.

وأضاف وزير الخارجية في تصريحات له إن هذه التوصيات ستترجم إلي quot;آلية عمل نأمل أنها ستعالج بعض الإختلالات في آلية العمل السابقة منذ مؤتمر لندن للمانحين في عام2006 وحتى نستطيع أن نستفيد من كثير من المخصصات المالية للتنمية في اليمن والتي لم تنفذ في وقتها لأسباب بعضها بيروقراطية يتحمل الجانب اليمني والمانحيين مسؤوليتها، موردا أن المبالغ التي خصصت لدعم التنمية لليمن في العام2006م والتي وصلت إلي ما يزيد عن خمسة مليار دولار لم يصرف منها سوى 15% .

وأرجع القربي في تصريحات له إشكالية صرف الأموال إلى آلية الحكومة اليمنية في التعامل مع هذه المبالغ وكذلك آلية الصناديق المانحة والية بعض الدول المشاركة في مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن العام 2006م.
في سياق متصل أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية في وقت مبكر من هذا الشهر إنه تسلّم رسالة خطيّة من وزير الخارجية والكومنولث البريطاني وليم هيغ، تتضمّن دعوة الأمين العام لمجلس التعاون للمشاركة في الاجتماع الوزاري لأصدقاء اليمن في نيويورك، مؤكدا أنه سيشارك في المؤتمر.

ويعد منتدى quot;أصدقاء اليمنquot; ثمرة لمؤتمر دولي عقد في نهاية يناير /كانون الثاني في لندن على أساس دعم اليمن في مواجهة تهديدات تنظيم القاعدة الذي تبنى محاولة استهداف طائرة تجارية أميركية تقوم برحلة بين أمستردام وديترويت في عيد الميلاد الماضي.
وعقد أول اجتماع للمنتدى في نهاية شباط/فبراير في الرياض حيث بحث وسائل صرف ما تبقى من مساعدة مالية بقيمة 5,7 مليارات دولار وعدت بها اليمن في لندن في 2006 ومنها 2,5 مليار دولار ملقاة على كاهل الدول الخليجية المجاورة لليمن والأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.

وكان آخر اجتماع لمنتدى أصدقاء اليمن قد عقد في أبوظبي أواخر مارس/ شباط على مدى يومين برئاسة إماراتية ألمانية.
وحسب رئيس وحدة تنسيق المساعدات الخارجية في وزارة التخطيط والتعاون الدولي نبيل علي شيبان فإن اجتماع أبوظبي هدف إلى quot;بحث واستعراض برنامج دعم اليمن في مجال الاصلاحات الملحة التي تسهم في مواجهة التحديات التي تعوق معالجة الأوضاع الاقتصادية، والتحديات المالية والعجز المتزايد في الموازنة ، مقدرا هذا العجز بنحو 9.1 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي لعام 2009.