دمشق: يواجه رجال الاعمال السوريون اختبارا صعبا بين العقوبات التي تفرض من كل حدب وصوب على سوريا والخوف من فكرة ان يضطروا لدفع ثمن غال لدعمهم للنظام اذا انهار.

وقال متعهد في دمشق طالبا عدم كشف هويته ان quot;العقوبات اليوم تشبه فتحات تسرب للمياه في باخرة. تسد واحدة فتفتح اخرىquot;.

واضاف quot;ما ان نجحنا في التكيف مع العقوبات الاميركية ثم الاوروبية التي وجهت ضربة رهيبة حتى فرض العربquot; عقوباتهم.

وتبنى الاتحاد الاوروبي الخميس سلسلة عاشرة من العقوبات هدفها quot;منع النظام من الحصول على تمويلquot;.

وقال دبلوماسي غربي ان الهدف هو quot;خنق النظامquot;. واضاف ان quot;حربا اقتصاديا تحل محل تدخل عسكري مستحيل كما في ليبيا. انها حرب حركات. العقوبات ليست جامدة وتأتي من كل الجهاتquot;.

وتبنت الجامعة العربية الاحد عقوبات اقتصادية قاسية لكن نظام الرئيس بشار الاسد لم يغير تصميمه على سحق التمرد الشعبي الذي اسفر عن سقوط اكثر من اربعة آلاف قتيل، حسب الامم المتحدة.

وتشمل العقوبات تجميد الصفقات التجارية مع الحكومة السورية والحسابات المصرفية للحكومة في البلدان العربية وكذلك تعليق الرحلات الجوية مع سوريا.

من جهة اخرى، تنص العقوبات على تجميد حسابات 17 شخصية بينهم ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري بشار الاسد وابن خاله رجل الاعمال رامي مخلوف.

وقال رجل اعمال يملك مصنعا للقماش يبيع انتاجه الى الدول العربية ان quot;العقوبات العربية تنص ايضا على تعليق العلاقات مع البنك المركزي السوري. هذا مبهم جدا. اذا كان الامر يتعلق بالصفقات فسنتأثر لانها تمر عبر المصرف المركزيquot;.

وبالفعل اصبح كل شىء اصعب. فالمصارف اللبنانية التي كانت رئة سوريا لم تعد تفتح حسابات للمواطنين السوريين.

وفي الولايات المتحدة كما في اوروبا حيث يفترض الا تطال العقوبات الافراد غير المدرجين على لائحة سوداء، ما ان تظهر كلمة سوريا او اسم مدينة في هذا البلد حتى يرفض النظام المصرفي الصفقة.

وقال مصرفي لبناني ان quot;زبونا كان يريد ارسال اموال الى ابنه في الولايات المتحدة رفضت العملية التي يريد القيام بها لانه يعيش في شارع دمشق في بيروتquot;.

واعترف وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد نضال الشعار بان سوريا تواجه اسوأ ازمة اقتصادية منذ سنوات لكنها قادرة على تجاوزها بتحقيق تقدم على طريق الاكتفاء الذاتي.

واوضح الاتحاد الاوروبي ان هدف العقوبات هو فصل رجال الاعمال عن النظام. وكتب ان quot;الذين يقولون +لا+ للنظام و+نعم+ لتطلعات الشعب لن يتأثروا بالعقوبات الاوروبيةquot;.

ويثير الاعلان عن quot;لائحة سوداءquot; جديدة للشخصيات التي تتهم بمساعدة النظام، قلق رجال الاعمال. وقال احدهم ان quot;شائعة افادت انني ساكون (على لائحة). شعرت انني اواجه محنة لكن في نهاية المطاف تبين انه تشابه اسماءquot;.

واضاف ان quot;وجود الاسم على لائحة يجعل الشخص مثل مصاب بالجذام. الذين يقومون بصفقات معه يبتعدون عنه حتى لا يصابوا بالعدوى ويكون عليه الانسحاب من شركات حتى لا يؤثر على شركائهquot;.

لكن كثيرين من رجال الاعمال الذين عاشوا مع هذا النظام منذ 1963، يقفون في صف النظام السوري خوفا من الفوضى وخصوصا من تصفيات الحسابات اذا انهار.

ويقول رجال اعمال ينتمي الى عائلة من تجار دمشق quot;لا اتعاطف مع القادة الحاليين لكن اذا سقطوا فليس هناك اي شىء معد وسيكون هناك الخرابquot;.

ويضيف quot;الى ذلك سيسعى السادة الجدد الى محاسبتنا باتهامهم الاغنياء بانه صنعوا ثرواتهم بفضل علاقاتهم مع النظام السابقquot;.

وبعض العائلات تتقاسم المخاطر. فقد بقي اعضاء فيها مؤيدين للاسد بينما يؤكد آخرون دعمهم للمعارضة.

وتخيف العقوبات النساء الثريات في دمشق.

فقد تلقت رئيسة شركة لانتاج الحلويات اتصالا هاتفيا من صديقة لها اقترح عليها التوجه الى مركز للتجميل لجلسة البوتوكس.

لكنها اجابت quot;انا مشغولة بنقل بضائعي الى الخليج لاعياد نهاية السنة وانت تتصلين بي لهذه القضية؟quot;. لكن صديقتها ردت بقلق quot;مع العقوبات اشعر بخوف كبير من الا نجد بعد الآن بوتوكس في المدينة. هل تستطيعين تصور هذه الكارثة؟quot;.