تتصاعد موجة العداء للمسلمين في بريطانيا بعد حادثة ذبح الجندي، لكن المسلمين في يورك علموا الجميع معنى الاسلام المتسامح الحقيقي، إذ قدموا الشاي والبسكويت لمحتجين يمينيين احتشدوا أمام مسجدهم.


بيروت: بعد حادثة ذبح الجندي البريطاني في لندن، والاعلان أن quot; مايكل اديبولاجوquot; قال إنه نفذ العملية لأن الجنود البريطانيين يقاتلون المسلمين كل يوم، ارتفعت وتيرة العداء للمسلمين في بريطانيا، وسارت التظاهرات العديدة منددة بالجالية المسلمة في البلاد، كان آخرها تظاهرة دعت إليها رابطة الدفاع الانكليزية، توجهت إلى مسجد يورك، لتقف أمامه احتجاجًا. ففوجئ المشاركون في التظاهرة بمسلمين يخرجون من المسجد، حاملين إليهم البسكويت والشاي، في بادرة حسن نية وتسامح، يمليهما جوهر الدين الإسلامي.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية ثناء أسقف يورك على المبادرة، وعلى دعوة المسلمين لستة من المحتجين للمشاركة في مباراة لكرة القدم، يقيمها المصلون أمام المسجد.
وقال الأسقف: quot;البسكويت وكرة القدم مزيج يعكس روح يوركشاير، وهو كفيل بالقضاء على العداوة والتطرفquot;.
كما نقلت هيئة الاذاعة البريطانية عن الأب تيم جونز، الذي كان بين من توجهوا إلى المسجد للمشاركة في التظاهرة، قوله: quot;كنت أعرف أن هؤلاء ناس شجعان وطيبون، وأعتقد أن بإمكان العالم أن يتعلم مما حصل أمام هذا المسجدquot;.

توتر شديد
قال عضو المجلس المحلي عن الحي، حيث يقوم المسجد: quot;كانت هذه لحظة فخر ليورك، ولن أنسى اليوم الذي واجه فيه مسجد يورك الغضب والكراهية بالدفء، ولن أنسى منظر مسلمين يقدمون الشاي والبسكويت للمحتجين بكل ودquot;.
وفي تظاهرة سلمية اتسمت بالتوتر، احتشد مؤيدون لرابطة الدفاع الإنكليزية في لندن، خارج مقر إقامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وهم يرددون عبارات مهينة ومعادية للإسلام. وقال أحد المحتجين: quot;التطرف الإسلامي هو التهديد رقم واحد الذي يواجه بريطانياquot;.
وسار نحو ألفي شخص في تظاهرة مماثلة في نيوكاسل شمال البلاد. وألقي القبض على رجلين لقيامهما بإلقاء قنابل حارقة على مركز ثقافي إسلامي في جريمسبي شمال شرق انكلترا.

خطوط ساخنة جدًا
قالت صحيفة غارديان البريطانية الأربعاء إن الخط الساخن لتسجيل الحوادث المعادية للمسلمين في بريطانيا، المعروف باسم quot;تيل ماماquot;، سجّل وقوع 193 حادثًا بحلول مساء الاثنين، مقارنة مع 3 أو 4 حوادث قبل مقتل الجندي. وأفادت مؤسسة شؤون الأديان البريطانية بأنها تلقت عبر خطها الساخن 162 بلاغًا بحوادث ضد المسلمين، بعدما كان المعدل اليومي ستة بلاغات.
وقال فياض موغال، مدير المؤسسة: quot;شملت هذه الحوادث هجمات على مساجد، وكتابات مسيئة على جدرانها، وجذب أغطية الرأس عن المحجّبات، والسبابquot;.
واضاف لهيئة الاذاعة البريطانية: quot;المثير للقلق حقًا هو انتشار هذه الحوادث، فهي تحصل في كل أنحاء البلاد، وبعضها وحشي جدًا، كما يبدو أن هناك نشاطًا كبيرًا على الانترنت يدعو لتنسيق الحوادث والهجمات على مؤسسات تابعة للمسلمين، أو أماكن يتجمع فيها المسلمونquot;.
ونقلت غارديان عن موغال نفسه قوله: quot;هناك مخاوف من تصعيد الهجمات على الجاليات المسلمة في بريطانيا، فمثل هذه الأحداث تراكمية، ولا نرى نهاية لحلقة العنف هذهquot;.
أضاف: quot;يوجد كراهية كامنة للإسلام في مجتمعنا، والأحداث المروّعة في منطقة ووليتش ألهبت الوضع وزادت حدة الكراهيةquot;.