بايدن والمالكي خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة لبلديهما |
رسم العراق والولايات المتحدة اليوم في ختام اللجنة العلية المشتركة بينهما مجالات التعاون بين البلدين في مرحلة ما بعد الانسحاب الاميركي الكامل بنهاية الشهر المقبل حيث اكدا تمسكهما بقيام تعاون وثيق في مجال الأمن والدفاع بما يعزز الاستقرار في كلا البلدين وسعي الولايات المتحدة لحل جميع القضايا الكفيلة بأخراج العراق من تبعات الفصل السابع لمجلس الأمن ووضع حد للعديد من هذه القضايا التي تعود الى عهد النظام العراقي السابق.
جاء ذلك في ختام اجتماع اللجنة العليا المشتركة الاميركية العراقية في بغداد اليوم والذي ترأسه نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي . واشار بيان مشترك عن الاجتماع حصلت quot;أيلافquot; على نصه الى ان البلدين ملتزمان بإقامة شراكة متينة وعلاقات قائمة على اساس المصالح المشتركة من شانها ان تستمر في التنامي لسنين قادمة . وحدد البيان علاقات جديدة للبلدين في مرحلة مابعد الانسحاب والانتقال بها من التعاون العسكري الى التعاون التجاري والمالي والثقافي والتعليمي والطاقوي والقضائي والسياسي والدبلوماسي وفي مجالات الامن والدفاع والخدمات والبيئة والتكنولوجيا والنقل.
وفي المجال التجاري اكد البلدان الى مواصلتهما لمساعيهما في تعزيز علاقات التعاون وتوثيق العلاقات بين رجال الاعمال فيهما حيث ستقوم واشنطن بدعم جهود الحكومة العراقية لتطوير المصارف الخاصة ومؤسسات التمويل وتوفير الخبرات اللازمة لذلك اضافة الى قيامها بتطوير خطط إقراض جديدة لمشاريع صغيرة ومتوسطة اضافة الى المبالغ التي رصدتها لهذه المشاريع والتي تصل الى ٥٠ مليون دولار.
وفيما يلي نص البيان العراقي الاميركي المشترك :
بيان مشترك
الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية العراق ملتزمتان بإقامة شراكة متينة وعلاقات قائمة على اساس المصالح المشتركة من شانها ان تستمر في التنامي لسنين قادمة .
ان الدولتين دخلتا في مرحلة جديدة من العلاقة وان أمامهما فرصة تاريخية لتعزيز العلاقات في مجالات ابعد من المجال الامني لتشمل مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة والقضاء والبيئة والطاقة ومجالات مهمة اخرى من اجل بناء علاقة متعددة الأوجه .
قبل ثلاث سنوات وقعت الدولتان اتفاق اطار الشراكة الاستراتيجية ، الذي جاء تأكيدا على رغبة الجانبين في اقامة روابط التعاون والصداقة طويلة الأمد . ان اتفاق اطار الشراكة الاستراتيجية هو اتفاق مستمر ، يمثل الأساس الذي ستبنى عليه علاقاتنا المستمرة ذات المنفعة المتبادلة .
اليوم، نحن نجتمع مجددا في بغداد من اجل التأكيد على التزامنا بهذه الشراكة المهمة وبالتزامنا تجاه مبادىء التعاون والسيادة والاحترام المتبادل وفقا لما نصت عليه بنود اتفاق اطار الشراكة الاستراتيجية .
السيد نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ودولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي اجتمعا بأعضاء اللجنة التنسيقية العليا لاتفاق اطار الشراكة الاستراتيجية في ٣٠ تشرين الثاني 2011، حيث تم التأكيد على حجم الإنجاز المتحقق في ظل اتفاق اطار الشراكة الاستراتيجية والذي رسم المسار لمزيد من التعاون المشترك.
التعاون الثقافي والتعليمي
تسعى جمهورية العراق للحصول على تعاون الولايات المتحدة لبناء نظام تعليم عالي يكون اكثر رصانة وتوسيع برامج تعليم اللغة الانكليزية والحفاظ على التراث الثقافي العراقي الزاخر سيما من خلال المساعدة في صيانة المواقع الاثرية كموقع مدينة بابل التاريخية الذي ساعدت الولايات المتحدة على صيانته وقدمت الدعم للمعهد العراقي لصيانة الاثار والتراث .
