آخر تحديث 8 آذار (مارس) الساعة 9.50 بتوقيت غرينتش.

بيروت: رحب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون اليوم الخميس باستقالة معاون وزير النفط عبدو حسام الدين، متوقعا حصول المزيد من quot;الانشقاقات السياية والاداريةquot; في سوريا.
وقال غليون في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من باريس quot;احيي نائب الوزير الذي انشق عن النظام، وادعو جميع الافراد في الوزارة والمسؤولين الاداريين (...) ان ينشقوا عن هذا النظام وان يلتحقوا بصفوف ثورة الحرية والكرامةquot;.

واضاف انه يتوقع quot;ان تكون هناك بالتاكيد شخصيات اخرى سياسية وادارية ستنشق عن النظام الذي يدخل الآن في مرحلة لم تحصل من قبل، مرحلة تفكك حقيقية بسبب الاستخدام غير الانساني والوحشي للعنف ضد المواطنينquot;.
وتابع quot;لا اعتقد ان هناك مواطنا سوريا او مسؤولا سوريا له ضمير يستطيع ان يستمر ويقبل بان يخدم في اطار هذا النظامquot;، معتبرا ان quot;ليس هناك سياسة في سورياquot;، وان جميع المسؤولين quot;اداريونquot;.

وردا على سؤال عن سبب تأخر الانشقاقات في سوريا في ظل الحركة الاحتجاجية القائمة منذ عام تقريبا، قال غليون ان quot;السبب الرئيسي هو ان النظام يقوم منذ خمسين سنة على صناعة العبودية، والعبودية تعني تحويل الناس الى آلات تتحرك بالريموت كونترول ولا تفكر ولا تعي ولا تدرك حتى تصبح هناك يقظة واستعادة للضمير والوعي وللشعور الوطنيquot;.
واشار الى ان quot;الصدمة الكبيرةquot; التي احدثت هذه اليقظة هي quot;الثورة (...) التي ستحرك ضمائر كل الاداريين والمديرين والمسؤولين بما في ذلك المسؤولون في الجيش الذين تحولوا الى اداة تطيع الاوامرquot;.

وقد اعلن عبده حسام الدين ليل الاربعاء الخميس في شريط فيديو نشره ناشط على موقع quot;يوتيوبquot; الالكتروني، انشقاقه عن النظام واستقالته من منصبه وانضمامه الى quot;ثورة الشعبquot; السوري.

وقال المسؤول السوري في الشريط quot;انا المهندس عبده حسام الدين، معاون وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا وعضو المؤتمر القطري الحادي عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي، اعلن انشقاقي عن النظام واستقالتي من منصبي (...) وعدم مشاركتي في المؤتمر القطري الحادي عشر الذي سيعقد بعد ايام وانسحابي من حزب البعث العربي الاشتراكي كلياquot;.

واضاف quot;اعلن انضمامي الى ثورة هذا الشعب الابي الذي لن يقبل الضيم مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامتهquot;.

وحسام الدين هو اعلى مسؤول ينشق عن النظام منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار/مارس 2011.

واكد رامي، الناشط الذي التقط الشريط والذي رفض الكشف عن كامل هويته، لوكالة فرانس برس ان معارضين سوريين quot;ساعدوا على تنظيم عملية الانشقاقquot;، رافضا الكشف عن مكان تصوير الفيديو quot;لاسباب امنيةquot;.

وتوجه حسام الدين في شريط الفيديو الى quot;النظام الذي ادعى انه يملك الارضquot;، قائلا له quot;لا تملك الا وحشيتك لقتل الابرياء، وقد قطعت اوصال البلاد بحواجز الرعب بدلا من ان تكون الامن والامان للمواطنينquot;.

وتوجه الى روسيا والصين الداعمين للنظام السوري بالقول quot;موقفكما اثبت انكما ابعد ما تكونان عن صداقة هذا الشعب، بل انتما شريكان في قتل هذا الشعبquot;.

ونصح زملاءه بquot;ان يتخلوا عن المركب الهالك الذي اوشك على الغرقquot;، مضيفا quot;قضيت 33 عاما في السلك الحكومي ولا اريد ان انهي حياتي الوظيفية في خدمة جرائم هذا النظام. لذلك آثرت ان انضم الى صوت الحق مع علمي بان هذا النظام سوف يحرق بيتي ويلاحق اسرتي ويلفق الكثير من الاكاذيبquot;.

وتشهد سوريا حركة احتجاجية تواجه بالقمع، ما تسبب بمقتل حوالى 8500 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وانشق الالاف من عناصر الجيش النظامي وانضموا الى ما يعرف بquot;الجيش السوري الحرquot; الذي يقوم بعمليات عسكرية ضد القوات النظامية.

الا ان الخبراء يؤكدون ان الانشقاقات عن الجيش لا تزال تقتصر على مجموعات صغيرة لا فرق كاملة، والضباط المنشقون من الرتب العالية لا يزال عددهم ضئيلا. بينما لم تسجل انشقاقات تذكر على المستوى السياسي.