دعا جون كيري، الإدارة الأميركية لدعم ما اسماه quot;مصر الجديدةquot; وهي بمثابة دعوة للتخلي عن الرئيس المصري حسني مبارك.


كتب المرشح السابق للرئاسة الأميركية ورئيس لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ الأميركي في صحيفة نيويورك تايمز داعيا الإدارة الأميركية لإعادة نظرها بالسلطة القائمة حاليا في مصر والاستعداد لبناء تحالف مع النظام الذي قد يبرز نتيجة للانتفاضة القائمة حاليا هناك.

وقال كيري إنه حتى لو أن تظاهرات الاحتجاج تلاشت خلال الأيام المقبلة فإن الفوضى التي تسببت فيها الأسبوع الماضي قد غيرت العلاقة إلى الأبد بين الشعب المصري وحكومته. فمشاعر الغضب والآمال التي دفعت أعدادا كبيرة ومتباينة من المواطنين إلى الشوارع لن تختفي من دون إجراء تغييرات جذرية في العلاقة ما بين الشعب وحكومته. وكذلك يرى كيري أن هذه الأحداث تدعو إلى إجراء تغييرات في العلاقة القائمة ما بين الولايات المتحدة وحليفها العربي القوي مصر.

لذلك يرى كيري أن على الرئيس حسني مبارك أن يقبل بأن استقرار بلاده مرهون بمدى رغبته في التنحي بشكل رصين لفتح الطريق لبنية سياسية جديدة. فما يمكن أن يفعله زعيم محاصر هو تنظيم تحول سياسي سلمي في بلده. لكن المصريين كانوا واضحين في أنهم لن يقبلوا بأي شيء أقل من نظام أكثر ديمقراطية واقتصادا يمنح فرصا أكثر للأفراد.

يشير كيري إلى أن وعد الرئيس مبارك باجراء انتخابات quot;نزيهةquot; غير كاف. لأن الخطوة الأهم الآن هي الإعلان عن أنه لن يرشح نفسه ولن يرشح ابنه (الذي أعد كي يخلفه) للانتخابات الرئاسية القادمة.

فالمصريون قد تجاوزوا نظامه وأفضل ما يمكن القيام به لتجنب حالة الفوضى وعدم الاستقرار هو أن يخرج مع أسرته من معادلة الحكم.
إضافة إلى ذلك فإن عليه أن يتكفل بأن تكون الانتخابات أمينه ومفتوحة لكل المرشحين الشرعيين وأن تجرى من دون تدخل الجيش أو المؤسسة الأمنية وتحت إشراف مراقبين دوليين. فالشعب المصري كما يرى كيري يطالب بتغيير شامل لا بتبديل الواجهة فقط. وكجزء من التغيير يحتاج الرئيس مبارك إلى العمل مع الجيش والمؤسسات المدنية لوضع حكومة تصريف أعمال في أقرب وقت ممكن للإشراف على انتقال السلطة خلال الأشهر القليلة المقبلة.

يكتب كيري في مقالته: quot;مع ما جرى خلال الأسبوع الماضي في مصر راح البعض ينتقدون الولايات المتحدة في سياستها المتسامحة مع النظام المصري. صحيح أن ما كنا نقوله علانية لا يتماشى مع ما كنا نردده خلف الكواليس. لكن كان هناك أيضا فهم براغماتي يرى أن علاقتنا بالنظام المصري كانت تفيد السياسة الخارجية الأميركية وعززت السلم في المنطقة. لكن يجب التأكيد أن العلاقة الناجعة مع مصر ستبقى أساسية لكلا الطرفين وللشرق الاوسطquot;.

لذلك يرى كيري أنه من الضروري أن يبادر الكونغرس وإدارة أوباما إلى التفكير بتقديم مساعدة مدنية لخلق فرص عمل وتحسين الشروط الاجتماعية في مصر إضافة إلى تقديم ضمانات بمواصلة دعم مصر عسكريا مثلما نفعل حاليا مع باكستان بتقديم رزمة من الدعم غير العسكري لها تستمر 5 سنوات.

يعترف كيري في مقالته أنه خلال لحظات التاريخ الحاسمة لم تكن الولايات المتحدة تتخذ دائما القرارات الصائبة. فقد تمكنت بلاده أن تبني تحالفا قويا مع الفليبينيين حين ساعدتهم على إخراج الرئيس الدكتاتور فرديناند ماركوس من سدة الحكم عام 1986. لكن الولايات المتحدة كما يرى كيري قد استمرت تدفع ثمنا باهظا بسبب دعمها الطويل الأمد لشاه إيران. لذلك فإن الطريقة التي ستتصرف الولايات المتحدة وفقها الآن في القاهرة حرجة. فمن المهم حسب ما يرى كيري أن تقف الولايات المتحدة مع الشعب المصري الذي يشترك معها في القيم والآمال المتمثلة في الحرية والرخاء والسلام.

يختم جون كيري مقالته قائلا: quot;خلال ثلاثة عقود ظلت الولايات المتحدة تؤيد سياسة مبارك. والآن أصبح لزاما علينا أن نتطلع إلى ما وراء مرحلة مبارك وأن نضع سياسة جديدة خاصة بمصرquot;.