التعاون في مجال الطاقة
تلتزم الولايات المتحدة بدعم العراق في مسعاه لتطوير قطاع الطاقة، ويسعى البلدان لايجاد السبل التي من شانها تنشيط انتاج النفط العراقي والمحافظة عليه، وتعمل الولايات المتحدة على مساعدة العراق في تدريب كوادره في مجال التشغيل والصيانة وتوفير قطع الغيار اللازمة لانتاج النفط والكهرباء ودعم خطة الحكومة العراقية الستراتيجية لتطوير الكهرباء خلال الثلاثين عاما المقبلة .
فرض القانون والتعاون القضائي
تؤمن كل من جمهورية العراق والولايات المتحدة بان النظام القضائي المستقل ركن اساسي لبناء نظام ديمقراطي مستقر. وقد قدمت الولايات المتحدة المساعدة والدعم المهني لإدارة السجون وتطويرها ومن خلال برامج التدريب القضائي التي شملت تدريب حوالي 1000 عراقي من خلال معهد التنمية القضائي. كما ستواصل الولايات المتحدة تقديم المساعدات الفنية والاستشارية للشرطة العراقية وإرسال اعداد منهم الى الولايات المتحدة في دورات خاصة خلال الاعوام الثلاثة القادمة من اجل تنمية قدراتهم القيادية من خلال برنامج تطوير الشرطة .
التعاون السياسي والدبلوماسي
تواصل الولايات المتحدة، التعاون بشكل وثيق مع جمهورية العراق في المحافل الدولية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
كما تؤكد الولايات المتحدة دعمها للحكومة العراقية ومساعيها الرامية لحل جميع القضايا المتعلقة بالفصل السابع. وقد كرست الولايات المتحدة جلسة خاصة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في شهر كانون الاول/ ديسمبر٢٠١٠ لوضع حد للعديد من قضايا الفصل السابع التي تعود الى عهد النظام السابق في العراق .
التعاون في مجال الخدمات والتكنلوجيا والبيئة والنقل
تلتزم الولايات المتحدة بدعم خطط الحكومة العراقية لتحسين الخدمات وتطوير شبكات الطرق والجسور والمطارات لتكون بمستوى المعايير الدولية، وتحسين الزراعة ونظم الري ودعم التجارة وفرص التصدير عبر برامج التبادل بين رجال الاعمال العراقيين والأمريكيين .
كما تعمل الولايات المتحدة على دعم العراق بما يحتاجه من الخبرة في مجال المصارف ومساعدته على تصميم وتنفيذ نظام مصرفي متطور يلبي حاجة العراق الحالية والمستقبلية .
وتتعهد الولايات المتحدة بدعم العراق لتطوير خدمات الرعاية الصحية ورفع مستوى الصحة العامة وحملات التوعية الصحية.
التعاون التجاري والمالي
تواصل الولايات المتحدة وجمهورية العراق مساعيهما لتعزيز علاقات التعاون التجاري والمالي وتوثيق العلاقات بين رجال الاعمال في البلدين، فمنذ العام ١٩٨٨ شاركت الولايات المتحدة الامريكية لاول مرة في معرض بغداد الدولي الذي اقيم مؤخرا بـ ٨٥ شركة ومنظمة أمريكية وبعد النجاح الذي تحقق في مؤتمر الاعمال والاستثمار الذي عقد في العاصمة واشنطن عام ٢٠٠٩.
وفي الإطار المالي تقوم الولايات المتحدة بدعم جهود الحكومة العراقية لتطوير المصارف الخاصة ومؤسسات التمويل وتوفير الخبرات اللازمة لذلك .
وفي هذا الإطار تقوم الولايات المتحدة بتطوير خطط إقراض جديدة لمشاريع صغيرة ومتوسطة اضافة الى المبالغ التي رصدتها لهذه المشاريع والتي تصل الى ٥٠ مليون دولار.
ان الحكومتين تطلعان الى الاجتماع المقبل والتوصيات الصادرة عن منتدى حوار رجال الاعمال الامريكي- العراقي والشركات الامريكية - العراقية التي تعهدت بالعمل على تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين .
التعاون في الامن والدفاع
يدرك كل من جمهورية العراق والولايات المتحدة اهمية التعاون الوثيق في مجال الأمن والدفاع بما يعزز الأمن والاستقرار في كلا البلدين. ويؤكد الجانبان التزامهما بمواصلة تعزيز هذا التعاون من خلال اتفاق الإطار الاستراتيجي خدمة لاهداف ومصالح البلدين المشتركة ويؤكد كل من جمهورية العراق والولايات المتحدة في مستهل مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية على وقوفهما معا لبذل المزيد من الجهود الرامية الى بناء مستقبل افضل لكلا البلدين.
