في مواقف روسية غير مسبوقة، أكد مسؤول روسي أن حكومة دمشق غير قادرة على أداء مهامها اليومية، بينما التقت كلينتون لافروف والإبراهيمي في اجتماع ثلاثي لبحث الأزمة السورية، من دون أن يرشح عن الاجتماع أي قرارات مهمة.


موسكو: قال فلاديمير فاسيلييف، نائب رئيس الدوما (مجلس النواب) الروسي، إن الحكومة السورية quot;عاجزة عن أداء واجباتها والقيام بمهماتها،quot; في تصريحات نقلتها وكالة quot;انترفاكسquot; الروسية للأنباء. وتعتبر هذه التصريحات قوية من الحليف الأبرز الداعم لنظام بشار الأسد.

وأضاف فاسيلييف quot;أن موسكو أرادت توفير ظروف تسمح لقوى الأمن داخل سوريا بالسيطرة على الأوضاع، ولكنه استطرد بالقول: quot;تأثير نفوذنا على القيادة السورية محدودquot;.

وقال متابعون إن تصريحات فاسيلييف تعتبر مؤشرًا إضافيًا إلى سعي روسيا، التي سبق أن أجهضت عدة محاولات في مجلس الأمن لإصدار قرار ضد النظام السوري، إلى النأي بنفسها عن الأسد الذي بات يواجه ضغوطات عسكرية وسياسية كبيرة في معركته مع المعارضة.

اجتماع ثلاثي بشأن سوريا

كما تأتي التصريحات بعد إعلان مسؤول أميركي أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وافقت على دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، للانضمام إلى اجتماع ثلاثي بشأن سوريا. والتقت وزيرة الخارجية الخميس في دبلن نظيرها الروسي سيرغي لافروف والابراهيمي من دون الخروج بأي quot;قرار مثيرquot; حول الازمة السورية على قول الابراهيمي.

وصرح الموفد الدولي للصحافيين اثر الاجتماع quot;لم نتخذ اي قرار مثير، لكنني اعتقد اننا توافقنا على أن الوضع سيىء وأن علينا مواصلة العمل معًا لنرى كيفية ايجاد سبل لوضع المشكلات تحت السيطرة قبل معالجتها اذا امكن ذلكquot;.

ويأتي اللقاء الثلاثي بينما تزداد المؤشرات الى تغيير في موقف موسكو بما يمكن أن يشكل اساساً لتفاهم حول مخرج للازمة برعاية دولية. ويترافق ذلك مع التطورات الميدانية التي تشير الى تقدم قوات المعارضة في معارك دمشق وريفها.

وكان مصدر ديبلوماسي غربي افاد بأن كلينتون ولافروف سيتحدثان، خلال اجتماعهما الثنائي، عن خطة أو تفاهم مشترك على كيفية المضي قدماً، انطلاقاً من العرض الذي سبق أن قدمه الابراهيمي امام الجمعية العامة للامم المتحدة ودعا فيه الى البحث عن مخرج على اساس التوافق الذي تم التوصل اليه في جنيف في آخر حزيران (يونيو) الماضي. وأشار المصدر إلى أن بعض التغيير على الأقل ربما يأتي من جانب روسيا.

جهود للبدء بالإنتقال السياسي

وكانت كلينتون قالت للصحافيين قبل دقائق من بدء الاجتماع الثلاثي quot;بذلنا جهوداً كبيرة للعمل مع روسيا بهدف وقف اراقة الدماء في سوريا والبدء بانتقال سياسيquot;. وفي واشنطن، تحدث مسؤول في وزارة الخارجية عن quot;محادثات مثمرةquot; بين كلينتون ولافروف والابراهيمي quot;تركزت على دعم فعلي للمرحلة الانتقاليةquot; في سوريا.

وقبلت الوزيرة الاميركية التي تنهي جولتها الـ38 في اوروبا منذ 2009 بمحطة في ايرلندا بعقد هذا الاجتماع فيما تثير تطورات النزاع السوري قلقًا متزايدًا لدى المجموعة الدولية التي تخشى خصوصًا استخدام نظام الرئيس السوري بشار الاسد اسلحة كيميائية ضد المعارضة المسلحة.

وقد أعلن مسؤول أميركي آخر أن دمشق باشرت تجميع المكونات الكيميائية الضرورية لصنع غاز السارين. وبحثت كلينتون ولافروف خلال لقاء ثنائي الخميس في دور الاخضر الابراهيمي، بحسب ما ذكر المسؤول الاميركي.

خط أحمر!

وقال إن كلاً منهما quot;يكن احترامًا كبيرًا لمهمته ويرغب في دعمهاquot;. واضاف انهما تحدثا عن quot;ضرورة مواصلة توجيه رسائل حول الخط الاحمر الذي يجب عدم تجاوزه والطابع غير المقبول لأي استخدام او فقدان للسيطرة على الاسلحة الكيميائيةquot;.

يشار الى ان موسكو ومعها الصين، لا تزال تدعم الاسد وقد عرقلت مشاريع قرارات في مجلس الامن الدولي تدين نظامه. وحاولت الولايات المتحدة اقناع روسيا باستخدام نفوذها لدى الرئيس الاسد لاقناعه بالتنحي.

وكررت كلينتون الاربعاء في بروكسل التعبير عن رغبتها في زيادة المساعدة للمعارضة السورية المنضوية الان ضمن الائتلاف الوطني السوري. واقتصرت المساعدات الاميركية للمعارضة السورية المسلحة حتى الآن على المساعدات الانسانية والعسكرية غير القاتلة، ورفضت واشنطن رسميًا حتى الآن ارسال اسلحة.

وقالت كلينتون بعد اجتماع حلف شمال الاطلسي في بروكسل quot;قلقنا هو ان يلجأ نظام الرئيس الاسد الى الاسلحة الكيميائية او أن يفقد السيطرة عليها وتقع في ايدي احدى المجموعات الكثيرة التي تنشط حاليًا في سورياquot;.

وحضت النظام السوري على quot;المشاركة في انتقال سياسي ووقف العنف ضد شعبهquot;. وتابعت كلينتون quot;نرغب في أن يقوم بذلك لاننا نعتقد كما تعلمون أن سقوطه حتمي. السؤال الوحيد هو: كم من الناس سيسقطون الى حين حصول ذلكquot;.