دمشق: قرر عدد من المثقفين والفنانين والصحافيين السوريين الخروج في quot;مظاهرة سلميةquot; مساء اليوم الأربعاء من أمام جامع الحسن في منطقة الميدان في دمشق، وذلك بعد 4 أشهر على انطلاق الثورة السورية.

وقال بيان صادر باسم quot;مثقفون من أجل سورياquot; الذي تم تعميمه عبر الصفحة الرسمية للثورة السورية على فايسبوك quot;إننا كمثقفين وفنانين وصحافيين سوريين نعتبر أنفسنا أفرادًا من هذا الشعب السوري العظيم، ومنسجمين كل الانسجام مع تطلعاته، ومؤيدين لمطالبه المشروعة، وحقه الكامل في العيش في ظل دولة عادلة وعصرية يحكمها القانون، وتكفل حرية الأفراد، وبالتالي نعلن أنه آن الأوان كي نقول كلمتنا في هذا المقام، وأن ننزل إلى الشارع إلى جانب إخوتنا الذين قدموا من دمائهم وعذاباتهم الكثير ليجلبوا لنا الحرية؛ هذا الحق الذي أقرته كل الشرائع السماوية، والمواثيق العالميةquot;.

واعتبروا أن quot;إعلانهم بمثابة إخطار للسلطات السورية، سيما أنها تسمح يوميًا بعشرات المسيرات المؤيدة التي تخرج دونما ترخيص في كل المحافظات السورية، وتمدها بكل الدعم الذي تتطلبهquot;، وأضافوا: quot;نحمل السلطات السورية كامل المسؤولية في حال تم التعرض لنا بأي سوء من أي جهة كانت، خلال أو بعد المظاهرةquot;.

ويرفع المتظاهرون اليوم المطالب التالية quot;الوقف الفوري والنهائي للحل الأمني ولاستخدام العنف في الشارع بحق المتظاهرين السلميين، والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم ومطالبهم بحرية كاملة وفق ما نصت عليه المادتان 25 و26 من الدستور ومعاقبة كل من أجرم بحق الشعب بمحاكمات عادلة، ومعلنة، وإيقاف التحريض والهجمة الإعلامية التي يشنها الإعلام المحلي على المواطنين المطالبين بالحرية، وعلى المثقفين والإعلاميين السوريين الذين أعلنوا مواقف أخلاقية ومبدئية من هذا الحراك الشعبي، والسماح للإعلام العربي والعالمي والمستقل بتغطية الأحداث في البلاد بحرية كاملة، لنقل الحدث على حقيقته، والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين كافةquot;.

وطالب quot;مثقفو سورياquot; quot;قوى المعارضة الوطنية في الداخل والخارج، والتي تنشط خارج حسابات وأجندات القوى الخارجية، بتوحيد صفوفها والخروج بتصور مشترك للدولة المدنية الديمقراطية التي نحلم بها جميعًاquot;.

يذكر أن اللقاء التشاوري للحوار الوطني في سوريا أعلن أمس الثلاثاء ان الحوار الذي يسعى النظام السوري الى اجرائه سيبدأ quot;بالسرعة الكليةquot;، علمًا ان الناشطين المعارضين للنظام قاطعوه.

وحرص المشاركون في بيان نشر بعد ثلاثة ايام من الاجتماعات التحضيرية التي اقيمت برعاية النظام على quot;ابقاء الاتصالات مع الأطراف والشخصيات الاجتماعية والقوى السياسية السورية في داخل الوطن وخارجه كافة للتحضير المشترك لمؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد فور اكمال هذه الاتصالات وبالسرعة الكليةquot; على ما نقلت وكالة سانا الرسمية للانباء.

وشارك عناصر في حزب البعث الحاكم منذ 1963 وشخصيات مستقلة وممثلون عن المجتمع المدني في اللقاء التشاوري الذي قاطعته المعارضة السورية. واكد المشاركون quot;ان الحوار هو الطريق الوحيد الذي يوصل البلاد الى إنهاء الأزمةquot; في اشارة الى حركة الاحتجاج غير المسبوقة التي يواجهها نظام الرئيس السوري بشار الاسد منذ 15 اذار/مارس.

ودعوا الى quot;الافراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأيquot; كما اوصوا quot;باطلاق سراح جميع الموقوفين خلال الاحداث الاخيرة ممن لم تثبت ادانتهم امام السلطات القضائيةquot;. وتابع نص البيان quot;ان المعارضة جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوريquot;. وطالب المشاركون باقامة quot;دولة الحق والقانون والعدالة والمواطنة والتعددية والديموقراطيةquot;.

وبدأ اللقاء الاحد برعاية نائب الرئيس فاروق الشرع ومشاركة حوالي 200 شخص. وأدى القمع منذ إنطلاق الاحتجاجات في البلاد في 15 اذار/مارس الى مقتل اكثر من 1300 مدنيًا، فيما اعتقلت قوى الامن اكثر من 12 الف شخص بحسب منظمات غير حكومية.