أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على أن تكون سياسة العراق الخارجية واحدة رافضًا انضمام بلاده إلى أي محاور عربية او اجنبية فيما اشتكى وزير الخارجية هوشيار زياري من تعدد الخطاب السياسي العراقي وأكد ان ايران وتركيا وسوريا والكويت تتجاوز حدود بلاده.

وزير الخارجية هوشيار زيباري

أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رفض العراق الانضمام إلى أي محاور عربية او اجنبية مؤكدا التزام بلاده بسياسة عدم التدخل المتبادل .. فيما اشتكى وزير الخارجية هوشيار زيباري من تعدد الخطاب السياسي العراقي وعدم وحدته إزاء مختلف القضايا بشكل يحرج مواقف وزارته وأكد ان ايران وتركيا وسوريا والكويت تتجاوز حدود بلاده.

وفي جلسة علنية لمجلس الوزراء العراقي لتقييم ما حققته الحكومة خلال مهلة المائة يوم للاصلاح وخصصت للسياسة الخارجية للعراق أكد المالكي ان سياسة العراق الخارجية ترتكز على فرض احترام الدول له وان تكون سياسة العراق الخارجية واحدة ومحددة . واشار الى ان هذه السياسة تقوم ايضا على عدم إبقاء اي خصومة خارجية للعراق او قطيعة مع اي دولة بما يخدم مصالحه . وشدد بالقول quot;نريد علاقات شاملة مع الدول جميعا ومع المنظمات الدولية التي يجب ان تعود كلها الى العراق بعد غياب طويل نتيجة عدم تسديد اشتراكات العراق فيهاquot;.

وأكد المالكي قائلا في الجلسة التي امتدت حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية quot;ان سياستنا الخارجية تقوم على مبدأ عدم التدخل المشترك اي لانتدخل في شؤون الدول الاخرى ولا نسمح ايضا لاي دولة ان تتدخل في شؤوننا الداخلية quot; . واضاف quot;نريد صوتا خارجيا واحدا للعراق حيث كان هناك لنا سفراء لايمثلون العراق الجديد ولايؤمنون بالعملية السياسية لكنه تمت معالجة هذا الامر مؤخرا باعتماد سفراء يحترمون رأي ومواقف العراق الجديد ويعكسونها ويدافعون عنهاquot; .

وشدد المالكي على ان سياسة العراق الخارجية تقوم على عدم الدخول في اي محاور سواء كانت عربية او اقليمية او دولية quot;لاننا لانريد استعداء دولة على اخرىquot; . ودعا الى تمثيل مناسب لجميع مكونات الشعب العراقي في سفارات العراق . وطالب بأن يكون الرد العراقي في حال تجاوز سيادته منطلقا من صوت واحد من قبل وزارة الخارجية أو وزارة الدولة الناطقة باسم الحكومة وحدهما.

وفي عرض عن سياسات العراق الخارجية ومنجزاتها ومعوقاتها خلال المائة يوم المنصرمة قدمه زيباري، اكد ضرورة حل المشاكل الحدودية مع دول الجوار مشيرا الى ان دولا مثل ايران والكويت وسوريا وتركيا تتجاوز حدود العراق المشتركة معها . وقال ان وزارته تحاول حل هذه المشكلة عبر مذكرات تفاهم مع هذه الدول مشيرا الى انه تم مع ايران تشكيل لجان فنية وأمنية لترسيم الحدود المشتركة بين البلدين .

مشاكل العراق الحدودية مع ايران والكويت

واوضح زيباري ان مشاكل العراق الحدودية مع ايران ناتجة من عدم وضوح حدود حقول النفط والمياه ومراكز شرطة الحدود المشتركة . واضاف ان هذه اللجنة بدأت اجتماعاتها منذ الثالث والعشرين من الشهر الماضي . وقال انه تم خلال السنوات الاخيرة تثبيت 726 دعامة حدودية بين البلدين على طول 1458 كيلومترا حيث سينتهي العمل بتثبيت جميع الدعامات على طول هذه الحدود بنهاية العام الحالي.

وكشف عن الاتفاق مع ايران على إنشاء 15 برجا حدوديا في منطقة الاهوار الجنوبية المشتركة مع ايران بالترافق مع مسح الحدود المائية المشتركة في شط العرب لاعادة خط الحدود على ماكان عليه سابقا بعد ان تجاوزت ايران بحوالى الكيلومتر على الاراضي العراقية .. وقال إن العمل جار من اجل الاتفاق على استثمار حقول النفط المشتركة بين البلدين.

وحول مشكلة الأنهار الحدودية المشتركة مع ايران اوضح زيباري ان العراق عرض على ايران عقد اجتماع فني وزاري مشترك بشكل يضمن حقوق العراق المائية لكن ايران لم تستجب بعد لهذا الامر . وعن مياه البزل المتسربة من ايران الى الاراضي العراقية اشار الوزير الى انه تم تشكيل لجان مشتركة لدراسة هذا التسرب الناتج من تآكل السدود الحدودية التي تحمي الاراضي العراقية من تسرب مياه البزل الايرانية التي تسبب اضرارا كبيرة للاراضي الزراعية العراقية .

وكان السفير الايراني في العراق حسن دانائي قال الاسبوع الماضي ان بلاده تتخذ خطوات جدية لإنهاء قضية ترسيم الحدود المائية في شط العرب من خلال لجنة الخبراء المشتركة بين البلدين واللجنة المعنية بتحديد الحدود.

