بدأ صبرالثوار الليبيين ينفد في ظلعدم قدرتهم على السيطرة على بني وليد التي تعتبر منآخر معاقلالقذافي.


مقاتلو المجلس الانتقالي يتحضرون لخوض اخر معركة مع فلول القذافي

قرب بني وليد: quot;ضاق ذرعنا بالانتظار، اننا على يقين بقدرتنا على السيطرة على بني وليدquot;، على ما قال رمضان خالد احد مقاتلي النظام الليبي الذي يؤكد ورفاقه على انهم يريدون بدء الهجوم على معقل انصار العقيد معمر القذافي غداة الهجوم على سرت، المعقل الاخر للزعيم quot;المخلوعquot;.

واوضح خالد الذي يبلغ 23 من العمر وهو يحتمي بحائط من القرميد الاحد quot;نحن هنا منذ 20 يوما، نريد دخول بني وليد، على غرار المقاتلين الاخرين الذين بدأوا يسيطرون على سرتquot;.

ويحاول المقاتلون المعارضون للقذافي على جبهة بني وليد الواقعة على بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس الاحتماء من طلقات الصواريخ والمدفعية الكثيفة الواردة من جهة انصار القذافي في التحصينات المهجورة لكنهم يؤكدون انهم ينتظرون بفارغ الصبر الاوامر بمهاجمة المدينة.

والاحد بدأت الاستعدادات لتقدم كبير نحو سرت. واتجه مقاتلون على متن شاحنات البيك اب الى خط الجبهة هاتفين quot;الله اكبر!quot; فيما نشرت ست دبابات على الاقل من صنع سوفياتي في المنطقة الصحراوية الشاسعة.

وقال المقاتل وليد دوما الذي يبلغ 25 عاما quot;اننا مستعدون! لدينا الرجال والعتاد والصلاة. انا فخور بما يحثل في سرت وانا واثق ان الامر هنا سيكون مماثلاquot; فيما جلس القرفصاء مقابل حائط واضعا رشاشه بين ساقيه محاولا الاحتماء من قذائف انصار القذافي.

وما زال انصار النظام المخلوع يثابرون على القتال ويردون بانتظام على نيران الثوار الذين يستخدمون قاذفات صواريخ على متن شاحنات بيك-اب والمدفعية والرشاشات لاستهداف المدينة.

غير ان عمر المختار الذي يقود مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا اوضح لفرانس برس انه يحاول احتواء اندفاع رجاله لشن هجوم على بني وليد ما ان تسقط سرت. وقال quot;اننا نتجمع ونستعد. لن نهاجم قبل انتهاء العمليات في سرتquot;.

لكن بني وليد تشكل تحديا اضافيا، حيث قد يكون نجل القذافي سيف الاسلام مرابطا فيها. وقال عمر المختار quot;نعلم انه هنا..ونعلم مكانه تماماquot;، فيما هوت خلفه صواريخ اطلقت من المدينة وهبطت في الرمال او اخترقت الجدران.

في السماء حلقت طائرات صاخبة تعود على الارجح للحلف الاطلسي. ويتناقش المقاتلون في اثناء تناول طبق من الارز ولحم الضأن ومشاطرة زجاجات المياه تحت حرارة ما زالت حارقة بالرغم من بدء الخريف.

في غضون ذلك،تقضي سيدة أميركية ايامها محاصرة في مسجد ليبي وذلك مع استمرار معارك سرت.

انها اميركية حامل في الشهر الثالث ونشات في ايلينوي ولا تعرف كيف انتهى بها الوضع هي وزوجها الليبي في مسجد على خط القتال في مسقط رأس العقيد القذافي في سرت.

وقالت الاميركية الاحد quot;اريد ان اخرج من هنا، انه مكان خطيرquot; في الوقت الذي قصفت طائرات حلف شمال الاطلسي المدينة بعد يوم من انخراط مقاتلو النظام الجديد في معارك دامية بالشوارع مع القوات الموالية للقذافي.

