ما زال المعتقلون الإسلاميون في المغرب ينتظرون حل ملفاتهم، بعدما دخلت مرحلة quot;الجمودquot;، إثر أحداث الشغب التي عرفها سجن الزاكي في سلا. ورغم أن عددًا منهم يعلّق الآمال على المناسبات الدينية والوطنية المقبلة من أجل الاستفادة من العفو، إلا أن المراقبين ليسوا متفائلين بالمستقبل، خاصة أنه ليس هناك أي مؤشرات تظهر قرب حل هذا الملف.


المعتقلون الإسلاميون في المغرب ينتظرون حل ملفاتهم

الدار البيضاء: قال مصطفى الرميد، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، إن quot;الملف ما زال على حاله، ويبدو أن الدولة لا تريد حلهquot;، مشيرًا إلى أنه quot;كانت هناك إشارات، لكنها ظلت غير كافيةquot;.

وأضاف مصطفى الرميد، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;نحن ليس لدينا أي اتصال أو إشارة من طرف أي جهة، وهناك تصميم على أن يظل الملف مغلقًا، وإذا كانت هناك خطوة من أجل فتحه فإنها ستكون خجولة، كما حدث في المرة السابقة عندما جرى الإفراج عن معتقلين، من بينهم محمد الفيزازي، وعبد الكريم الشاذليquot;.

وقال رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان quot;نحن نريد أن يشمل الإفراج أكبر عدد ممكن من المعتقلين الإسلاميينquot;، مبرزًا أن quot;رسالة الفيزازي استلهمت عناصرها من العناصر التي تقدم بها منتدى الكرامة لحقوق الإنسانquot;.

وأوضح مصطفى الرميد أنه quot;من المؤسف أن لا تستجيب الدولة لهذا الملف، علمًا أن موقفها هذا سيزيد الأمور تعقيدًا، ويرفع مستوى التوتر داخل السجونquot;.

من جانبه، وجّه محمد الفيزازي رسالة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، جاء فيها أن quot;ملفات ما يسمى بالسلفية الجهادية كثيرة ومتنوعة، ولا يمكن جعلها قضية واحدة، حتى ولو صنفت قضائيًا تحت مسمى واحد ألا وهو مسمى (الإرهاب). وانطلاقا من معرفتي الدقيقة بحقيقة جل هذه الملفات، وذلك بوصفي أحد المفترى عليهم في هذا الملف نفسه، وقد قضيت ما يناهز ثمان سنوات من السجن الظالم إلى أن تدخلتم وأصدرتم أمركم المطاع بالإفراج عني وعن آخرين، يوم 14 ndash; 04 ndash; 2011، وهو ما أسعد عددًا غير قليل من أبناء شعبكم الذي استبشر خيرًا بالمزيد على طريق حل هذه المعضلة نهائيًاquot;.

وأضاف quot;هذا المكث الطويل في السجن مكنني من الاختلاط بمعتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية، ومن المعرفة الكاملة بمختلف الأفكار الرائجة بين هؤلاء المعتقلين، وأيقنت اليقين التام بأن منهم مظلومين كثرًا يستصرخونكم من أجل إنقاذهم من غيابات السجن، وأنهم متعطشون إلى العودة إلى مجتمعهم الذي اشتاق إليهم واشتاقوا إليه... كل هذا يؤهلني للتقدم بين يديكم بهذه المبادرة التصالحية، علمًا مني أنكم أهل رحمة ورأفة على الضعفاء من أبناء شعبكم الذين ليس لهم إلا أنتم بعد الله تعالى.

وتابع quot;إن ما أعنيه بتعدد الملفات في هذا الخصوص ليس بالنظر إلى ما تمت المحاكمات من أجله، حيث تعدد الخلايا والنوايا متراكمة ومتراكبة كيفما اتفق... إنما أعنيه هو قناعة كثير من هؤلاء المعتقلين بنبذ العنف، والاعتراف بمكونات الأمة المغربية، والاستعداد الفعلي للانخراط في مشروع الإصلاح العظيم الذي توليتم قيادته بأيديكم، لا سيما وأن هذا الوطن محتاج الآن وأكثر من أي وقت مضى كل فرد من أبنائهquot;.