اما بالنسبة إلى المشاكل الحدودية مع الكويت فقد أوضح زيباري ان العراق قد خرج من بعض عقوبات الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة وخاصة في ما يتعلق بالتسليح وبرنامج النفط مقابل الغذاء وحماية الاموال العراقية في الخارج لكن ماتبقى من هذه البنود هي الامور المتعلقة بالقضايا العالقة مع الكويت وهي مسائل لابد من ايجاد حلول لها كما قال.

واشار الى انه يجري الان التفاهم حول الحقول النفطية المشتركة بين العراق والكويت بإناطة الموضوع بشركة عالمية استشارية . وقال ان هناك اتصالات مع الكويتيين ولجنة عراقية من الخبراء تدرس موضوع ميناء مبارك الذي تنوي الكويت تشييده ومدى تأثيره على ميناء الفاو الرئيس العراقي الجنوبي وذلك للحصول على مزيد من التفاصيل لاتخاذ موقف منه.

الربيع العربي

وأشار وزير الخارجية الى ان للعراق موقفًا واضحًا من الاحداث التي تشهدها بعض الدول العربية فيما أطلق عليه الربيع العربي قائلا ان بلاده وقفت مع شعوب هذه الدول.

واشار الى ان العراق اكد وقوفه مع الحراك الشعبي السلمي في اكثر من بلد عربي وشدد على دعمه لرغبة الشعوب في تغيير أنظمتها سلميا . واشار الى ان هناك اتصالات مع النظم الجديدة في المنطقة والتي أفرزها الحراك الشعبي الذي شهدته.

القمة العربية والوجود الاميركي

واشار زيباري الى وجود مباحثات مستمرة مع الجانب الاميركي حول وجود القوات والعاملين الاميركيين في العراق بعد انسحاب هذه القوات من العراق بنهاية العام الحالي . يذكر ان هناك في العراق حاليا 47 الف عسكري اميركي يجري القادة العراقيون نقاشات في ما بينهم حول قرار برحيلها في الموعد المحدد بنهاية العام الحالي ام التمديد لها لبعض الوقت .

واوضح ان العراق اكمل جميع استعداداته لاستضافة القمة العربية في بغداد في اذار (مارس) المقبل حيث تم بناء وتأهيل جميع قصور المؤتمرات والفنادق والفلل اضافة الى الخدمات المطلوبة خلال اجتماعاتها . وقال ان الخارجية العراقية ستنظم مؤتمرا في بغداد هذا الصيف لجميع السفراء العراقيين لبحث قضايا العراق وسياساته الخارجية معهم اضافة الى اطلاعهم على آخر التطورات والمواقف العراقية في الداخل.

غياب الخطاب السياسي العراقي الخارجي الموحد

واوضح زيباري ان من اكبر المشاكل التي تواجه سياسة العراق الخارجية هو غياب الخطاب السياسي الخارجي الموحد للحكومة للتعامل مع قضايا البلاد الخارجية مشيرا الى وجود تعددية في المواقف والتصريحات الرسمية الامر الذي يربك عمل وزارته.

واكد زيباري ان هذا يؤثر في موقف وزارته من القضايا الخارجية ويضعفه اضافة الى التدخل في عمل الوزارة من قبل الرئاسات وبعض الوزارات مشددا على ان هذه التدخلات quot;وصلت الى حد لايطاقquot;. واوضح ان هناك عدم تنسيق بين الوفود التي تغادر الى الخارج لبحث بعض القضايا التي تهم العراق موضحا انه يحدث في بعض الاحيان وجود اربعة وفود عراقية في بلد واحد وفي وقت واحد .

التمثيل الدبلوماسي في العراق

واوضح وزير الخارجية العراقي ان في وزارته 2250 موظفا يعملون في مقر الوزارة وخارجها في سفارات البلاد وان هناك للعراق الان 76 سفارة في مختلف القارات و13 قنصلية عامة .. وبالمقابل هناك في العراق 56 بعثة دبلوماسيية معتمدة و16 منظمة دولية و22 قنصلية عامة في محافظات عراقية ما يعني ان العراق يستضيف حاليا 98 سفارة وبعثة دبلوماسة وقنصلية ومنظمة دولية. وقال ان 1473 موظفا في الخارجية العراقية دخلوا في 199 دورة تدريبية في مختلف الدول العربية والاسلامية والاجنبية منذ عام 2003.

وفي ما يخص خطة وزارة الخارجية العراقية الاستثمارية للعام الحالي 2011 اوضح زيباري أن المخصص لوزارته ضمن موازنة هذا العام 410 ملايين دولار خصص جزء منها لتنفيذ 16 مشروعا للقمة العربية المقبلة وبناء مقر جديد لمقر بعثة الامم المتحدة في بغداد . وحول مكافحة الفساد في الوزارة اشار الوزير الى تشكيل 12 لجنة للتحقيق في هذا الامر حيث تم وضع استراتيجية لمكافحة الفساد للفترة بين عامي 2010 و2014 مؤكدا اكتشاف حالات فساد احيل نتيجتها عدد من الموظفين على القضاء من دون ان يذكر عددهم او مناصبهم.

ومنذ الثلاثاء الماضي يواصل مجلس الوزراء العراقي جلسات علنية حيث يستعرض كل وزير بإسهاب ماحققته وزارته خلال مهلة المائة يوم للاصلاح التي اعلنها المالكي بعد يومين من انطلاق تظاهرات احتجاج ضخمة في جميع انحاء البلاد في 25 من شباط (فبراير) الماضي.