اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سجعان قزي أنه بات الخطر يتهدد الكيان اللبناني كدولة وشعب، بسبب امكانية حصول أحداث خطيرة لن يكون ممكنا تفاديها الا بتأليف حكومة quot;انقاذ وطنيquot; تمنع الفتنة والانقسام.
سجعان قزي وسامي الجميل وسليم الصايغ |
بيروت: وضعت quot;عدوىquot; الانتفاضات الشعبية العربية لبنان وسط رياح سياسية وامنية عاتية، بعد وصولها الى عقر دار جاره الاقرب quot;سورياquot;، وهي الدولة الاكثرا تأثيرا في اوضاعه الداخلية. وآخرالازمات السياسية بدات منذ ما يقارب الثلاثة اشهر، وادت الى استقالة ما سمي بـquot;حكومة الوحدة الوطنيةquot;، وتحول قوى 8 أذار الى أكثرية بعد انتقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الى صفوفها. ويأتي ذلك في ظل فرز سياسي حاد بين فريقي 8 و14 آذار، ومذهبي سني ndash; شيعي غير مسبوق بعد تمكن حزب الله وحلفائه من انتزاع موقع رئاسة الحكومة من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وتسمية الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بديلا عنه لتأليف الحكومة. وكل ذلك في ظل عودة سورية متجددة للامساك بناصية الحياة السياسية اللبنانية، حيث وبعد اندلاع التظاهرات المناهضة للنظام في سوريا، تبدو الساحة اللبنانية امام واقع سياسي وامني جديد ومتسارع ومفتوح على تهديد حالة الاستقرار السياسي والامني والذي بدأت معالمه تظهر من خلال حصول عدد من الاحداث وفي اكثر من مكان في لبنان.
حاولت quot;ايلاف quot;الاضطلاع على موقف حزب الكتائب اللبنانية حيال التطورات السياسية والامنية الراهنة في لبنان على ضوء الحراك الشعبي الذي تشهده سوريا. فكان لنا حديث مع نائب رئيس الحزب سجعان قزي الذي اعتبر ان الظروف السياسية الاستثنائية التي بدأ يواجهها لبنان، تجاوزت فريقي 14 و 8 آذار. وأضاف أنه بات الخطر يتهدد الكيان اللبناني كدولة وشعب، بسبب امكانية حصول أحداث خطيرة لن يكون ممكنا تفاديها الا بتأليف حكومة quot;انقاذ وطنيquot; تمنع الفتنة والانقسام، وتعيد الامل بوجود دولة لبنانية قادرة على مواجهة العواصف والتحديات.
ويلفت قزي الى انه وربما للمرة الاولى في لبنان يبدو قرار القيادات السياسية الاساسية فيه هوعدم حصول مواجهة كبيرة فيما بينها، وابقاء ما يحصل في اطار تبادل quot;القصف السياسيquot;. ولكن المستوى العالي للخطر يأتي من التوترات الامنية والتي يتفاعل آخرها في مدينة طرابلس، جراء الدعوة لتظاهرة مناهضة للنظام في سوريا واخرى مؤيدة له. وذلك في ظل ارتباط بعض الجماعات بمنظمات خارجية غير خاضعة لرقابة اي جهة رسمية عربية او اسلامية او دولية، خصوصا وان طرابلس منطقة حساسة وقابلة لاشتعال الفتنة فيها. ودعا الى سحب الترخيص من حزب التحرير لانه غير مؤمن بالكيان اللبناني، ولا يعترف بالدولة اللبنانية التي يريد اعادتها الى الخلافة الاسلامية السنية التي يدعو الى اقامتها.
وتوقف قزي عند لقاء القادة المسيحين الاربعة امين الجميل، سمير جعجع، ميشال عون و سليمان فرنجية والذي عقد برعاية بكركي وبمبادرة من البطريرك الراعي والتوجه العام للفاتيكان. ويهم الأخير وحدة الصف المسيحي بعد شعوره بوجود خطر على مسيحيي لبنان والشرق ودعم مشروع الدولة والمحافظة على ميثاق العيش المشترك الاسلامي ndash; المسيحي في اطار حديث وانفتاح الكنيسة المارونية على سائر دول المشرق.
ويرى قزي بانه وفي ضوء الظروف الداهمة اراد البطريرك الراعي اطلاق جملة من المبادرات ومنها الانفتاح على سوريا، والدعوة للقمة الروحية الاسلامية ndash; المسيحية، وامكانية بدء الحوار مع حزب الله حيث جاء اللقاء الرباعي للقادة الموارنة ضمن هذا السياق. واوضح بانه لقاء تأسيسي لا تاريخي، قيمته الاولى هي الاعتراف بدور بكركي بعد ان شاب علاقتها في مرحلة ما بالجنرال عون والنائب فرنجية بعض الالتباس، وتكريسها كمرجعية للموارنة، تتحرك عندما يغيب السياسيون او ينقسمون، اي عندما يذهبون في علاقاتهم الى حد تهديد الوجود المسيحي ودوره في الدولة.
ودعا قزي الى الاسراع بعقد لقاءات اخرى بسبب الاحداث المتلاحقة والتي تحصل في ظل انقسام مسيحي عميق وامكانية حصول فتنة في لبنان، كما دعا الى ترجمة على الأرض بتكوين مرجعية سياسية كبرى برئاسة بكركي او بتشكيل جبهة سياسية واعلان دعم الدولة اللبنانية ورئيس الجمهورية والاشتراك في الحكومة قيد التأليف، كي لا تكون حكومة اللون الواحد. وشدد قزي على ان دور رئيس الجمهورية هو الوقوف فوق كل الخلافات وبالتالي لن يكون موقفه مؤثرا اذا تشكلت حكومة من لون واحد، وحيث ان التأخير الذي يحصل من قبل الرئيس المكلف تشكيلها ورئيس الجمهورية والذي ينطلق من هذه القاعدة هو امر ايجابي شرط ان لا يطول. ولفت الى ان موضوع الحكومة طرح خلال لقاء الزعماء الاربعة في بكركي ولكن بشكل عابر ودون التطرق للتوقيت او مشاركة قوى 14 آذار فيها وذلك بسبب مقاربة جميع القضايا دون تعمق.
