يرى ناشطون عرب أن الثورات العربية جاءت نتيجة تراكم الفساد والحرمان وغياب الحريات وتفاعل أشياء كبيرة، كانت شراراتها أحداث صغيرة. واعتبروا أن فزاعة القاعدة صنيعة الأنظمة العربية.

جانب من الثورة التونسية التي كانت أولى الثورات العربية

القاهرة: قال ناشطون عرب أن الثورات عبّرت عن انفجار أججته تراكمات مختلفة في ظل غياب الحريات وتفشي الفساد وحرمان الشعب من السلطة والثروة، معتبرين أن فزاعة القاعدة صنيعة الأنظمة .

الدكتور أمين مكي مدني المفكر السوداني قال في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أنّ الثورات العربية صحوة كبرى أشعلتها أحداث صغيرة لكنها جاءت نتيجة تراكم وتفاعل لأشياء كثيرة وكبيرة، معتبرا quot;أنّ الاسباب التي فجرت الثورات في مصر وتونس quot; خالد سعيد ، وبو عزيزيquot; كلها أحداث يمكن ان تحدث في أي بلد في العالم الا انها عبرت عن انفجار حقيقيquot;.

وأضاف quot;هناك لحظة تراكم لايمكن بعدها احتمال أكثر من ذلك وهذا موجود في كل الدول العربيةquot;، وأكد أنquot; العلة واحدة وان اختلفت الأسباب وهي غياب الحريات والفساد وحرمان الشعب من المشاركة في السلطة والثروة وسيطرة فئة حاكمة عسكرية او مدنية أو قبلية أو طائفية على الحكم على حساب تغييب الشعب والسيطرة على كل المؤسسات التنفيذية والقضائية والاداريو والاعلامية والسيطرة على الاقتصاد الوطني ، وبالتالي يتوقع الشعب مهما كان الثمن ان يقاوم حكامه وينتصرquot; .

وقال راجي الصوراني رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن أسباب الثورات العربية quot;هي خليط مابين الأسباب السياسية والاقتصادية الا أنه اعتبر أن السبب الحقيقي هو سبب سياسي بامتياز ، وهو المحرك والدافع لكل الثورات العربية quot;.

وأوضح أنّ quot; المواطن العربي عاش غريبا في وطنه في حالة من القهر والقمع والمساس بكرامته الانسانية وهو تحرك مطالبا بالكرامة والحريةquot;.

تونس والثورة المضادة

وأشارت محبوبة ساعي تليلي مدرّسة في كلية العلوم الانسانية والاجتماعية في تونس في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن الثورات العربية ضرورة حتمية ولكنها أضافت أنه quot;ربما لم نكن نتوقع التوقيتquot;، وقالت quot;فوجئنا بثورتنا في تونس الا أّنّ حتمية التغيير كانت آتية ولا يمكن لكل هذا الظلم او التعسف او الطغيان أن يدوم طويلاquot; .

وعبّرت عن تفاؤلها في مستقبل تونس رغم كل ما يحصل الآن من أخذ و رد، واعتبرت أنّ الثورة المضادة موجودة، وتحاول أن تعبّر عن نفسها من محاولات للحزب الحاكم المعزول، الذي مازال يمتلك الاموال وشبكة الاتصالات ، ويحاول ان يعيد البلاد الى الوراء عبر محاولات زعزعة الامن .

ورأت quot;أنّ القوى الديمقراطية الان تناضل في ايام تمر أصعب من أيام الثورة ضد من يريد عودة الثوار عن وعي أو غير وعيquot; .

ولكنها طمأنت التونسيين بأن الامور في الاتجاه الايجابي في تونس والهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة تعمل وهي تضم كل من ناضل ضد الرئيس السابق بن علي.

من جانبه قال المحامي هاني دحله رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان في الأردن في تصريح مماثل أنّ الثورات العربية quot;هي ثورات ضد الاستبداد وضد الحكم الأمني الذي تفرضه الأجهزة الأمنية على شعوبها حيث تحرمها من حقوقها في التعبير والاجتماع والحرية ، وتضع شعوبها في نظام متسلط يسوده الفسادquot; ، معتبرا أن الأنظمة العربية الديكتاتورية مدعومة من الغرب الا أنه قال ان ارادة الشعوب لابد أن تكون المنتصرة.

الشباب يحتاج الى رؤية مستقبلية

بدوره قال فضل علي العبد الله من المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الانسان في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أنّ الثورات العربية ثورات شباب استفاد من التكنولوجيا ، وقام من أجل تغيير الانظمة التي ضغطت على أنفاسه عشرات السنوات ، الا أنه اعتبر quot;أنّ الشباب يحتاج الى رؤية للمستقبل بعد التغيير ، فماذا بعد التغيير وماذا يريد وماهي الضمانات التي يجب ان يسعى لتحقيقها كي لاتسرق ثورته كالثورات السابقة؟quot;.

