أحيا اللبنانيون الذكرى السابعة لاغتيال رفيق الحريري

أكد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري أن الشعب السوري سينتصر رغم هول المجازر، مشددًا على أن النظام السوري آيل نحو السقوط، وفي سياق آخر دعا الحريري حزب الله إلى اعتماد مقاربة جديدة في موضوع المحكمة الدولية.


دعا رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري إلى مقاربة جديدة في موضوع المحكمة الخاصة باغتيال والده رفيق الحريري.

وقال الحريري إن quot;الشعب يريد الحرية والسيادة والاستقلال والعدالة، هذه كانت مبادؤناوما زالت في 14 آذار، وهذه مطالب الربيع في كل مكان، والأهم من هذه هي القيم والأفكار والطرحات التي قام عليها وجسّدها ولا يزال مشروع رفيق الحريريquot;.

وأشار الحريري خلال كلمة له في الذكرى السابعة لرحيل رفيق الحريري إلى أنه quot;في لبنان نلتقي مجددًا مع النموذج الذي أطلقناه قبل 7 سنوات، مع مطالب الثوار بالحرية والكرامة، فإما أن يقودنا ما يحصل في المنطقة إلى تحقيق ما تبقى من مطالبنا بالحرية أو يقودنا إلى الفتنة لا سمح الله، ومسؤوليتنا كلبنانيين وفي 14 آذار أن نمنع الفتنة لنذهب إلى الحرية والكرامةquot;.

وأكد الحريري أنه quot;يتحمّل كامل المسؤولية عن المرحلة السابقة، بحلوها ومرّها، ومسؤولية التنازل في مكان، ورفض التنازل في مكان آخر، مسؤولية قبول رئاسة الحكومة ومسؤولية الخروج منهاquot;، مضيفًا: quot;اليوم أنا أتحمّل أمامكم مسؤولية التضامن مع الشعب السوري وتأييد حقه في إقامة نظام ديمقراطي، وأنا مستعد لتحمّل كامل المسؤولية لمنع الفتنة بين اللبنانيين، ومنع الفتنة السنية الشيعية في لبنان، هذه مسؤولية تحمّلتها في السابق، وأتحمّلها أمامكم مجددًا اليومquot;.

ولفت الحريري إلى أنه quot;بعد 14 شباط 2005، انتصر دم رفيق الحريري ورفاقه على 30 عامًا من التسلط والاستبداد، ودخل لبنان منعطفًا سياسيًا جديدًا على وقع حدثين متلازمين: انسحاب القوات العسكرية للنظام السوري والإعلان عن بدء تحقيق دولي وقيام المحكمة الدولية للتحقيق في جرائم الاغتيال السياسي، واليوم ينتصر دم رفيق الحريري ورفاقه الشهداء مرة ثانية، وينتقل لبنان إلى منعطف سياسي جديد على وقع حدثين كبيرين، حدث الربيع العربي وبدء العد التنازلي لحكم الحزب الواحد في سوريا، وحدث العدالة في لبنان وصدور الاتهام من المحكمة الدوليةquot;.

ولفت إلى أن quot;لبنان واجه عمليات سيطرة على مراكز الدولة ومحاولات تعطيل المحكمة الدولية ومسار العدالة، وبدا أن لبنان سيقع من جديد ضحية فخ إقليمي وسياسات متهورة، تريد العودة به إلى زمن الهيمنة، وتعمل على محاصرة المكتسبات التي تحققت بعد 14 آذار، هذا الأمر توقف عند حدود الربيع العربي، وتحديدًا عند انتفاضة الشعب السوري الاستثنائية، ولن أبالغ في شيء إذا أكدت أن كل أشكال السياسات المتهورة لن تتمكن من العودة بلبنان إلى زمن التبعية والهيمنة، وأن المشهد العظيم الذي يرسمه الشعب السوري البطل سيشكل النهاية الحقيقية لهذا الزمن ورموزهquot;.

وفي الوضع السوري، أكد أن quot;الشعب السوري سينتصر بإذن الله، رغم هول المجازر والنظام السوري آيل نحو السقوط، نعيش لحظة انتقال تاريخي من زمن إلى آخر، وقيام نظام تعددي ديمقراطي في سوريا، سيشكل حصانة للتجربة الديمقراطية اللبنانية، واللبنانيون معنيون بفهم الأبعاد العميقة لهذا الانتقال، والتقاطع بين الديمقراطية اللبنانية والسوريةquot;.

