لندن: طلبت رئيسة المجلس الوطني لـ quot;المقاومة الإيرانيةquot; مريم رجوي من 400 فرد من سكان مخيم اشرف للمعارضة الإيرانية بشمال بغداد الانتقال الى مخيم ليبرتي الجديد بالقرب من مطار بغداد الدولي خلال ايام قليلة في بادرة قالت انها تدلل على حسن النوايا.

وقال المجلس ان رجوي اكدت موافقة 400 من سكان مخيم أشرف البالغ عددهم 3400 شخصا على الانتقال إلى مخيم ليبرتي في أول وقت ممكن. واشار المجلس في بيان من مقره في باريس تلقته quot;ايلافquot; اليوم الى انها كانت طلبت الاسبوع الماضي من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بالتدخل واتخاذ القرار النهائي حول ترتيبات نقل الوجبة الأولى من سكان مخيم أشرف إلى مخيم ليبرتي.

وأشار إلى أن رجوي قد اطلعت الليلة الماضية على توصية وتطمينات الوزيرة كلينتون فطلبت من سكان مخيم أشرف بشمال شرق بغداد أن تتوجه الوجبة الأولى منهم والتي تضم 400 شخصًا إلى مخيم ليبرتي في غضون الأيام القادمة حتى لا يبقى أي شك في حسن نواياهم رغم أنه لم يتم الموافقة على نقل كل سياراتهم وممتلكاتهم المنقولة إلى ليبرتي.

أما الوجبات اللاحقة فسيتم نقلها إثر إعلان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر والحكومة العراقية عن موافقتهما على التطمينات الدنيا خاصة خروج الشرطة من داخل مخيم ليبرتي وذلك لمنع وقوع أية حالة أخرى من التوتر والعنف والاعتداء على السكان وهذا الأمر يتسم بأهمية قصوى في ما يتعلق بالأمن والهدوء للنساء كما اكد المجلس الوطني للمقاومة.

يذكر أن رجوي كانت قد أعلنت يوم 21 كانون الأول (ديسمبر) 2011 موافقة سكان مخيم أشرف على انتقال 400 منهم إلى مخيم الحرية (ليبرتي) بضمان تأمين التطمينات الدنيا كما اشارت في يوم 28 كانون الأول (ديسمبر) 2011 الى أن 400 من سكان مخيم أشرف وكبادرة حسن النية مستعدون للانتقال في يوم 30 كانون الأول (ديسمبر) 2011 إلى مخيم ليبرتي بممتلكاتهم المنقولة وسياراتهم، وكررت مرات عديدة إعلانها هذه المبادرة بما فيها يوم 2 شباط (فبراير) 2012 ولكنها لم تتلق قط أي تجاوب معها من قبل السيد مارتين كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق والحكومة العراقية.

وفي نهاية الشهر الماضي أعلن كوبلر جاهزية مخيم ليبرتي لانتقال سكان مخيم أشرف إليه، فيما لا يوجد حتى الآن في ذلك الموقع ماء صالح للشرب ولا ماء للغسل بل وفرضت على السكان كلفة شراء الماء. والأهم في هذا الموضوع أنه وخلافًا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة لا يتسم مخيم ليبرتي بالمقاييس الإنسانية ومعايير حقوق الإنسان ومنها حرية التنقل والتردد إلى خارجه التي أكدت ضرورتها المفوضية العليا للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين إضافة إلى عدم السماح فيه للسكان بالوصول الحر إلى الخدمات الطبية واللقاء بالمحامين والعوائل، وإنما تم تأييد البنى التحتية الفنية فقط من قبل خبير للملاجئ. يذكر أن المفوضية العليا للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين اعتبرت سكان مخيم أشرف quot;طالبي لجوءquot; وlaquo;أشخاصًا مثار القلقraquo; يجب أن يحظوا بإجراءات حماية أساسية لأمنهم وسلامتهم وأن يتم توفير الرفاهية لهم.

ودعا المجلس الحكومة العراقية الى الالتزام بالقوانين والاتفاقيات الدولية وطالب مارتين كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بأن quot;لا يرضخ للضغوط والرغبات الغير قانونية ضد طالبي اللجوء وضد حقوقهم ومنها اتخاذ إجراءات الحماية الأساسية بحقهم حيث لا يجوز تجاهل المقاييس الإنسانية ومعايير حقوق الإنسان والمعايير الدولية الخاصة لحماية اللاجئين وإن سكان مخيم أشرف أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لن يرضخوا للنقل القسري بالضغط والتهديدquot; كما قال المجلس.

وعلى الصعيد نفسه فقد حث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون العراق اليوم على الاسراع في نقل سكان اشرف الى مخيم ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي كانت القوات الاميركية اتخذته قاعدة عسكرية لها منذ دخولها الى العراق ربيع عام 2003 ثم اخلته اواخر العام الماضي لدى انسحابها من البلاد.

ومنذ عام 1987 يأوي معسكر أشرف الواقع على بعد 65 كيلومترا من بغداد منظمة مجاهدي خلق وهي جماعة إيرانية معارضة . ولم تخف الحكومة العراقية الحالية رغبتها في التخلص من المخيم. وتحت ضغط من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي مددت بغداد في اواخر العام الماضي مهلة لاغلاق المعسكر من 31 ديسمبر كانون الاول الي 30 نيسان (ابريل) 2012. لكن بان يحث الان العراق ومنظمة مجاهدي خلق على العمل معا للبدء في نقل سكان المعسكر على الفور لان المنظمة الدولية تخشى ان العنف قد يتفجر إذا لم تبدأ عملية الانتقال قريبا.

وقال المكتب الصحفي للامين العام للامم المتحدة في بيان quot;الامين العام يعتقد انه حان الوقت لبدء عملية الانتقال الي منشاة اخرى دون مزيد من الابطاء... وهو يحث السلطات العراقية وسكان أشرف على مواصلة التعاون وإتمام العملية بطريقة سلمية.quot; واضاف ان مفوضية الامم المتحدة للاجئين quot;أكدت ان البنية التحتية والمرافق في موقع الاقامة المؤقت يتماشى مع ... المعايير الانسانية الدولية.quot;

وفي وقت سابق من هذا الشهر رفض متحدث باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية -الذراع السياسية لمجاهدي خلق- تلميحات من مبعوث الامم المتحدة الخاص الي العراق مارتن كوبلر الي ان الاوضاع في المنشاة الجديدة -معسكر الحرية- مقبولة. وقال المتحدث شاهين جوبادي ان المنشأة الجديدة ستكون quot;مثل سجنquot; يحرم فيه سكانه من حرية الدخول والخروج ولن يتاح لهم الالتقاء بمحامين او الحصول على خدمات طبية. واضاف ان السكان سيكون محظورا عليهم ايضا اخذ سيارات وممتلكات اخرى معهم باستثناء quot;متعلقاتهم الشخصيةquot; وسيكون بمقدورهم فقط الاتصال بمسؤولي الامم المتحدة عن طريق الهاتف.

وتقيم مجاهدي خلق في مخيم اشرف منذ ان استضافها الرئيس العراقي السابق صدام حسين منتصف ثمانينات القرن الماضي في خضم الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت بين عامي 1980 و1988 .
وفي اواخر العام الماضي تعرض المخيم لهجمات بالصواريخ القى المجلس الوطني للمقاومة العراقية بمسؤوليته على فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني quot;وعملائه العراقيين. وفي ابريل نيسان 2011 شهد المعسكر اشتباكات بين سكانه وقوات الامن العراقية أسفر عن مقتل 34 شخصا وفقا لتحقيق اجرته الامم المتحدة.