وردا على سؤال حول استعداد البطريرك الراعي للقاء امين عام حزب الله حسن نصرالله قال قزي :quot;المألوف ان يتوج البطريرك نجاح مفاوضات، لا ان يكون الخط الامامي والمرحلة التمهيدية، خاصة وان مواقف حزب الله معروفة من الدولة والسلاح والانتفاضات التي تحصل في المنطقة العربية. ولا اعتقد ان ظروف نجاح الحوار مع حزب الله متوافرة، لذلك لا بد من لجنة تحضيرية، ولكن اذا اراد السيد حسن نصرالله زيارة بكركي فهذا مرحب بهquot;.
واشار قزي الى ان تحالف 14 آذار ترك لدى المسيحيين شعوراً بان الفكرة المارونية المسيحية التي اطلقوها سنة 1920 انتصرت، لان السني اليوم لم يعد يقول quot; يعيش عبد الناصر وعرفاتquot; بل لبنان اولا، وهذا هو الانجاز الذي يستحق ان نحميه ونتحالف مع اصحابه. وقال إن مسيحي 14 آذار لم يتمكنوا من ان يطرحوا جديا موضوع اعادة النظر بصلاحيات رئيس الجمهورية أو استعادة مواقع مهمة خسروها في الادارات العامة. وأضاف أنه بالمقابل فان مسيحي 8 آذار أيضا لم يعيدوا للمسيحين الثقة بوجودهم وأمنهم في مناطق حكم حزب الله، كما لم يستحصلوا من النظام السوري على نوعية ثابتة للعلاقات الثنائية. وسأل قزي quot;بأي حق يقفل مسلحون في النبطية متجرا يبيع الكحول، فهل تخضع النبطية لقانون الدولة أو لفقه مذهب معين؟quot;
واعتبر ان هناك اسباب عديدة تمنع تشكيل الحكومة أبرزها ما يحدث في الدول العربية، وعدم رغبة سوريا باثارة السنة في لبنان فيما هي على صراع معهم في دمشق، وتباين وجهات النظر بين 8 آذار القدامى و8 آذار الجدد.
واوضح قزي بان ما يراد من فبركة الاتهام السياسي لتيار المستقبل بالتورط في الاحداث التي تجري في سوريا هو رد على الاتهام السياسي لسوريا باغتيال الرئيس الحريري. ووصفه أيضاً بأنه استعمال للبنان كورقة صغيرة للضغط على الغرب لمساعدة سوريا في الخروج من ازمتها، واستباق القرار الاتهامي باغتيال الرئيس الحريري، بفرض نسيانه على تيار المستقبل. ووقال أنه رغم ذلك، تلك الاتهامات كاذبة وستؤدي الى فتنة سنية - شيعية اذا ما استمرت عملية اثارتها واستمر اطراف لبنانيون في تبنيها مع علمهم بان ليس للتيار علاقة بذلك.
وتمنى على رئيس الجمهورية ميشال سليمان دعوة هيئة الحوار الوطني الى الانعقاد واصدار بيان يلزم كل المجتمعين بموقف يؤيد استقرار سوريا وأمن السوريين وحريتهم، ويؤكد عدم تدخل اي طرف لبناني بأحداث سوريا بأي شكل من الاشكال وبذلك لا تعود سوريا تتهم أحدا في لبنان ولا يعود يحق لاي طرف لبناني ان يتهم طرفا لبنانيا آخر.
واذ يعتبر قزي العلاقة بين لبنان وسوريا دقيقة جدا وتختلف عن العلاقة باي بلد آخر، حيث ما يحصل في احد البلدين يؤثر بالآخر يدعو الى تخطي ما حصل من ممارسات خاطئة للنظام السوري بحق لبنان خصوصا وانه لا بديل له يمكن التفاهم معه (القاعدة، السلفيين، الجهاديين ) والاتعاظ مما تعرض له المسيحيون في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين وما بدا يتعرض له الاقباط في مصر من قبل فئات اسلامية. وأكد أنه لا يجوز التضحية بمسيحيي سوريا والمشرق بسبب الخلاف بين مسيحيي لبنان والنظام السوري، ودعا لعدم السير ضد هذا النظام في وقت لا تعرف هوية البديل عنه. ورأى بان وجود السفير السوري في اجتماع quot;الكومودورquot; المؤيد للنظام السوري امرا يتنافى والاصول الدبلوماسية بين الدول ويمكن لوزير الخارجية ان يستدعيه دون انعقاد جلسة لمجلس الوزراء وبالتشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال.
وشرح أنه لا حاجة لسوريا بان تتحول الى فريق في وقت تبدو بحاجة للالتفاف اللبنانيين حول هدف الحفاظ على امنها واستقرارها وليس الانقسام بشأنها. ورأى ان المطروح في سوريا ليس مصير عائلة، بل انتهاء حالة خاصة في سوريا موجودة منذ حوالي 50 سنة، ودعودة سوريا الى حالة اخرى مختلفة تماما، مؤكدا ان الرئيس الاسد لن يتراجع ولا يستطيع ان يتراجع أمام الثورة التي تحدث في سوريا .
التعليقات