تاريخ النشر: الجمعة 6 مايو - 22.53 غرينتش
آخر تحديث: السبت 7 مايو - 13.20 غرينتش


دخل الجيش السوري صباح السبت بالدبابات بانياس احد معاقل حركة الاحتجاج على نظام بشار الأسد.


أطفال يقفون على تمثال باسل الاسد بعد تحطيمه في دير الزور

فياض درويش، نيقوسيا، وكالات: افاد ناشط حقوقي السبت ان ثلاثة متظاهرات قتلن عندما اطلق رجال الامن النار عليهم اثناء تفريق مظاهرة بالقرب من بانياس (غرب سوريا). وقال ناشطون ان الجيش السوري دخل صباح اليوم السبت بالدبابات بانياس احد معاقل حركة الاحتجاج على النظام، بينما قطعت المياه والكهرباء عن المدينة الواقعة شمال غرب البلاد.

وقال هؤلاء الناشطون في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا ان الدبابات دخلت في وقت مبكر من صباح اليوم وتحاول التوجه الى الاحياء الجنوبية في المدينة معقل المتظاهرين.

واكدوا ان سكانا شكلوا quot;دروعا بشريةquot; لمنع الدبابات من التقدم باتجاه هذه الاحياء.

وقطعت الاتصالات والكهرباء في المدينة بينما تجوب زوارق الجيش قبالة سواحل الاحياء الجنوبية، حسب المصادر نفسها.

من جهة اخرى، تطوق دبابات قرية البيضا المجاورة.

وكان ناشطون ذكروا لفرانس برس الخميس ان quot;عشرات الدبابات والمدرعات وتعزيزات ضخمة من الجيش تجمعت عند قرية سهم البحر التي تبعد عشرة كيلومترات عن بانياسquot; التي يحاصرها الجيش السوري منذ اكثر من اسبوع.

واشار احد الناشطين quot;يبدو انهم ينوون الهجوم على بانياس كما سبق وفعلوا في درعاquot; جنوب البلاد.

وكان الجيش الذي دخل مدينة درعا في 25 نيسان/ابريل الماضي لقمع موجة الاحتجاجات ضد النظام السوري بدأ صباح الخميس الخروج من المدينة quot;بعد ان اتممنا مهمتناquot; المتعلقة بمطاردة عناصر مسلحة، حسبما افاد اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري لفرانس برس.

وقال ناشطون الثلاثاء ان سكان مدينة بانياس quot;يخشون هجوما وشيكاquot;.

وفي وقت يتهم النظام quot;عصابات مسلحةquot; او quot;مجموعات ارهابيةquot; بالوقوف خلف اعمال العنف منذ منتصف اذار/مارس، اظهر شريط فيديو بث على موقع يوتيوب متظاهرين متجمعين في بانياس يحملون الورود للتشديد على الطابع السلمي لمطالبهم.

وتشهد سوريا منذ شهر ونصف الشهر حركة احتجاج غير مسبوقة ضد النظام القائم منذ 1963. وقتل حوالى 600 شخص واعتقل او فقد نحو ثمانية الاف اخرين بحسب منظمات حقوقية.

معارضون يطرحون حلولا على الاسد للخروج من الازمة

طرح محتجون على صفحة quot;الثورة السوريةquot; على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الرئيس السوري بشار الاسد حلولا للخروج من الازمة ابرزها تنظيم quot;انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة اشهرquot;.

وقال المشرفون على صفحة quot;الثورة السوريةquot; في نص اقرب الى رسالة quot;ستكون اعتزاز سوريا الحديثة إذا استطعت تحول سوريا من نظام ديكتاتوري الى نظام ديموقراطيquot;.

واضاف quot;سيكون كل السوريين ممتنين اذا اوصلتهم نحو هذا الاتجاهquot;، مؤكدين انه quot;امر ممكنquot;.

واعتبروا ان quot;الحل بسيطquot; مقترحين quot;وقف اطلاق النار على المتظاهرين والسماح بالتظاهر السلمي ووخلع جميع صور الرئيس وابيه في الشوارع والافراج عن جميع معتقلي الرأي وفتح حوار وطني والسماح بالتعددية الحزبية وتنظيم انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة اشهرquot;.

وهذه هي المرة الاولى التي يقدم فيها معارضون للنظام اقتراحات شاملة لوضع حد لموجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا والتي اسفرت عن مقتل 708 شخصا بحسب حصيلة نشرتها quot;لجنة شهداء ثورة 15 اذار/مارسquot;.