وشاركه الرأي محمد عبد الكريم عمراوي من المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الانسان ، وأشار الى أنّ الاضطهاد والتهميش واستغفال الشعوب جعل الثورات نتيجة حتمية ، وحول ما يحدث في اليمن قال quot;وضع اليمن معقد جدا ومن الصعوبة بمكان ان ترى الظلم والجهل ولا تثور ، ولفت الى ان الجيل الذي يثور الان في اليمن هو جيل الوحدة اليمنية متوسط عمره من 18-20 عاما والقتلى من الاطفال كثيرون بأيدي الحرس الجمهوري ، معتبرا ان عبد الله صالح لا يخشى الغرب والتدخل الخارجي بل يخشى شعبه quot;.

وأضاف quot;ليس لدينا مشاكل مع الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل واليمن ليست دولة مواجهة ولكن صالح يخيف المجتمع الدولي بفزاعات القاعدة مع انه هو من استخدم القاعدة في معارك داخلية وتصفيات متعددةquot;.

مايجري في مصر ينعكس على سوريا

في المقابل اعتبر محمد حجازي عضو الجمعية لمناهضة الصهيونية في سوريا في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن quot;ما يحدث في سوريا مثل بقية الأنظمة العربية فهناك استبداد سياسي وهناك فساد اقتصادي ، وهو الأمر الذي يحتاج الى اصلاح كامل وشاملquot; .

وأوضح quot;السيد الرئيس عندما وصل الى السلطة وعد بعمليات اصلاح الا انها لم تنفذ منذ 11 عاما ورغم مؤتمر حزب البعث الحاكم العام 2005 quot;.

وأضاف quot;أنّ الشعب السوري يحتاج الى وحدة وطنية غير كومبارس الجبهة الوطنية التقدمية التي تنضوي تحت لواء البعث الحاكمquot;.

وقال quot;أنّ المقدمة لأي اصلاح مطلوب تبدأ بمؤتمر وطني حقيقي يشارك بهذا المؤتمر كل الأحزاب الوطنية للمعارضة وجميع المنظمات والجمعيات المدنية التي تمثل حقوق الانسان وممثلين حقيقيين عن الشعب لوضع سياسة جديدةquot;.

وشدد على أنه لابد من ايقاف كل الممارسات التي تدل على استخدام القوة في مواجهة المظاهرات الشعبية وتشكيل لجنة سريعة لمحاكمة فعليا كل من تورط في عمليات القتل والقمع اضافة الى رفع حالة الطوارىء ، والتأكيد على حرية تشكيل الأحزاب والنقابات المهنية والجمعيات الأهلية الحقوقية والافراج عن السجناء السياسيينquot;.

كما اعتبر الناشط السوري علي الحاج حسين في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; quot; أنّ ما يجري في مصر من تطورات يجد انعكاسات له في المحيط الإقليمي ، وخصوصا في سوريا نتيجة لتداخلات حقب تاريخية سابقاquot; ، وقال quot;انّ تعافي مصر وتماثلها للشفاء يبعث على التفاؤل لدى السوريين في انطلاق قطار الثورات السلمية دون توقفquot;.

وأضافquot; أن النظام المصري السابق مع كل موبقاته يعتبر ملاكا إذا ما قورن بنظم أخرىquot;. وأضاف quot;لقد حصد النظام السوري من أرواح شباب مدينة درعا وحدها في الأسبوع الأول من التظاهرات ما يعادل ما فقدته مصر في quot;غرفة جهنمquot; وجميع ميادين الاحتجاجاتquot; .

وقال quot; بغض النظر عن أسباب عدم لجوء مبارك لألمانيا أو جدة، المهم أنه لم يهرب وواجه مصيره على يدي شعبه وسجل سابقة تاريخية يعتبرها المتشبثون بالحكم quot;غلطة الشاطرquot; ولن يكررها أي منهم ، موضحا إن محاكمة مبارك فأل شؤم على زملائه المنحدرين نحو الهاوية، لمعرفتهم المسبقة بما سيصير إليه حالهم بعد خلعهم، فيتشبثون بالكراسي ويستبيحون الدماء بغلاظة واضحة ويعلمون انه إما بقاء على الكرسي وإما حبل المشنقة لارتكاب جرائم ضد الإنسانيةquot;.

وقال quot;انّ مبارك يعي تماما أنه يكرر سيناريو مر به معظم قادة أوربا الشرقية. حيث حوكم كل القادة من أعلى القمة وحتى أصغر موظف وهذا ما سرّع بعمليات الخلاص من ربقة الماضي الشيوعي وولوج عهد التعددية بسهولةquot; .

ورأى الحاج حسينquot; أنّ الأنظمة البدائية تلملم شظاياها وتغادر إلى غير رجعة، لأن عملية التغيير استوجبتها الضرورة التاريخية والتطورات التي شملت كل أصقاع الأرض وتأخرت كثيرا عن منطقة الشرق الاوسط وها هي تحلquot; . وأكد quot; أنّ التغيير حاصل لا محالة وهو ما أدركه زين العابدين بن علي ومبارك وانسحبوا بأقل الخسائر البشرية قياسا على سواهم quot; .