وتابع: quot;انتصار الشعب السوري في معركة الديمقراطية يرسم خطًا مستقيمًا ومتوازنًا لعلاقات الثنائية بين البلدين، ويرتقي بالعلاقات إلى مستوى العلاقات المميزة الحقيقية بين بلدين جارين، يتعاونان، ليس بفعل استقواء القوي على الضعيف أو الكبير على الصغير، عكس المجلس الوطني السوري، وهذه المقاربة للعلاقات، وأيدينا ممدودة للتعاون مع المجلس، اليوم، لأن الثورة السورية ستنتصر لا محالة. رغم محاولة إخافة اللبنانيين من تداعيتهاquot;.

وتوجّه إلى المسيحيين في لبنان بالقول: quot;لمن يعتقدون أن إخوانهم السنة سيشعرون بفائض قوة وسيتجهون نحو التطرف، لهؤلاء نقول نحن تيار الاعتدال والعيش الواحد والمشاركة والتعددية، ونحن أهل الطائف والمناصفة التامة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان مهما كانت سورياquot;.

وتوجّه الحريري إلى الشيعة في لبنان بالقول: quot;يقولون إن انتصار الثورة السورية سيتحول هجومًا سنيًا عليكم لتجريدكم من سلاحكم وللثأر، نقول بوضوح إننا لا نحمّل إخوتنا الشيعة في لبنان أية مسؤوليةعن دماء رفيق الحريري، بل نعتبر دماءه دماءهم كما هي دماؤنا وكل اللبنانيين، ونحن اخترنا طريق العدالة، لا الثأر، وهي تسلك طريقها نحو محاسبة المسؤولين من دون تعميم المسؤولية، لا على فريق، ولا على طائفة، ولا على مجموعةquot;.

جعجع: الحكومة البائسة راحلة
في حين اعتبر رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع في كلمة له في الذكرى السابعة لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري أن quot;الجرائم والمجازر والفظائع، التي ترتكب بحق الأبرياء المناضلين في سوريا، توضع تحت شعار خدمة المقاومة والممانعة، كما جرى ويجري في لبنان أيضاً عند الحاجة. وأضاف:quot;فبئس هكذا مقاومة. وتباً لهكذا ممانعةquot;.

معتبرًا أنها quot;مقاومة في مواجهة الشعوب ومطالبها المحقة وفي مواجهة التغيير وتحقيق الحرية والكرامة والعدالة، وأنّها مقاومة في مواجهة قيام دولة فعلية في لبنانquot;، معتبرًا أنها quot;ممانعة لكل أمنٍ واستقرارٍ وعدالةٍ وبنيانٍ وإنماءٍ وعمرانٍ واقتصادٍ وحداثةٍ وتقدّمٍ وتطوّر، ومقاومة وممانعة لحق الشعوب في عيش حياتها، وتحقيق ذواتها، ورسم مستقبلها، ومقاومة وممانعة تدكّ المدن والقرى وتقتل الأطفال والنساءquot;.

ووصف جعجع المقاومة بأنّها quot;الاحتلال بحد ذاته لإرادتنا، وأمانينا، وتطلّعاتنا وأحلامنا، من الأشرفية إلى حمص، ومن كمال جنبلاط إلى محمد البوعزيزي، والطفل حمزة الخطيب إنسانٌ واحد، قضيّة واحدة، في كل زمان ومكان، وكما انتصرت في نهاية المطاف الأشرفية، وطرابلس، وعاليه، وزحلة، وتونس، والقاهرة، وبنغازي، هكذا ستنتصر حمص، وحماه، وإدلب، ودير الزور ودرعاquot;.

ودعا جعجع quot;العالم بأجمعه، خصوصاً دول المنطقة، إلى بذل كلّ الجهود وفعل كلّ ما يلزم لوقف القصف والقتل وإراقة الدماء في سوريا، وترك شعبها يقرر مصيره بنفسه، بكلّ حريّة وكرامة، إنّه أبسط ما يمكن أن نطالب به للإنسان في القرن الحادي والعشرين في سوريا أو في غير سورياquot;.

واعتبر quot;انّ الدماء التي تسيل اليوم في سوريا تحاكي دماء رفيق الحريري، وسائر شهداء ثورة الأرز، سعياً إلى الحرية والديمقراطية والكرامة، وكسراً لنير العبودية والتسلط والديكتاتوريةquot;، موجهاً تحية إلى المدن السورية.

