واشنطن: لوحت طهران بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي كسلاح رادع في مواجهة العقوبات الغربية لكن ليس لديها لا الرغبة ولا المصلحة بحرمان نفسها من طريق امدادات حيوي للبلاد كما يرى الخبراء.

وفي هذا الاتجاه، اعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الخميس ان ايران لم تحاول يوما في تاريخها إغلاق مضيق هرمز الذي يعبر من خلاله قسم كبير من النفط العالمي.

وكان المضيق الذي يعبر خلاله 35% من النفط العالمي منذ مطلع كانون الثاني/يناير محور صراع القوة بين ايران والولايات المتحدة التي تشن حملة لتشديد العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وتصعد ايران لهجتها في بعض الاحيان ثم تخفف منها مكررة القول فيما كانت تجري مناورات بحرية، ان لديها القدرة على إغلاق مضيق هرمز الذي يبلغ عرضه فقط 28 ميلا بحريا (58 كلم) في النقطة الاضيق فيه.

ويقول مايكل ايسنستات الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى ان quot;ايران تشعر بان الولايات المتحدة وحلفائها اعلنوا حربا اقتصادية عليها وان النظام في خطرquot;. ويضيف ان quot;قدرة ايران على تصدير النفط شكلت على الدوام خطا احمر بالنسبة اليهاquot;.

وصعدت طهران من مواقفها وهددت بالرد على اغتيال احد علمائها الضالع في برنامجها النووي كما قال ايسنستات خلال مؤتمر في مجلس الاطلسي. واضاف quot;لكن من جهة اخرى ابدت ايران استعدادها لاستئناف المفاوضات مع مجموعة 5+1quot; ما يعني بالنسبة للخبير quot;انها لا تريد تصعيدا كما يبدوquot;.

وقد اعلن عدة مسؤولين ايرانيين كبار في الايام الماضية ان البلاد مستعدة لاستئناف quot;مفاوضات جديةquot; حول الملف النووي مع مجموعة 5+1 التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا والمتوقفة منذ سنة.

ومن المرتقب ان يقرر الاتحاد الاوروبي الاثنين مجموعة جديدة من العقوبات في 23 كانون الثاني/يناير بعد الاعلان عن اطلاق انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في موقع فوردو فيما شددت واشنطن العقوبات على القطاع المالي الايراني.

من جهته يرى بروس ريدل الخبير في معهد بروكينغز والموظف السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ان شبح إغلاق مضيق هرمز تلوح به طهران بطريقة quot;متعمدةquot; لتوجيه رسالة الى الغربيين.

وذكر بان الايرانيين يمكنهم توجيه ضربات بشكل اخر، عبر اطلاق صواريخ على مدن او مراكز تكرير نفط على الجانب الاخر من الخليج او عبر دعم مجموعات ارهابية يمكن ان تضرب في تايلاند او لبنان او حتى في الولايات المتحدة.

واعتبر انه من السهل ايضا للايرانيين تعقيد الامور بالنسبة للاميركيين في افغانستان، الدولة المجاورة. وحذر ريدل بالقول quot;اذا كان هناك دولة ثانية (بعد باكستان) توفر ملاذا آمنا للمتمردين، فان فرص النجاح معدومة عملياquot;.

وبالنسبة اليه فان الامور واضحة quot;هم ليسوا بحاجة لإغلاق مضيق هرمز ليتاكدوا من ان سعر الوقود في الولايات المتحدة سيسجل ارتفاعا كبيراquot; رغم ان دولا اخرى مثل السعودية ابدت استعدادا لتعويض النقص في العرض في حال فرض حظر.

وقد سجل برميل النفط ارتفاعا الاربعاء عند الفتح في نيويورك. ورأى مايكل ايسنستات ان quot;هناك عدة اسباب لكي لا تقوم طهران بإغلاق مضيق هرمز طالما يمكنها مواصلة تصدير النفط. وطالما ان البلاد تستورد كل منتجاتها عبر الخليجquot;.

وايران، ثاني منتج للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) لا تملك قدرات تكرير النفط وبالتالي مرغمة على استيراد الوقود والمنتجات النفطية. وقال ايسنستات ان الايرانيين quot;سيضرون بانفسهم في حال قررواquot; إغلاق المضيق.

ويشاطره هذا الرأي مارك غونزيغر م مركز تقييم الاستراتيجية والموازنة ان quot;إغلاق المضيق سيقطع الامدادات في الاتجاهينquot;. واضاف quot;انا شخصيا لا اخذ على محمل الجد (التهديدات بالإغلاق) لكن يجب ان ناخذ على محمل الجد طموحهم لامتلاك وسائل جديدةquot; لمنع الجيش الاميركي من السيطرة على المضيق في المستقبل.

ويتفق كل الخبراء في المقابل على نقطة هي ان عدم وجود اتصالات مباشرة بين واشنطن وطهران او قيام قائد ايراني بعمل معزول لا يبعدان مخاطر حصول تصعيد.