التعليقات على مقتل رمز الإرهاب وquot;أيقونتهquot; متواصلة في كل مكان تقريبا. ولم يعد أي متفلسف يشكك في قتله بعد أن أعلنت القاعدة نفسها ذلك، وتلتها طالبان.
من جرؤوا في الشارع الإسلامي، ولم يترددوا، على الإفصاح عن حقيقة مشاعرهم، راحوا يصلون في الشوارع والمساجد صلاة الغائب عليه، ومنهم، كأصحاب اللحى الطويلة والدشاديش العريضة في باكستان والسودان ومصر، من ذرفوا الدموع ذرفا أمام عدسات التلفزيونات. و غضب واستياء بعض الكتاب يكون مفهوما لو أنهم، في الوقت نفسه، أدانوا صلوات الغائب العلنية على مجرم خطير مثل بن لادن!!
كثرة من المثقفين العرب واصلت التنديد بطريقة قتل زعيم الإرهاب الدموي، وراحوا يتحاملون على ما أبداه الأميركيون العاديون من ارتياح للخلاص منه، واصفين ذلك بquot; الشماتة غير الأخلاقيةquot;، وكأنما كان على الضحايا أن لا يرتاحوا لمن كان وراء قتل ثلاثة آلاف بريء منهم. والارتياح لمقتل أي مجرم، ولو بجرائم الحق العام العنيفة، [كالمجرم الذي اغتصب الأطفال وقتلهم]، هو ليس تشفيا، بل هو شعور إنساني بتحقق العدالة وإنصاف الضحايا. كما أن بن لادن لم يكن quot;ضعيفاquot;، والتعاطف معه منطقي لأن المسلمين يتعاطفون مع الضعيف- كما يقال!!؛ فهو الذي كان يتزعم شبكات الجريمة في أنحاء العالم، وأعلنها حربا شاملة على الحضارة والحياة، وصار إرهاب القاعدة بسببه الخطر الأكبر منذ نهاية الحرب الباردة. كما كانت له، ولا تزال، حصانة فكرية وتبريرات أخلاقية وسياسية في العالم الإسلامي. وحتى لدى بعض فئات التطرف اليساري الغربي المعادي لأميركا. ترى أي رجل quot;ضعيفquot; هذا المسئول عن سفك دماء مئات الآلاف- [ في العراق وحده عشرات الآلاف من الأبرياء]؟! وفوق هذا، فإن الأميركيين، الذين نزلوا للشوارع عفويا ليلة الخبر، كانوا يحملون أعلام بلادهم في موجة إعلان عن الاعتزاز بالانتماء لبلادهم التي استطاعت أخيرا أن تصل لرمز الشر والجريمة. أما نغمات السخرية باستعمال أوصاف quot;رامبوquot; أوquot;عملية هوليوديةquot;، فهي لا تدل إلا على تعاطف باطني مع الرجل، الذي أحاط نفسه بأسطورة الرجل الذي لا يوصل إليه، خصوصا، والقتل تم بأيد أميركية. ولنفرض أن بن لادن قتل على أيدي رجال أمن أو جنود باكستانيين، أو كان مختبئا في بلد عربي وقتل هناك، فهل كانت ردود الفعل تجئ بنفس الروح والطريقة!؟ نعم، أميركا مسئولة عن تشجيع المتطرفين الذين حاربوا السوفييت، ومنهم بن لادن، وعن تسليحهم وتمويلهم بأموال خليجية، وسعودية أولا. ولكن هل هذا يبرر جرائم القاعدة حتى ضد المسلمين الأبرياء أنفسهم؟! وهناك من قال- من لندن- لم قتل بين أفراد عائلته؛ فهل كان يراد إلقاء قنبلة على المبنى ليذهب الجميع أمواتا، ولتهدم دور الجيران أيضا ؟!