وقال المشرفون على الصفحة quot;لست مثل القذافي. انت في ربيع العمر وحضاري وذكي ومفتوح العقل. فلماذا تريد أن تتصرف مثل القذافي؟ لماذا تريد أن تقصف مدنك و شعبك؟ لماذا تريد ان يسيل الدم السوري من يد رجالك للامن وقواتك المسلحة؟quot;.

وناشد هؤلاء المعارضون الرئيس السوري التخلص من quot;معاونيك ومستشاريك الذين يريدون الحفاظ على وضعهم ووظيفتهم بقتل الآخرينquot;.

واكدوا انه اذا فعل الرئيس السوري quot;كل هذا فستنقذ سوريا وسترتجف إسرائيل من الخوف والا ستربح إسرائيل وستخسر سورياquot;.

الا ان المنظمين تابعوا دعواتهم الى مواصلة الاحتجاجات.

وقالوا quot;طالعين اليوم وبكرة وبعدو في جميع المحافظات السوريةquot; وذلك غداة دعوتهم للتظاهر في quot;جمعة التحديquot; التس اسفرت عن مقتل 26 شخصا برصاص رجال الامن في عدة مدن سورية بحسب ناشطين وعشرة من عناصر الجيش والشرطة في حمص بحسب السلطات.

المنطقة الشرقية في سوريا: عشائر قاب قوسين من ثورتها

إلى ذلك، اخبر مصدر سوريمطلعquot;ايلافquot;أن ما يزيد عن خمسة آلاف شخص اعتصموا في جامع عثمان بن عفان في محافظة دير الزور الواقعة على الحدود العراقية والبعيدة عن دمشق نحو 450 كم.

ونوه المصدر إلى أن مظاهرات quot;جمعة التحديquot; التي انطلقت من جامع عثمان بن عفان كانت بداية حقيقية لبدء نزول أهالي المحافظة إلى الشارع للمطالبة بـquot;الحريةquot;، بخاصة بعد أن قتل أربعة من أبناء المحافظة خلال احتجاجات اليوم، ما أدى إلى ازدياد حدة الغضب لدى الأهالي ونزولهم إلى الشارع.

وأكد المصدر الذي تحتفظ quot;إيلافquot; باسمه، أن المتظاهرين اعتصموا عند جامع عثمان بن عفان في منطقة المطار القديم، إذ تناوبوا وبشكل منظم بين الهتافات وحماية المعتصمين من قبل لجان شكلوها فيما بينهم.

في المقابل، ذكرت شبكة أخبار دير الزور على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot; أن المعتصمين أعلنوها اعتصاما مفتوحا حتى quot;سقوط حزب البعثquot; على حد قولها.

وقالت إن القتلى هم من أبناء العشائر، مضيفة أن quot;العشائر الآن تتجهز بالسلاح للهجوم على عناصر الأمن المجرمين، لأن العشائر لا تسكت عن دماء أبنائها إلا بدم القاتلquot;.

هنا، ناشد المنظمون لشبكة أخبار دير الزور العشائر بعد استخدام السلاح، إذ جاء في الصفحة: quot;لا نريد استخدام السلاح لأن ثورتنا سلمية سلمية سلمية، والله الوضع خطير جدًا والعشائر أعلنت حرب يا جماعة الكل يتدخل من داخل سورياquot;.

وكان المصدر أكد لـquot;إيلافquot; أن quot;قوات الأمن تطوق المعتصمين، إلا أنها تخشى الاحتكاك معهم، في رغبة منها للملمة الموضوعquot;.

وأضاف: quot;يبدو أن رجال الأمن يخشون الاحتكاك مع عشائر دير الزور منذ بداية الاحتجاجات في سوريا، إلا أنها الآن باتت مفتوحة على كل الاحتمالات، بخاصة بعد مقتل أربعة من أبنائهمquot;.

ونشرت الصفحة أسماء القتلى الأربعة، وهم: quot;عادل خليف شحادة، عبود عاشق المنادي، خطاب حويجه الحسين، وأكرم الحيفانquot;.

كما أعلنت عن العشرات من الجرحى والمفقودين بعد اختطافهم من قبل قوات الأمن السورية. وأشار المصدر إلى نزول أكثر من 100 امرأة إلى شوارع دير الزور، وتوجهن عند مسجد عثمان للمطالبة بالحرية وتحرير الأسرى.

وأعلن المتواجدون في الاعتصام أنهم أغلقوا جميع الطرق المؤدية لمسجد عثمان بن عفان من قبل من وصفوا بالأحرار لبدء الاعتصام، إذ لم يسمحوا بدخول أي شخص الا بعد التأكد من هويته، في تخطيط منظم.

