لندن: قد يبدو إلغاء حظر على التدخين طريقة غريبة لزيادة نسبة المشاركين في الانتخابات. ولكن السلطات الإيرانية تراهن على السماح بعودة النرجيلة الى المقاهي لتشجيع الناخبين الممتنعين على التوجه الى صناديق الاقتراع.

واصدرت حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد قانونا يستثني المقاهي من قائمة الأماكن العامة التي يُمنع فيها التدخين، كما افادت صحف إيرانية.

ويأتي القانون بعد اسبوعين فقط على قرار محكمة القضاء الاداري الإيرانية منع تدخين كل انواع التبغ في المطاعم والمقاهي الشعبية. وكان مسموحا للإيرانيين في السابق بتدخين انواع معينة من التبغ تُعتبر أقل خطرا.

ومنذ انتخاب أحمدي نجاد في عام 2005 شهدت النرجيلة قرارات تمنع تدخينها في المقاهي ثم العدول عنها بصورة متقطعة. وتعرض الرئيس الإيراني خلال سنواته الأولى الى ضغوط من المحافظين للحد من تدخين النرجيلة التي اصبحت شائعة بين الشباب لكن النظام يعدها ممارسة متخلفة حضاريا رغم انها جزء لا ينفصل من الثقافة الفارسية منذ قرون.

وفي النهاية فُرض حظر على النرجيلة في تشرن الأول/اكتوبر 2006 لكنه أُلغي للسماح بأنواع معينة من التبغ. وفي تموز/يوليو هذا العام اعلن قائد شرطة طهران حسين ساجدي نيا فرض قيود جديدة تمنع المرأة من دخول المقاهي والمطاعم الشعبية التي تقدم النرجيلة أو قليان كما تُسمى بالفارسية.

ولكن الالغاء الجديد للحظر الذي يبدو انه يقتصر على الرجال تعرض الى الانتقاد فور اعلانه. ونقلت صحيفة quot;اعتمادquot; الاصلاحية عن حسين علي شهرياري رئيس لجنة الصحة والعلاج النيابية قوله ان قرار الحكومة رفع الحظر مخالف للقانون.

وتسلط سرعة الغاء الحظر بعد اسبوعين على فرضه الضوء على حجم الصراع المستعر على السلطة بين الرئيس أحمدي نجاد وانصاره من جهة ومحافظي السلطة القضائية والبرلمان من جهة أخرى، كما تلاحظ صحيفة الغارديان. وتبدو معركة النرجيلة بروفة قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في آذار/مارس 2012 والانتخابات الرئاسية في عام 2013.

ويحدد القانون رئاسة البلاد بولايتين وبالتالي لا يجوز للرئيس أحمدي نجاد الترشيح في عام 2013. وينظر المحافظون القريبون من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بقلق الى محاولة الرئيس أحمدي نجاد الحفاظ على سلطته المهتزة بمساعدة حلفائه على الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد أو تهيئة أحد اعوانه الموثوقين لخلافته.

ورد المحافظون بحل جذري هو الغاء منصب الرئيس الذي يأتي بانتخابات مباشرة والعودة الى نظام رئيس الوزراء الذي يعينه البرلمان. ولكن محمد جواد لاريجاني، احد كبار مساعدي خامنئي قال لوكالة رويترز يوم الأربعاء ان هذه الفكرة ما زالت قيد الدرس وان إيران سيكون لها رئيس آخر على الأقل منتخب في اقتراع عام.