ومن المثقفين الإسلاميين الدعاة من راحوا يدعون بأن ممارسات بن لادن كانت quot;تصرّف مجموعات صغيرة لا تمثل الإسلام أو المسلمين، ومواقف سياسية منحرفة لا تحظى بمصداقية داخل أغلبية المجتمعات الإسلامية [ طارق رمضان في الشرق الأوسط عدد 7 الجاري]. فهل هذا صحيح؟ كلا بالمرة، والقائل يعرف ذلك قبل سواه. فلم ترتفع أصوات احتجاجات عالية في البلدان الإسلامية على عمليات التفجيرات في باريس عامي 1995 و1996، وما تلاها في مختلف أنحاء العالم. وردود الفعل على تفجيرات 11 سبتمبر كانت ارتياحا وتشفيا غالبين في العالم الإسلامي، لحد تنظيم مظاهرات فرح في بعض المدن الفلسطينية والضواحي الفرنسية وغيرها. وأما الدعاة والعديد من المثقفين، فقد برروا العمليات المجرمة بسياسات الولايات المتحدة. ولم نسمع أية احتجاجات شعبية قوية بين الجاليات المسلمة في أسبانيا وبريطانيا على تفجيرات 2004 و2005 ، ولا على خطف وقتل السياح في مصر وغير مصر، ولا على تقطيع الرؤوس في العراق، ولا على عمليات الزرقاوي السافلة في الأراضي العراقية، ولا على تفجير الكنائس العراقية، أو تفجيرات بالي، أو مجازر quot;أبو سيافquot; في الفيليبين، أو مذبحة كامبالا في كينيا في ملعب لكرة القدم عام 2010، أو، قبلها، مأساة مدرسة بيسلان، التي تم خلالها خطف وتجويع وترويع المئات من الأطفال وقتل الهاربين منهم، بل فسرت هذه الجرائم الشنيعة بقضية الشيشان وكأنها تبيح خطف وتخويف وتجويع أطفال أبرياء وتقتيلهم. وهل ننسى فتاوى القرضاوي في تبرير الإرهاب في العراق، ثم فتواه الداعية لقتل كل أميركي في العراق؟!
الحقيقة أن بن لادن كان معبود الشرائح الأوسع من الشارع الإسلامي، ونخبه الثقافية، حتى بين من كانوا لا يحبذون أساليبه، ولكنهم مرتاحون لأنه يهاجم الغرب، وأميركا بالذات، مع أن جرائمه نفذت أيضا في العديد من البلدان العربية والإسلامية والأفريقية، والضحايا من المسلمين كانوا آلافا مؤلفة. كان بن لادن يتمتع بquot;جاذبيةquot; فكرية وسمعة مهيبة تسحران غالبية الإسلاميين من مختلف المدارس والتيارات، التي تلتقي في الكثير من المنطلقات الدينية والسياسية مع القاعدة.
إن مدرسة بن لادن تجد متعاطفين مع حامل كل فكر يؤمن بأن من بدل دينه يستحق الموت، وكل امرأة متهمة بالزنى تستحق الرجم حتى الموت، وبأن حاكما، كحاكم البنجاب الشهيد، يجب قتله لأنه طالب بتعديل قانون التجديف. ويلتقي مع بن لادن هؤلاء المتطرفون الهائجون في مصر الذين أثاروا الضجيج عن خرافة أسلمة كاميليا غبرها، وهاهميحرقون كنيستين ويفلون المسيحيين بالعشرات ويحرقون دورهم امام انظار سيارات الأمنالتي لم تتحرك إلا بعد تكاثر الضحايا والمصادمات!وكان هؤلاء البلطجية باسم الدين قدارتاحوا لانتقام القاعدة من الكنيسة القبطية، [المتهمة بإخفاء المرأة]، بتفجير كنيسة النجاة في بغداد ومن راحوا من عشرات الضحايا الأبرياء. وتفجير أماكن العبادة عند هؤلاء مباح وعمل ديني وأخلاقي، بل كم من مساجد أيضا جرى تفجيرها في أفغانستان وباكستان.