ويلفت المصدر إلى أن المعتصمين طالبوا بإيصال الخيام والأكل والمشرب لهم، إضافة إلى مستلزمات أخرى وصفوها بالضرورية، إلا أن صعوبة الظروف الجوية، إضافة إلى الخشية من اقتحام الامن على غرار ساحة الساعة في حمص حال دون البقاء.

وكانت مدينة الميادين الواقعة على بعد 150 كم من دير الزور اشتعلت هي الأخرى، في جمعة التحدي، إذ أشارت أنباء إلى سقوط قتلى خلال الاشتباكات، فيما عمد المتظاهرون إلى حرق مبنى الحزب، وفرع الأمن السياسي في المدينة.

يذكر أن طبيعة محافظة دير الزور تتميز بشبه كبير من محافظة درعا في ديمغرافيتها العشائرية، إذ ينتمي معظم سكانها إلى عشائر منظمة تعود جذورها إلى أصول عربية قديمة وذات أهمية.

التظاهرات خلفت أكثر من ثمانمائة قتيل وثمانية آلاف معتقل

ومن جهتها، أصدرت منظمات حقوقية سورية قائمة إحصائية أولية تتعلق بالقتلى الذين سقطوا خلال التظاهرات المطالبة بالحرية وبالإصلاح السياسي في سوريا والتي عمت أرجاء مختلفة منالبلاد منذ أكثر من ستة أسابيع.

ووثقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان بالتعاون مع ديوان المستضعفين في مركز الشرق العربي عدد القتلى في سوريا خلال شهر ونصف، ودعّمت توثيقها هذا بمعلومات عن كل قتيل وتاريخ ومكان وفاته، وأحياناً سبب الوفاة.

ووفق الإحصائية الأولية التي قالت الجهات المسؤولة عنها، فإن هذه القائمة مازالت تحت التدقيق والمتابعة والاستكمال، وذكرت فيها أن عدد القتلى في سوريا من المحتجين والمتظاهرين والمدنيين والجنود الرافضين لإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بلغ 827 قتيلاً حتى 29 الشهر الماضي.

وأشارت القوائم إلى مقتل عدد من الجنود والضباط ممن قالت إنهم امتنعوا هم أو منعوا جنودهم من إطلاق النار على المتظاهرين في درعا وحمص وبانياس ودوما واللاذقية وغيرها، كما أشارت أيضاً إلى أشخاص كانوا جرحى ومصابين وقتلوا بعد نقلهم إلى المستشفيات الحكومية أو بعد أن تم اعتقالهم.

وأشار التقرير الإحصائي إلى أن القتلى ينتمون إلى مختلف المناطق والمدن السورية، والقسم الأكبر منهم من محافظة درعا وقراها، ثم محافظة حمص وريفها، وأن بعض القتلى هم من الأطفال والفتية، وعدة نساء وشيوخ، وبعض الأطباء والممرضين، وأن بعضهم قضى تحت التعذيب.

إلى ذلك قال ناشطون حقوقيون سوريون إن الأجهزة الأمنية السورية المختلفة عمدت خلال الأيام الأخيرة إلى تكثيف عمليات الاعتقال بشكل فاق كل حد (وفق قولهم)، بحيث أصبح متوسط عدد الاعتقالات يومياً لا يقل عن 500 شخص، وقال وسام طريف المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الانسان (إنسان) إن عدد المعتقلين أو المفقودين يمكن أن يتجاوز الثمانية آلاف، فيما لا يُعرف مصير الآلاف من الشباب في درعا بعد.

وأشار إلى أن منظمته تمكنت من التأكد من توقيف 2843 شخصاً بينهم 891 في درعا ومحيطها و103 في الزبداني و108 في مضايا و384 حول دمشق و636 في حمص ومحيطها و317 في اللاذقية و267 في جبلة و37 في طرطوس، وأن هناك 5157 اسماً آخر يجري التحقق منهم، بينهم 4038 في درعا ومحيطها.

وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد قرر نهاية الشهر الماضي إرسال بعثة دولية تحت رعاية المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى سوريا لتحقق في كل الاتهامات الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان التي جرت في سوريا خلال التظاهرات الأخيرة وتُخضع كل من قاموا بذلك للمحاسبة الكاملة وأن تقدم تقرير عن وضع حقوق الإنسان في سوريا إلى مجلس حقوق الإنسان في جلسته السابعة عشرة كما وتقدم تقريراً آخر للمتابعة للمجلس في جلسته الثامنة عشرة، كما ينص القرار على ضرورة أن تتعاون الحكومة السورية تعاوناً كاملاً مع مهمة اللجنة الدولية.