وأكّد جعجع أنه quot;اذا أصبحت سوريا حرّة، تعددية، ديمقراطية، تحترم الجيرة، كما ورد في الرسالة المفتوحة، التي وجّهها المجلس الوطني السوري إلى اللبنانيين، فهذا يعني تلقائيّاً لبنان مستقراً، وحدوداً مرسّمةً، وسلاحاً شرعيّاً حصريّاً، ووقفاً لتصدير التطرّف والإرهاب من كلّ الأنواع والأجناسquot;.

مشيرًا إلى أنّ quot;نظاماً ديمقراطياً حرّاً في سوريا، هو خير دعم لاستقلال لبنان، وهو فرصة حقيقية لطيّ الصفحات السود، التي سطّرها النظام الحالي في تاريخ البلدين، وهو ضمانة quot;أخوّة وتعاون وتنسيقquot; حقيقي ندّي وجدّي بين البلدين، وهو حتمية تاريخية لمصلحة سوريا ولبنان ودول المنطقة كافةًquot;.

وأشار جعجع إلى أنه quot;في القداس الأخير لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية، وصف البطريرك مار نصر الله بطرس صفير أيّامنا الحالية بالبائسة. وكالعادة أصابquot;، معتبرًا أنها quot;حكومة بائسة، معارك بائسة، يختلط فيها الحابل بالنابل، فلا تدري من مع من، ومن ضد منquot;.

معتبرًا أنه quot;أداء بائس قلّما شهدنا له نظيراً في تاريخنا الحديث، وخطاب سياسي بائس إشمأزّ منه البؤس، ولغة ساقطة أكثر من بائسة، ومنطق بائس لا يطعم خبزاً، ولا يروي غليلاًquot;، لافتًا إلى أنها quot;صراعات بائسة على كلّ شيء، على المغانم والمناصب والحصص والصلاحيات، منافسة بائسة حتّى على الفساد، وزراء بائسون يغطّون الفضائح بالشعارات، والشعارات بالأكاذيب، والأكاذيب بالمزايدات، والمزايدات بالهروبنحو الأمام. حتّى البؤس أضحى أكثر بؤساً وتعتيراًquot;.

ورأى أنه quot;زمن الجياع المزمنين، الذين يتسابقون لالتهام كلّ ما تصل إليه أيديهم على موائد الحكومة والوزارات والمؤسسات، وكأّنّهم راحلون غداً، وإنّهم غداً لراحلون، إنّهم راحلون مع من سيرحل أو ربّما سبقوهquot;.

وقالquot;ملأتم أنوفنا بروائح السمسرات والفضائح، وأرهقتم ما تبقّى من اقتصادنا، وعطّلتم ما تبقّى من دولتنا، وشوّهتم ما عمل الكثير من أجيالنا على صقله صورةً للبنان، وقزّمتم مفهوم سيادتنا، وقلّصتم مساحة وطننا في المحافل العربية والدولية، لكم حساباتكم المالية، والشخصية، والبروتوكولية، والسلطوية، والانتخابية، ولنا حساباتنا الوطنية الكبرىquot;.

وتوجّه جعجع إلى quot;حزب اللهquot; فقال: quot;كفانا قمصاناً سوداء، دقّت ساعة الحرية والديمقراطية والدولة السويّة في المنطقة، فلا تخطئوا الحسابquot;، مشيرًا إلى أنه quot;أنتم شركاء أعزّاء، فلماذا تصرّون على إقصاء أنفسكم بأنفسكم عن بقية اللبنانيين؟quot;، مؤكدًا أنه quot;لا مستقبل لأي سلاحٍ غير شرعي، ولا مستقبل لأي دويلة، ولا مستقبل إلاّ للبنان سيّد حرّ مستقل، لا لولاية من هنا، ولا لمحور من هناكquot;.

وشدد جعجع على أن quot;الحكومة اللبنانية الحالية هي حكومة غريبة الأطوار، تسير عكس المسار الديمقراطي الطبيعي للمنطقة، وعكس المسار التاريخي للبنان، إنّها حكومة الموت السريري، تنضح شللاً وعتمةً وفساداً وهدراً وابتزازاً وتلاعباً بأمنكم ومستقبلكم، وحكومة الفضائح، تفوح منها كلّ يوم روائح المازوت، وصفقات الكهرباء، وملهاة الأجور ومأساة التعييناتquot;.