المسلمون وحدهم هم من تظهر بينهم الحشود الكثيفة المنادية بالموت لكل غربي يعتبر، في نظرهم، مسيئا للإسلام و رسوله، وهذه ظاهرة غير موجودة في الغرب المسيحي ولا حتى بين رجال دينه حينما ينتج فيلم أو يظهر كتاب يعتبر مسيئا للمسيح؛ بل إن الكنيسة في الغرب رفضت حتى الدعوة لمقاطعة فيلم يسئ للمسيح. ولكن هنا، نحن نعتبر الإسلام وحده دين الله الحق، ولا نرى من عقوبة، غير الموت، لمن يرتد عنه أو يسئ.ء له في نظرنا برسم أو كلمة. ولكن القاعدة هي التي أساءت للإسلام ألاف المرات وآلافها أكثر من رسم كاريكاتوري أو حرق قس أميركي مهووس ومتعصب لنسخة من القرآن الكريم.
إن الفكر والثقافة المهيمنين في العالمين العربي والإسلامي- ككراهية الآخر غير المسلم والمسلم العلماني والمسلم من مذهب آخر، والميل للعنف، وتقديس quot; الشهادة وquot;الجهادquot;، ورفض القيم العصرية، والتطرف في فهم الدين وممارسته، وتجريم الغرب، وخصوصا أميركا- هما ما جعل هذا التعاطف، المضمر والمبرقّع غالبا، والمعلن حينا، مع بن لادن وعمليات القاعدة، مع أنها أساءت كثيرا لسمعة الإسلام والمسلمين في العالم، بما في ذلك التدابير الأمنية المتشددة، وشبه الخانقة، في مطارات العالم.
إن الإرهاب الإسلامي الذي تمثله القاعدة هو، قبل كل شيء، أيديولوجيا تقرن السلفية التكفيرية الصحراوية بالجهادية الحركية quot;المقاتلةquot; والمسيسة، فهي مزيج من الفرع القطبي للإخوان المسلمين وسلفية نجد الشديدة التزمت. وقد لعب الإخوان المسلمون، الذين لجئوا للسعودية هربا من ملاحقة الحكومات المصرية والسورية، دورا كبيرا في أسلمة مناهج التعليم السعودية، وكانت كتب سيد قطب تدرس في السعودية في الثمانينات، [ ليس الآن ]، وكذلك كتب شقيقه محمد قطب وعلي الطنطاوي وغيرهم.
ومع أن إخوان مصر اليوم هم، بغالبتهم معارضون للفرع القطبي وأساليب القاعدة، ولا يرفضون استخدام الأدوات الحديثة في العمل السياسي لتحقيق هدفهم البعيد كما كان يرفض سيد قطب، فإنهم يشاركونهما ويشاركون السلفيين في الكثير من التفسيرات الدينية ويبررون بعض ممارساتهم. وقد سمعنا إدانة إخوان حماس لمقتل بن لادن واعتباره مجاهدا كبيرا. وقرأنا أن الظواهري كان يتابع محاضرات محمد قطب.
وتقول دراسة سموئيل هيلفونت Samuel Helfont ، الصادرة في نوفمبر عام 2009 بعنوان quot; الانقسام السني: عن فهم السياسة والإرهاب في الشرق الأوسط العربيquot; إن زعماء مدرسة quot; الوسطيةquot; لإخوان مصر، الذين يأخذون بالأدوات الحديثة في العمل السياسي ويدعون لدولة مدنية هي مدرسة قائمة على الدين، ولكن لا تستند على تفسير فقهي واحد. إنهم يحاولون تجميع ائتلاف واسع لأكبر عدد من المسلمين الذين يشتركون في هوية واحدة للإسلام السياسي؛ ومع أنهم أكثر تسامحا مع مختلف الآراء من الوهابيين، فإنهم لا يرفضون التفاسير التقليدية أو الوهابية. وغالبا ما يعرضون، ومنهم القرضاوي، التصلب الوهابي أو القطبي كواحد من بين بدائل عديدة ذات مصداقية. [ ص 22 ].
