موقع الخارجية الأميركية يشير إلى ليبيا باسمها القديم quot;الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمىquot;

التقى رئيس الحكومة الليبية الانتقالية عبد الرحيم الكيب يوم الخميس وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ولكنه لو القى نظرة على موقع وزارتها الالكتروني لرأى أن العقيد معمر القذافي ما زال يحكم ليبيا.


من المؤكد أن الفرق المسؤولة عن تحديث موقع وزارة الخارجية الأميركية تبذل جهداً استثنائياً للحاق بتطورات الربيع العربي ولكن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي رحل عن هذه الدنيا منذ تشرين الأول/اكتوبر الماضي، ومع ذلك فإن من يتصفح موقع الدبلوماسية الأميركية لن يعرف هذه الحقيقة لأن الموقع ما زال يستخدم العلم الأخضر على صفحته التي تغطي اخبار ليبيا ويشير الى ليبيا باسمها القديم quot;الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمىquot;.

وكان آخر تحديث أُجري على صفحة ليبيا في تموز/يوليو 2011 بعد انطلاق عمليات حلف الأطلسي ضد قوات القذافي ولكن قبل سقوط نظامه. وما زال متجر الهدايا التذكارية التابع لوزارة الخارجية الأميركية يبيع دبابيس تحمل العلم الأخضر بجانب علم الولايات المتحدة، كما لاحظت مجلة فورين بوليسي.

وأشادت كلينتون عقب اجتماعها مع الكيب بالحكومة الليبية الجديدة منوهة بأن الولايات المتحدة كانت في مثل هذا الوقت قبل عام تعمل على بناء ائتلاف دولي لدعم الشعب الليبي quot;واليوم نفتخر بمواصلة هذا الدعم إذ يبني الشعب الليبي ديمقراطية جديدة ستحقق السلام والازدهار وتحمي حقوق كل مواطن وكرامتهquot;، على حد تعبير وزيرة الخارجية.

واكدت كلينتون التقدم المتحقق في ثلاثة مجالات اساسية هي بناء حكم يخضع للمساءلة والمحاسبة، واقامة قطاع خاص قوي، وتطوير مجتمع مدني حيوي.

ورحبت كلينتون بالقانون الانتخابي الليبي الجديد وانتخاب جمعية تأسيسية في حزيران/يونيو ستكون مهمتها كتابة دستور. واثنت وزيرة الخارجية على زيادة انتاج النفط الليبي معترفة بأنه ما زالت امام ليبيا اشواط عليها ان تقطعها quot;في مجالات تأمين الحدود ودمج الميليشيات بالجيش الوطني وتحقيق المصالحة الوطنيةquot;.

وأعرب الكيب عن الشكر لإدارة اوباما على دعمها الكبير وقيادتها في مؤازرة الثورة الليبية. وطلب الكيب مساعدة واشنطن في استعادة مليارات يُعتقد ان بطانة القذافي سرقتها. ولاحظ الكيب التطور الكبير في العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا منذ سقوط القذافي.

وكان الكيب التقى في البيت الأبيض يوم الأربعاء الرئيس باراك اوباما ومستشار الأمن القومي توم دونيلون. وتحدث في مجلس الأمن الدولي وحضر حفل عشاء في المقر الرسمي لسفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة سوزان رايس وجلس الى طاولة واحدة مع نجمة هوليوود انجلينا جولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

ونقلت مجلة فورين بولسي عن الكيب ان لا علم له بوجود معسكرات تدريب للثوار السوريين في ليبيا كما قالت الحكومة الروسية. ولكنه اعرب عن تأييد المعارضة السورية والاعتراف بالمجلس الوطني السوري. وتعهدت ليبيا رصد 100 مليون دولار لدعم المعارضة السورية. وقالت كلينتون ان المجلس الانتقالي الليبي يصلح نموذجا للمعارضة السورية.

وأوضحت وزيرة الخارجية ان المجلس الانتقالي الليبي quot;قدم حضورا موحدا أوجد عنوانا يمكن التوجه اليه لمساعدتهم، وثقة عالية بقدراتهم على الأرض والتزامهم بالديمقراطية الجامعة التي تبنيها ليبيا الآنquot;. واضافت ان الولايات المتحدة تعمل مع المعارضة السورية لمساعدتها على تقديم جبهة موحدة مماثلة وابداء التصميم اللازم quot;في هذا النضال ضد نظام الأسد الغاشمquot;.

وسارعت كلينتون الى القول إنها اثارت مع الكيب قضية تفجير طائرة بان ام فوق قرية لوكربي الاسكتلندية عام 1988 ورغبة الولايات المتحدة في إعادة المدان في القضية عبد الباسط المقرحي الى السجن. وقالت كلينتون ان على المقرحي ان يكون وراء القضبان وان الولايات المتحدة ستواصل الكفاح من اجل العدالة لكل ضحايا القذافي ونظامه. واكدت بقاء ملف لوكربي مفتوحا والعمل مع السلطات الليبية بشأنه.