واعتبر أن quot;الأدهى من هذا كلّه أنّه، وفي الوقت الذي يرفض ضباط وعناصر من الجيش السوري نفسه تنفيذ أوامر نظامهم، نجد بعض من في هذه الحكومة وبعض إداراتها يتسابقون لتلبية رغبات النظام وطلباته، ولو وصلت إلى حد مطاردة الأبرياء واللاجئين والنازحين والمشرّدين الهاربين من جحيم الأحداث في سورياquot;.

مشيراً إلى أن quot;كلّ يوم إضافي في عمر هذه الحكومة هو عام بالناقص من عمر لبنان الوطن، من عمر لبنان الحرية، ومن عمر لبنان الاقتصاد. إنّ هذه الحكومة تتخبّط في اتجاهات كثيرة، لكنّ المطلوب واحد فقط، وهو الرحيل ثمّ الرحيل ثمّ الرحيلquot;.

ورأى quot;أنّ كلّ ما يجري في المنطقة يؤكّد صوابية مشروع ثورة الأرز وطروحاتها، ويعطي شهداءنا حقّهم ولو متأخّراًquot;، مشيرًا إلى أنّ quot;كلّ ما يجري في المنطقة يعتبر انتصاراً للبنان الرسالة، الذي احتضن في جباله الوعرة بذور الحرية في الشرق منذ فجر التاريخ، لذلك تؤلمنا جدّاً بعض الأصوات اللبنانية النشاز، التي تنطلق من حينٍ إلى آخر، على الطلب، طاعنة معنى وجود لبنان في الصميم، وضاربة بعرض الحائط تاريخنا وتقاليدنا وكلّ المبادئ والقيم، التي قام على أساسها لبنان. لكنّ الروائح النتنة، على نتانتها، لم تتمكّن يوماً من إفساد الهواءquot;.

وأكد أن quot;ثورة الأرز، التي خطّت تاريخاً جديداً للبنان، لن يقوى قلمٌ مريضٌ على شطبها من التاريخquot;.

لمشاهدة الكلمة عبر يوتيوب:

عدوان: حكومة الأمر الواقع بدأت تتلاشى ورهاناتنا بقيت صحيحة
من جهته شدّد عضو كتلة quot;القوات اللبنانيةquot; جورج عدوان على أن quot;دماء الشهداء لم تذهب هدراًquot;. وقال لمحطة quot;أخبار المستقبلquot; على هامش مشاركته في احتفال quot;بيالquot;: quot;اليوم نشهد تثبيت المحكمة وصدور قرار اتهامي، ونشهد في العالم العربي انتفاضة حريات، كما بدأ الربيع يزهر في لبنان بالحريةquot;.

وتوجّه عدوان إلى اللبنانيين بالقول: quot;إن عيشكم المشترك تحقق اليوم، وأثبتت الأيام أن الانقلاب بدأ يتلاشى، وحكومة الأمر الواقع بدأت تتلاشى، وسنذهب إلى بناء الدولة، ورهاناتنا بقيت صحيحةquot;، لافتاً إلى أن quot;التركيز في كلمة quot;القوات اللبنانيةquot; خلال الإحتفال سيكون على التضحيات التي أثمرتquot;. وختم بالقول: quot;نحن إلى جانب الشعوب التي انتفضتquot;.

الجميّل: الحكومة تعطّل نفسها
بينما رأى رئيس حزب quot;الكتائب اللبنانيةquot;أمين الجميل أن quot;غداً يطلّ القرار الإتهامي ويتم إحقاق الحقquot;، معتبرًا أنه quot;عندما يعود كل شهيد... يعود معه الشهداء، ويرجع بيار (الجميل) وأنطوان (غانم) وسمير (قصير) ووليد (عيدو) وباسل (فليحان) وكل الشهداء الذين سقطوا إلى جانب هؤلاء الأبطالquot;.

وقال: quot;في السنوات الماضية، أحيينا ذكرى غياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري. أما هذه السنة فنحتفل بعودته، نعم بعودته، فهو عاد مع انتشار الثورات العربية، مع تجديد مفهوم لبنان أولاً، وعاد مع القرار الإتهاميquot;، مضيفًا: quot;فيما يتجلى الإتهام، لا نزال نترقب التحقيق بجرائم قتل كل الشهداء، وبينهم بيار (الجميل) وأنطوان (غانم)، وإني على يقين أن أي قوة لا تستطيع أن توقف مسار المحكمة، فالأحكام ستصدر، والأقنعة ستسقط، والعدالة ستتحققquot;.