وينتقد هاني درويش بعض مثقفي مصر في تركيزهم على نقد السلفيين وحدهم وتجاهل الإخوان مع أن الطرفين سوف يلتقيان في الانتخابات، وكل منهما مع الدولة الدينية، وإن صاغ الإخوان شعارهم هكذا: quot; دولة مدنية مرجعيتها إسلاميةquot;، وهما نفس المحتوى والهدف. وينقل مشاري الذايدي عن كتاب الباحث المغربي محمد ملين quot; علماء الإسلامquot; - وهو بصدد لحظة الصدام بين المؤسسة الدينية السعودية وتيار quot; الصحوةquot; الإسلامي الحركي في مرحلة غزو الكويت:
quot; وقد صدم الإسلاميون السعوديون، وكان قسم منهم يستند في كثير من أفكاره إلى التوليف بين الإقصائية الحنبلية الوهابية للقرن التاسع عشر وبين المواقف المعادية للإمبريالية ونظرية المؤامرة لجماعة الإخوان المصريين، من موقف السلطة السياسية والمؤسسة الدينية.quot; ويعقب الذايدي أن هناك تحفظات سعودية معينة على وصف الوهابية. [ الشرق الأوسط في 26أبريل المنصرم]. ونحن نتفق مع الذايدي في أنه لا فرق بين السلفيين والإخوان إلا في الدرجة وليس في النوع- علما بأن خطر السلفيين صارخ ويتعمدون الاستفزاز وانتهاك القانون في حين أن الإخوان ينبعون الهدوء وأساليب التقية وعدم الوضوح في الأهداف.
كان بن لادن، حسب تصريحات عصام دراز، الذي عاش مع بن لادن عامي 1998 و1999 في أفغانستان، [ جريدة الأهرام في 3 الجاري]، يعتبر عبد الله عزام وحسن الترابي من مرجعياته المفضلة برغم خلافهما معه، لأنه، في نظرهما، أساء لسمعة الإسلام، ومع ذلك، فقد كانا يشيدان به مرارا إشادة تمجيد مفخمة. ومما قاله عزام [ اغتيل في حادث انفجار سيارة عام 1989 في باكستان]: quot; والله إني أشهد أن أسامة ولي من أولياء الله يدب على الأرض؛ والله لو لم يكن لله ولي في هذه الدنيا إلا شخص واحد لظننت أنه اسامة بن لادنquot; [ انظر غوغول عن عبد الله عزام].
إن مثقفين من الإخوان المصريين هم من صاغوا الأيديولوجيا السياسية للقاعدة وذلك بمزج القطبية بالسلفية النجدية الصحراوية، لاسيما دور سيد قطب وكاتب quot; إدارة التوحشquot;، المشكوك في وجوده حاليا في إيران.
