يكشف تصريح رئيس الوزراء التركيّ رجب طيب أردوغان عن الأوضاع في مصر ومطالبته للرئيس مبارك بضرورة الرحيل، عن سعي أنقرة لتلميع مكانتها باعتبارها نموذجا للدولة الديمقراطية الحديثة التي تميل للإسلام في المنطقة، وتسعى دبلوماسيتها للبروز إقليميا.


لمتابعة اخبار ثورة مصر: أنقر على الصورة

القاهرة: رأت تقارير صحافية أميركية أن إقدام تركيا على مطالبة الرئيس المصري، حسني مبارك، بالتنحي والتنازل عن السلطة، هو مجرد جزء من محاولات تبذلها لتلميع مكانتها باعتبارها نموذجا للدولة الديمقراطية الحديثة التي تميل إلى الإسلام في المنطقة.

فبعد أيام من السكوت الرسمي مع بدء اندلاع أعمال العنف في جميع أنحاء مصر، بالتزامن مع ظهور سيل من الشكاوى في وسائل الإعلام التركية من أن طموحات الحزب الحاكم هناك في القيادة الإقليمية قد ثبت أنها طموحات سطحية، خرج رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، عن صمته، وطالب الرئيس مبارك بضرورة الرحيل.

وقال في هذا الشأن:quot; يتوقع الناس أن يسلك مبارك خطوة أخرى أكثر اختلافاً ( عن مجرد تعهده عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة ). وهذا ما يتوقعه الناس، بعد أن فشل نظام الرئيس مبارك في منح الثقة لبدء أجواء من الديمقراطية في غضون فترة قصيرة من الزمنquot;.

وعلّقت اليوم صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية على ذلك بقولها إن تركيا استعرضت بشكل متزايد قوتها الدبلوماسية على الصعيد الإقليمي تحت قيادة حزب أردوغان، المعروف باسم quot;حزب العدالة والتنميةquot;، وقد بدأ يشير البعض إلى سياسة تركيا الخارجية القوية على أنها quot;العثمانية الجديدةquot;.

وعلى الصعيد نفسه، قال جنكيز اكتر، الأستاذ في جامعة باهسيسهير في أسطنبول :quot;إن تحول الإسلام السياسي لتركيا هو الأمر الذي وضع نفسه باعتباره نموذجاً للشارع العربي.
فالشارع العربي يعتقد إن كان ذلك من الممكن أن يحدث في تركيا، فإنه قد يحدث أيضاً في بلدانهم. وهذا ما يُقال .. ( مقارنة التحول الذي طرأ على تركيا ndash; خصوصاً في مصر ndash; ) لذا لا ينبغي أن نكون سُذجاً. فذلك سيستغرق وقتاً أطول بالنسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الحركات الإسلامية في الدول العربية لكي يصبحوا حزب عدالة وتنمية آخر. إنها عملية طويلة، لكننا على الطريق الصحيحquot;.

بعدها، انتقلت الصحيفة لتبرز الفوائد الخاصة بالنموذج التركي، ولفتت إلى سلسلة الأحداث التي بدأت في تونس وكذلك في مصر والسودان واليمن والأردن للمطالبة بحكومات أكثر مسؤولية وأكثر ديمقراطية.

وأظهر اقتراع أجرته مؤسسة الدراسات الاجتماعية والاقتصادية التركية (TESEV ) أن 66 % من 2267 شخصا، أُخِذَت آراؤهم، قالوا إن تركيا تمثل مزيجاً ناجحاً للإسلام والديمقراطية.

ووجد الاقتراع أن quot;الخلفية الإسلاميةquot; لتركيا كانت أكثر الأسباب التي تم الاستشهاد بها وراء quot;الوضعية النموذجيةquot; التي حظيت بها تركيا، ثم تلاها اقتصادها، وحكومتها الديمقراطية، وأنه قد تم النظر إليها على أنها quot;تقف وراء الفلسطينيين والمسلمينquot;.

وقال 78 % ممن شملهم الاقتراع إن تركيا يجب أن تلعب دوراً أكبر في المنطقة؛ وارتفع الرأي الإقليمي الإيجابي من 75 % إلى 85 % بشأن تركيا، التي انتهجت خطاً متشدداً ضد إسرائيل بسبب غارتها الأخيرة على أسطول الحرية الذي كان في طريقه إلى غزة.