وتابع الجميل: quot;يا صديقي سعد (الحريري) يا تيار quot;المستقبلquot; يا رفاقنا وحلفاءنا في ثورة الأرز، معاً كنا وانتفضنا وتظاهرنا وقاومنا معاً ووحدنا الشعب معاً واضطُهدنا وسقط شهداؤنا وحرّرنا الأرض وساهمنا في إطلاق المحكمة الدولية (الخاصة بلبنان) وثبّتنا أساس الميثاق الجديد ومعاً سنبقىquot;. وأردف: quot;سنبقى أوفياء لشعب ساحة الحرية ولبنان الواحد وروح الشهداء، وأوفياء لمبدأ الثواب والعقاب ومبادئ ثورة الأرز ولبنان الحر السيد المستقلquot;.

وإذ أكد أن quot;ثورة الأرز هي ثورة كل اللبنانيين المؤمنين بسيادة لبنان والدولة القوية وهي ثورة كل اللبنانيين المؤمنين بمشروع الدولة القوية ودور المرأةquot;، شدد الجميل على أن quot;لبنان فوق كل الصراعات، وإلى جانب نهضة الشعوب العربية وحقوق الإنسانquot;.

وأضاف: quot;طوال 30 عاماً تواطأ العديد من القوى والدول على لبنان وكيانه ودولته ورئاسته وجيشه ونظامه الديمقراطي وتجربة عيشه الفريدة، حاولوا وما أكثرهم أن يخلقوا لبنان يشبههم. أمّا اليوم فأقصى أمانيهم أن تشبه دولهم لبنان، ولقد إنتصرنا على الجميع، وبقينا هنا، بالصمود والمقاومة والعناد والإستشهاد والوعي والحكمة والدبلوماسية وأخيراً ثورة الأرزquot;، متابعًا: quot;ثورتنا غيّرت وجه لبنان، فاشتهته شعوب المنطقة، والتهب المشرق العربي بشعلة الحرية، ونحن تحررنا من جيوش وهي تحررت من أنظمة القمعquot;.

الجميل الذي قال: quot;الحرية ليست شعارًا، بل ممارسة، ومع بدء الثورات بدأنا نعرف لماذا حاولوا إجهاض ثورة الأرز، ولماذا اغتالوا قادتها، ويواصلون تهديد قادة جدد، واليوم بدأنا نعرف لماذا عملوا على ضرب الاستقرار وإسقاط الحكومة وتعطيل الدولةquot;، أضاف: quot;كانوا يخافون أن تصل عدوى ثورة الأرز إلى أنظمتهم وعدوى الديمقراطية إلى شعوبهم، ونسمات الحرية إلى الإنسان العربي، لكنها وصلت رسائل مدوية والبقية آتيةquot;.

وأردف: quot;على غرار ثورة الأرز نأمل أن تزهر ثورات العالم العربي وحدة وحرية واحترام حقوق الإنسان، وذلك بالمعنى الحقيقي لكل كلمة، لا أن تبقى شعارات، ونريد أن ينجح اللقاء بين الشعوب العربية والديمقراطية، ونريد اللقاء بين الثورات والحرية ونريد اللقاء بين العربي والعصرquot;.

معتبرًا أن quot;أي طرف يعطل اللقاءات يتحمّل المسؤولية أمام التاريخ والأجيالquot;، وقال: quot;لأننا نحرص على مصالحنا الوطنية والشعوب العربية أعلنت الشرعة التي التقت بأهدافها مع وثيقة الأزهر، والشرعة مساهمة عملية تتلاقى مع النهضة، فلا سلاح لدينا نصدّره، ولا مرتزقة نصدرهم، وأساساً ليس هذا دور لبنان، فدورنا الفكر والقيم والمثال، وهنا يجب أن نقتنع بأنه لا يجوز أن نقع في كل ما اتهمنا غيرنا بما قاموا به هم ضدنا، فقد عانينا من التدخل في شؤوننا وتهريب السلاح وتأليب كل فريق على آخر، وحتى على دولتهquot;.

