دمشق:على الرغم من محاولة النظام السوري اللعب على ورقة الطائفية والمذهبية لتثبيت أركان حكمه عبر السنوات الماضية، وبالذات خلال الأزمة الحالية، إلا أن هذه المحاولات لا تزال تبوء بالفشل، في ظل رفض الأقليات السورية لهذه المحاولات المشبوهة والمكشوفة.

اتحاد المسيحيين الأحرار في حلب وفي بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أكد على كشف هذه المحاولات وانتماء المسيحيين في سوريا وحلب خاصة، إلى النسيج الشعبي السوري المقاوم لآلة القتل في سوريا، وجاء في البيان أنه quot;مضى على ثورة الشعب السوري قرابة السنة والنصف، وهو يقاوم أعتى الديكتاتوريات وأشدها فتكاً بالإنسان، لقد ظل هذا النظام يعتبر مدينة حلب عصية على الثورة حتى هزت أركانه، فقابلها بتدمير كل شيء فيها، فالمدينة التي كانت موالية له حسب ما كان يزعم تحول شعبها إلى //عصابات// وجب قتلها وتشريدها وهدم منازلها وملاحقتها حتى في أماكن تشردهاquot;.

وأكد اتحاد المسيحيين الأحرار في حلب أنه quot;ومنذ اندلاع الثورة دأب النظام على وصفها بالسلفية والإرهابية محاولاً بذلك خلق مخاوف من الثورة لدى بعض مكونات الشعب السوري واللعب على الاختلافات الطبيعية بين هذه المكونات وخاصة المسيحيين منهم، محاولة منه لعزلهم عن الثورة، ومع قطع الثورة الشوط الأكبر في مسيرة إسقاط هذا النظام تقف قطاعات واسعة من المسيحيين إلى جانب ثورة شعبهم وبأشكال مختلفة، وقد دأب النظام وكلما أحس باتساع معارضتهم له، باللجوء إلى خلق أوهام جديدة تعطي انطباعا بأنه لا يزال قوياً، كان آخرها عرضه لجثث قال إنها للجيش الحر (وهو لا يعجز عن جلب مئات الجثث من الذين يقوم بتصفيتهم في زنازينه يومياً أو من يسقطون شهداء القصف والتدمير) في بعض الأحياء المسيحية التي تقع فيها بعض مراكزه الأمنية وأهمها فرع الأمن السياسي بحي السليمانية والذي تحول إلى حامية عسكرية تذكرنا بثكنات الاحتلال، وقد استطاع تجنيد شرذمة صغيرة من أبناء هذه الأحياء بصورة احتفالية مخجلة ليس لمبادئ المسيحية علاقة بها، هي التي تقف أمام الموت بإجلاء وليس بالرقص والزغاريد والفرحquot;.

وفي استذكار لحالة التعايش السلمي الأهلي بين جميع مكونات المجتمع الحلبي، أكد البيان أن مدينة حلب quot;شهدت خلال القرن الماضي وحتى الآن حالة من الإخاء بين أبنائها لم يشهد لها مثيل في التعايش الذي عرفته في ساحات مقارعة الاحتلال والاستبداد _ وفي المراكز العلمية والمراكز الثقافية والدينية والأسواق والحارات. لقد استطاع النظام وأجهزته الأمنية توظيف أعداد قليلة جداً من أبناء الطوائف المسيحية ضمن ما بات يعرف عالمياً بالشبيحة مستغلاً أصحاب سوابق جرمية أو ممن يعانون ظروفا معاشية قاسية مترافقة مع الجهل أو لاعتبارات سياسية زج من خلالها أفراد من بعض المذاهب الأرمنيةquot;.

وأعلن البيان quot;أننا كمسيحيين أحرار نعلن أن وقوف هؤلاء القلة إلى جانب النظام لا يعبر عن مواقف المسيحيين في حلب الذين باتوا يضيقون ذرعاً باستمراره والذي شهدت سوريا في عهده أكبر الهجرات ووصلت نسبة وجودهم إلى أدنى مستوياتهم مع تراجع دورهم الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي... وخاصة الأرمن حيث يعود في سوريا إلى أكثر من مئة عام عندما استضافتهم سوريا هربا من الاضطهاد في أرقى أشكال الضيافة وأصبحت وطناً لهم في زمن لم يكن قد سمع أحد بعائلة الأسد.

إن وجه المسيحية المشرق يمثله مناضلوها ممن خبرتهم السجون وساحات الثورة وشهداؤها والمنتمون إلى أحزاب الحركة الوطنية والعديد من آباء الكنيسة، وننوه هنا إلى المواقف الإنسانية للأب باولو من الثورة السورية التي ترتقي إلى مواقف السيد المسيح من الإنسان.

إننا كمسيحيين أحرار نعتبر من أنفسنا جزءا من الثورة السورية ومشاركين في مختلف أنشطتها ونعلن عن إدانتنا لكل مظاهر الاستفزاز التي تقف خلفها أجهزة أمن النظام وجلاوزته من مختلف الطوائف، والمسيحية براء من هكذا مظاهرquot;.