وتستمر معارك الشوارع في الجانب الشرقي من المدينة غير ان المقاتلين انسحبوا من القسم الغربي الى جسر على بعد مئة متر من المسجد.

ولجأت الاميركية فضلا عن 150 شخص اخرين الى المسجد طلبا للامان.

ومع ان الاميركية كشفت عن اسمها الا انها طلبت عدم نشره، وقالت انهم تركوا بلدة تاورغاء -- حيث كانت تعيش وزوجها وثلاثة اطفال -- في اذار/مارس هربا من غارات الحلف الاطلسي.

ويتهم سكان مدينة مصراتة سكان تاورغاء القريبة بلعب دور رئيسي في الحصار الذي استمر شهورا على مصراتة، التي تمكنت من الصمود امام قوات القذافي وان قتل 1400 من ابنائها.

ومع تقدم المقاتلين الموالين للمجلس الوطني الانتقالي نحو سرت في اواخر الصيف هرب من بقى في تاورغاء.

ويقول الكثير من ابناء مصراتة انهم لن يسمحوا ابدا لجيرانهم بالعودة، اذ يتهمونهم بموجة من اعمال القتل والاغتصاب.

وتعتبر تاورغاء البلدة الوحيدة على الساحل الليبي حيث غالبية السكان من ذوي البشرة السمراء مثل الافارقة من منطقة جنوب الصحراء.

وباتت البلدة الان مجهورة الان حيث تفرق سكانها وعددهم 25 الفا في انحاء البلاد اذ يخشون من هجمات انتقامية من جانب مقاتلي المجلس الانتقالي الذي يسيطر الان على كافة انحاء البلاد باستثناء سرت وبني وليد.

وفي مسجد الامام مالك على طرف سرت تجد الاميركية بين قلة من ذوي البشرة البيضاء في المجموعة المحتمية بالمسجد منذ اسبوع بعد ان امضت شهورا داخل المدينة.

وينام الرجال ويتسامرون في المسجد نفسه بينما تعيش النساء والاطفال في مساحة ضيقة ببناية من طابق واحد ملحقة بالمسجد.

وتقول الاميركية ان والدها ليبي وانها التقت زوجها بينما كان يعمل في الولايات المتحدة حيث قررا الانتقال للعيش في ليبيا واستقرا في مسقط رأسه بتاورغاء.

وحينما فروا من بيتهم لم يتمكنوا سوى من حمل متاع قليل معهم، ونسوا جوازات سفرهم الاميركية في عجلة الهرب.

وليس هناك امل كبير في استعادة الجوازات حيث تعرضت الكثير من البيوت في تاورغاء للنهب بالاضافة الى الخطر الذي يواجهونه اذا حاولوا العودة.

ولا يبدو ان المرأة على دراية كثيرا بما يدور في ليبيا منذ بدأت الانتفاضة ضد القذافي في شباط/فبراير، بينما اعربت عن تشككها حينما قيل لها ان المجلس الانتقالي يسيطر الان على العاصمة طرابلس.

وتقول ان quot;الثوار يعاملوننا معاملة حسنةquot;، حيث يحمل لهم المقاتلون -- وجميعهم من مصراتة -- ممن على الجبهة القريبة الماء والغذاء، ويتلقون المساعدات الطبية من سيارات الاسعاف المتوقفة تحت الجسر لنقل جرحى المعركة الى مستشفيات ميدانية.

وتقول هي وزوجها انهم يريدون الذهاب للعيش مع اقارب لهم في جنوب ليبيا ولكنها لا تعرف كيف سيتمكنون من الوصول الى هناك مع عدم وجود وسيلة لنقلهم.

وفي النهاية يخططون للعودة الى الولايات المتحدة والبقاء فيها لحين تستقر الامور في ليبيا قبل ان يعودوا الى تاورغاء يوما. وتضيف quot;حينما ننعم بالسلام والهدوء سنعودquot;.