إلى ذلك، قال الجميل: quot;بقدر ما نتعاطف ونؤيد الشعوب العربية، طالما إننا نؤمن بها وبالقدر نفسهفإن لا مصلحة للبنان في أي عنف سياسي واقتتال داخلي، فإن تدخلنا لا يؤثر على مجرى الصراع بين الأنظمة والشعوب، بل يؤثر على مستقبلنا وتجاربنا مرةquot;، لافتًا إلى أن quot;الشرعة التي قُدمت تجسد أماني الشعوب العربية التواقة إلى التحرر من كل أنواع التبعية، وهي أول الطريق من أجل استعادة كل حقوقنا المسلوبةquot;.

وأضاف: quot;إذا كان الحوار بين الأنظمة والثورات شبه مستحيل، أدعو النخب المؤمنة بالديمقراطية الى إطلاق حوار بين مختلف شرائح المجتمع، خصوصاً بعد إطلاق شيخ الأزهر (أحمد الطيب) هذه الوثيقةquot;. وتابع: quot;لبنان يبقى أرضاً مفتوحة لمثل هذه الحورات، ونحن مع الثورات لأنها مع الديمقراطية، ولسنا ضد الأنظمة لأنها تآمرت على لبنان، بل لأنها قامت بالتآمر على شعوبها، ونحن مصممون على مواصلة المسيرة من أجل الإنسانquot;.

وأضاف الجميل: quot;نجدد في ذكرى استشهاد الحريري ثورة الأرز لكي تحقق أحلام شعبها، وعلينا أن نبدأ من هنا ببناء الدولة والسيادة وتعزيز رسالة لبنان، من هنا نطالب بتنفيذ مقررات الحوار الوطني وحصر السلاح بالدولة وتفعيل المؤسسات وبحكومة تعمل على حل مشاكل الناس اليوميةquot;.

وقال: quot;الشعب يئن تحت وطأة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، فيما نرى الفساد يستشري من دون إصلاح، واللامبالاة تسود من دون تغييرquot;، مشيرًا إلى أن quot;الحكومة تعطل نفسها وتعطل شؤون الناس، ولا بد من تجديد اللقاء الوطني بين كل الذين يؤمنون بسيادة الدولة، يعيد الأكثرية إلى طبيعتها، ويعيد هذه الأكثرية إلى الحكم، لأنها هي المؤتمنة على الدولةquot;.

وسأل: quot;هل يمكن أن نؤيد الشعوب، ونبقي لبنان تحت سلطة السلاح، والزمن اللبناني تحت الثورة، والزمن اللبناني تحت التغيير فلنغيّرquot;. وتابع: quot;في ذكرى الحريري ورفاقه هذه لحظة تاريخية تُجدّد، ولا يجوز لمجتمع ضحّى من أجل الحريات أن لا يعيد لبنان إلى بلد ديمقراطي يفتخر به الشهداء والأحياءquot;.

وختم الجميل بالقول: quot;أنتم المراهنون على ثورة الأرز تحملون وعد الغد، أنتم رسالة الأرز إلى لبنان، ورسالة لبنان إلى العالم، وتجسدون صورة لبنان الموحد، وكنتم أول شعب في الشرق ينشئ دولة حديثة، وها أنتم تطلقون ثورة سلمية، عاشت دولتنا دولة الديمقراطية والتعددية وعاشت ثورة الحرية وعاش وطننا لبنانquot;.

حمادة: سيحضر الحريري هذه السنة تحقيق العدالة ورمي نظام آل الأسد في مزبلة التاريخ
وعلّق النائب مروان حمادة على مشاركته في الذكرى السابعة لاغتيالرفيق الحريري بالقول: quot;ينتابني الشعور في الذكرى بأن الإنتصار قريب جداً، وأن الرئيس رفيق الحريري سيحضر في هذه السنة تحقيق العدالة، واكتشاف ورمي نظام آل الأسد في مزبلة التاريخquot;.

وأضاف لمحطة quot;أخبار المستقبلquot;: quot;سيكون تبادل رسائل بين الثورة السورية وثورة الأرز ويداً بيد نكمل الربيع العربي، وسيكتمل في دمشق وبيروت، لتكون الديمقراطية كاملة، وما حلم به الرئيس رفيق الحريري يتحققquot;.

وتوجّه حمادة إلى روح الحريري بالقول :quot;إبتسم يا شيخ رفيق ساعة الحقيقة والحرية دقّتquot;، مؤكداً أن الحريري quot;سيكون مطمئناً إلى مصير الأمة والبلد من عليائهquot;.