وكان بايدن قال لدى بدء اجتماع اللجنة العليا المشتركة في بغداد اليوم ان بلاده اوفت بجميع التزاماتها في الاتفاقية الامنية الموقعة مع العراق فيما اشار المالكي الى ان العراق تجاوز مرحلة خطيرة وهو يعمل بناء دولة قوية ديمقراطية..
واكد بايدن ان الولايات المتحدة تفي بوعدها بسحب قواتها من العراق بنهاية العام وان البلدين يبدآن مرحلة جديدة من العلاقات. واضاف خلال اجتماع المالكي اليوم ترأسا خلاله لجنة التنسيق العليا المشتركة ان بلاده تفي بوعودها .. وقال quot;قواتنا تغادر العراق وسندخل معا مسارا جديدا معا .. علاقة بين دولتين لهما سيادة.quot; واضاف ان الانسحاب الاميركي من العراق يطلق مسارا جديدا بين دولتين تتمتعان بالسيادة وهو مسار يشمل علاقة امنية قوية ترسمها رغبة البلدين .
واشار الى ان مباحثات البلدين ستستمر حول اسس الترتيبات الامنية بما فيها التدريب والاستخبارات ومكافحة الارهاب حيث ستكون اللجنة العليا محور كل هذه الجهود .
ومن جهته اشار المالكي الى ان العراق اجتاز مرحلة صعبة وهو اليوم بدخل مرحلة جديدة من اجل بناء دولة قوية .. مشددا على ان التجربة الديمقراطية في العراق تمثل افضل الديمقراطيات في المنطقة.
ومن جهته قال مصدر رسمي ان بايدن والمالكي بحثا ايضا عدد من القضايا التي تخص العملية السياسية ومرحلة دعم الولايات المتحدة للعراق ما بعد الانسحاب الاميركي والعلاقات الاقتصادية والثقافية المستقبلية بين البلدين . وأضاف أن المالكي وبايدن أتفاقا على إقامة شراكة متينة وعلاقات قائمة على اساس المصالح المشتركة لعدة سنوات. واشار الى أن المالكي اكد على ضرورة أن تواصل الولايات المتحدة دعمها للعراق لاخراجه من عقوبات البند السابع حيث اكد بايدن أن بلاده ستواصل دعمها للعراق في هذه القضية .
وتأتي مباحثات بايدن في وقت أكد مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي أن عملية انسحاب القوات الأميركية بلغت نهاياتها مع تقلص تواجدها بنسبة 94 بالمائة وإجلاء القواعد العسكرية وتسليمها إلى الجانب العراقي أضافة الى إرسال الآليات الثقيلة إلى القواعد الأميركية في الكويت. وقال مصدر مسؤول في المكتب أن الجانب العراقي يتابع أستمرار عملية الانسحاب .. موضحا أن ما تبقى من الجنود الاميركيين يمثل حاليا ما نسبته 6 بالمائة من عديد القوات التي كانت متواجدة في العراق والتي وصل عددها عام 2007 الى 170 الفا.
ومن المنتظر ان يجتمع بايدن في وقت لاحق اليوم ايضا مع الرئيس العراقي جلال طالباني و
رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي تتناول القضايا التي تخص الانسحاب الاميركي والعلاقة بين العراق والولايات المتحدة والانتقال بها من التعاون العسكري الى التعاون السياسي والدبلوماسي والعلمي والاقتصادي والثقافي والتنموي . وتتناول مباحثات بايدن أيضا خطط وبرامج حكومتي البلدين لتفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بينهما اواخر عام 2008 وتفعيل لجان التنسيق المشتركة .
وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 على وجوب أنسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول (ديسمبر) عام 2011 الحالي بعد أن انسحبت المقاتلة منها بموجب هذه الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران (يونيو) عام 2009.
كما وقع العراق والولايات المتحدة أيضاً خلال عام 2008 اتفاقية الإطار الإستراتيجية لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال من الشراكة الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة إلى مجالات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية .. أضافة الى تنفيذ برنامج تطوير الشرطة والانتهاء من أعمال التنسيق والإشراف والتقرير لصندوق العراق للإغاثة وإعادة الأعمار.
التعليقات