ماهر الأسد |
بيروت: في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس السوري بشار الاسد حركة احتجاجية تطالب باسقاط نظامه، يكثر الحديث عن دور محوري يقوم به شقيقه ماهر في عمليات قمع المحتجين.
ويعد ماهر الاسد (43 عاما)، وهو ضابط في الجيش برتبة عقيد، احد اركان النظام وقائد الحرس الجمهوري، اضافة الى الفرقة الرابعة العالية التدريب والتجهيز. وقد درس الهندسة الميكانيكية قبل التحاقه بالجيش وهو متزوج من منال جدعان من منطقة دير الزور شرق البلاد.
وذاع صيت ماهر الاسد اكثر فاكثر مع الحركة الاحتجاجية التي لم يسبق لها مثيل في سوريا، والتي يجري التعامل معها بعنف شديد من جانب السلطات منذ اندلاعها في الخامس عشر من اذار/مارس. ويرى محللون ان دور ماهر يزداد تعاظما منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية بعد الدور الذي اضطلعت بع قواته في قمع التظاهرات.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتهم ماهر الاسد في مقابلة تلفزيونية بمعاملة المحتجين بطريقة quot;غير انسانيةquot;. ويرى محلل سياسي من العاصمة دمشق لم يشأ الافصاح عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع ان quot;المعلومات الواردة تشير الى ان ماهر يقوم بالدور المحوري في عمليات القمعquot;.
ويضيف لوكالة الأنباء الفرنسية quot;اعتقد ان هذا الامر يشير الى ان العائلة الحاكمة تقاتل لبقائها وهي مستعدة لسحق المجتمع السوري في سبيل اهدافهاquot;. ويتابع المحلل quot;ماهر الاسد هو الرمز الابرز لهذه المعركةquot;.
والشهر الماضي، ادرج اسم ماهر الاسد ضمن لائحة تضم 13 من الشخصيات المقربة من الرئيس السوري فرضت عليها عقوبات من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكندا. وتعيد العلاقة بين بشار الاسد وشقيقه ماهر الى الاذهان العلاقة التي كانت قائمة بين والدهما الرئيس الراحل حافظ الاسد وشقيقه رفعت، الذي كان يتولى احكام القبضة الامنية في البلاد.
وتولى رفعت الاسد قيادة التشكيلات العسكرية التي عرفت باسم quot;سرايا الدفاعquot;، وهي ايضا متهمة بارتكاب اعمال عنف وقتل جماعي في مدينتي حماة وجسر الشغور مطلع الثمانينات من القرن الماضي ردا على تمرد مسلح قامت به جماعة الاخوان المسلمين، ما اسفر عن مقتل عشرات الالاف من الاشخاص بحسب تقديرات غير رسمية.
غير ان رفعت الاسد عاد وغادر سوريا في منتصف الثمانيات بعد خلاف مع اخيه، وانتقل الى لندن حيث يقيم الآن. واذا كان ماهر الاسد قليل الظهور ويعمل في الظل، الا ان محللين يرون انه يمثل الوجه الحقيقي للنظام الذي يعمل على سحق حركات الاحتجاج مدينة تلو الاخرى.
ويقول الخبير في الشؤون السورية والاستاذ في جامعة اوكلاهوما جاشوا لاندس quot;بشار الاسد هو القائد أي الوجه الرسمي الباسم، أما ماهر فهو القبضة المنفذة للنظامquot;. ويضيف ان quot;ماهر شديد التاثير اليوم بما ان النظام يحافظ على نفسه من خلال العمليات العسكرية، ان ماهر هو الذي يدير الدفةquot;.
ويرى المحللون انه من الصعب القول ما اذا كان هذا الصيت الذي يكتسبه ماهر الاسد صحيحا، أم ان النظام يسعى الى ترويج ذلك ليحافظ على صورة بشار كرجل اصلاح. ويقول لانديس quot;ادرك حافظ الاسد ان الولاء الشخصي، العائلي والمناطقي والطائفي، هو اساس الاستقرارquot;.
ويضيف quot;النظام السوري يشبه الى حد بعيد الشركات العائلية، وعلى هذا الاساس يجري تقسيم المهامquot;. وقد فر الاف السوريين من بلدهم الى لبنان وتركيا المجاورين، حيث يتحدثون عن quot;عمليات اعدامquot; ينفذها رجال ماهر الاسد في مناطق مختلفة من سوريا.
لكن رغم كل ذلك، يبقى الحديث عن التحكم الشامل لماهر الاسد في كل العمليات العسكرية الجارية من اقصى سوريا الى اقصاها مجرد تكهنات واستنتاجات، لا سيما في ظل عدم توفر أي معلومات رسمية حول تفاصيل التحرك الميداني وفي ظل منع وسائل الاعلام العربية الاجنبية من العمل.
ويقول المحلل المقيم في دمشق quot;نظريا، يفترض بالقوات التي يقودها ماهر الاسد ان تحمي العاصمة السورية ومحيطها، اللذين لم يعودا بمنأى تماما عن عمليات الاحتجاج، وخصوصا حماية الرئيس السوري، لا ان تنتشر في طول البلاد وعرضهاquot;.
التعليقات