المجلس الوطني السوري: نرفض علاقات مع لبنان تحت مسمى quot;شعب واحد في دولتينquot;
من جهته، أكد المجلس الوطني السوري في رسالة له تلاها منسق الأمانة العامة لـ14 آذار فارس سعيد في مجمع quot;البيالquot; في الذكرى السابعة لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، quot;تضامنه مع نضال قوى quot;ثورة الأرزquot; المستمر من أجل لبنان مستقل سيد وديمقراطيquot;.

واعتبر أن quot;نجاح قوى الرابع عشر من آذار في ربيع الـ 2005 في إخراج نظام الرئيس السوري بشار الأسد من لبنان وإسقاط نظام الوصاية شكل أول صفعة قاسية له ودعوه إلى البحث عن شرعيته لدى شعبهquot;، مشيرًا إلى أنه quot;سقط من ذلك التاريخ في اختبار نيل ثقة الشعب والحلم بتعويض شرعية الداخل بمشروع سوريا الإقليمي المستحيلquot;.

ورأى أن quot;بين لبنان وسوريا قضية مشتركة، فالديمقراطية في سوريا هي الدعامة لاستقلال لبنان وديمقراطيتهquot;، معتبرًا أن quot;الدولتان هما دعامة دولة الاستقلال الوطني في فلسطينquot;.

وأكد أن quot;سوريا ستقيم أفضل العلاقات مع لبنان بعد سقوط الأسد، وستطوي صفحات أليمةquot;، مشيرًا إلى أن quot;العلاقات ستكون بين دولتين مستقلتين سيدتين، علاقات أخوية على قاعدة أن بين الشعبين تاريخًا وحاضرًا ومستقبلاً مشتركًاquot;.

وشدد على أنه quot;لن توجد علاقات تحت مسمّى quot;شعب واحد في دولتينquot;، والذي استخدم في عهد الوصاية على لبنان، ولن تكون علاقات تدخلquot;، مشيرًا إلى quot;إعادة النظر في الاتفاقات والمواثيق الموقعة بين سوريا ولبنان في زمن الوصايةquot;.

وأكد المجلس أنه quot;ستنشأ علاقات دبلوماسية، وسيتم ترسيم الحدود ابتداء من مزارع شبعا، وسيلغى المجلس الأعلى اللبناني السوري، ويحقق في ملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين كي نطويه، ونعمل في الإطار الثنائي والعربيquot;، مشيرًا إلى quot;وجود قاعدة مصالح مشتركة ودور مشترك نؤديهquot;.

وشدد المجلس على أنه quot;لن يقبل ربط لبنان بمسار أزمة نظام الأسدquot;، مضيفًا: quot;النظام القاتل عندنا وعندكم سيسقطquot;.

في سياق متصل، أكدت رسالة المجلس على أن quot;الثورة مستمرة، رغم الدماء التي تراق كل يوم، حتى الانتصار القريبquot;.

ولفت المجلس إلى أن quot;سوريا منكوبة، لكن شعبها والثورة صامدان، والنظام سيسقط، وكلما أمعن في إراقة الدماء اقترب من القبرquot;، مشيرًا إلى quot;استناد الشعب السوري إلى دعم الدول العربية والدوليةquot;، ومؤكدًا أن quot;الروس والصينيين لن ينجحوا في تعطيل سيرنا إلى الأمام، وفي العودة إلى الحرب الباردة البائدة، لأن العالم باتت تسيّره قيم حقوق الإنسانquot;.

وأعرب عن quot;تضامن قوى المجلس مع قوى 14 آذار، وشكره لتضامنها معهquot;، وفي وجه إدعاءات نظام الأسد والداعمين له في لبنان، أكدquot;أن الثورة السورية التي تقاتل باللحم الحي ليست بحاجة إلى استخدام أرض لبنان ضد النظام القاتل، ولا تستخدمها بالفعلquot;، موضحًا أن quot;كل ما في الأمر أن هناك نازحين هربوا من النظام، وجرحى لا يطلبون سوى الطبابةquot;.

وشدد على أن quot;ما تريده الثورة لسوريا هي دولة مدنية تعددية ديمقراطية، لأن سوريا تستحق هذا المستقبلquot;، مؤكدًا على أنه quot;لا مكان للأحادية في سوريا، وأن الخوف على الأقليات خلقه نظام الأسدquot;.