إن مقتل الرجل لا ينهي الإرهاب والقاعدة، وهذا موضع اتفاق عام، والإرهاب الإسلامي لا يكافح فقط بالملاحقة الأمنية، أي الحرب على حرب الإرهاب، رغم أنها أول المستلزمات ويجب أن تكون دولية ومنسقة؛ وإنما المهم أيضا هو نشر الحريات، ومكافحة الفقر والأمية، والعمل الفكري، وإصلاح التعليم، ورفض استخدام وسائل الإعلام والمعلوماتية لنشر الفكر الجهادي والتطرف الديني والتكفيري وتبرير الجرائم. إن جذور الإرهاب الإسلامي أيديولوجية دينية مسيسة، وليست في الفقر أو في قضية فلسطين ولا في سياسات منسوبة للغرب. إنها في عقر الدار: في الكتاتيب الإسلامية ومناهج التعليم والثقافة السائدة منذ عقود من السنين. ويقدر عدد كتاتيب باكستان وحدها بحوالي 12000، يؤمها حوالي مليوني طفل وصبي، غالبيتهم من عائلات فقيرة. كذلك الحال مع الكتاتيب في السعودية والخليج، وحتى في بريطانيا نفسها. إن هؤلاء الصبية، الذين يتلقون تعاليم غير عصرية وتفسيرات للدين متزمتة، هم بمثابة تربة خصبة لخروج مئات من بينهم في المستقبل يحملون الفكر الجهادي والتكفيري، أي، وحسب تعبير المجلة الفرنسية quot; كورييه أنترناسيونالquot;، وهي تتحدث عن كتاتيب باكستان، إن هذه الكتاتيب quot;تأوي مليوني فنبلة بشرية مستعدة للانفجار.quot;
ومع تهذيب مناهج التعليم، في البلدان الإسلامية، ومنها العراق وإيران، ومع نشر الحريات وثقافة التسامح والحوار والتعليم العصري المحايد، والاعتراف بالآخر، وبحقوق المرأة، وبالعمل السياسي السلمي، واحترام سيادة القانون، ومبادئ حقوق الإنسان، لابد من زيادة الرقابة على تمويل الإرهاب. صحيح أن القاعدة صارت لامركزية، وكثير من العمليات المحلية تمول محليا بعد أن فرضت رقابة غربية ودولية صارمة على تبييض الموال وتمويل الإرهاب؛ كما أن الشبكات المحلية تتمول أيضا من عمليات الخطف والمقايضة به ومن زراعة المخدرات والتجارة بها. ومع ذلك، فإن الرقابة الدولية المشددة والدائمة تظل مطلوبة. وكان الشيخ السعودي البارز عبد العزيز آل الشيخ قد أصدر في نهاية 2007 تحذيرا صارما للمتبرعين بالمال لكيلا quot; يستخدم لإلحاق الأذى بالشباب المسلمquot;، وكان يقصد المتبرعين لشبكات الإرهاب، من أفراد وجمعيات، وكانوا كثيرين في السعودية وبعض بلدان الخليج الأخرى. وقد وجد التحذير وقعه الحسن وتأثيره الفعلي. و قد ساعدت أميركا السعودية على الانضمام لمجموعة quot; إيكمونت quot; التي تضم وحدات من مختلف الدول تجمع المعلومات عن تبييض الأموال وخصوصا تمويل الإرهاب. ولكن هناك الكثير مما يجب عمله في هذا الصدد.
وقد يبدو من المفارقات كون إيران هي الأخرى تساعد وتمول القاعدة لاستخدامها، خصوصا في العراق. وسبق أن أشرنا مرارا إلى تحرك الزرقاوي بحرية بين إيران والعراق. وفي24 أغسطس 2009، نشرت الصحف تقريرا عن وجود 3 تنظيمات مسلحة في العراق تحمل اسم القاعدة تمول إيران اثنين منها. ومنذ أيام قليلة، كشف تقرير مقدم للجنة مكافحة الإرهاب في الكونغرس الأميركي عن معلومات تؤكد وجود علاقة وثيقة بين فيلق quot;القدسquot; الإيراني وتنظيم القاعدة [ صحيفة الحياة في 6 أيار ndash; مايو- 2011 ]. ويشير التقرير إلى أن العلاقات بين الطرفين تعود إلى التسعينيات الماضية حين دربت وحدة quot;القدسquot;، بالتعاون مع حزب الله اللبناني، طواقم من رجال بن لادن. ومنذ11 سبتمبر، تعززت هذه الشراكة بشكل متزايد. كما لجأ مئات من عناصر القاعدة وعائلات كبار قادته، ومنهم بن لادن، إلى إيران. وكان العراق هو الضحية الأولى لهذه الشراكة الإجرامية التي يتستر عليها حلفاء إيران من حكام العراق، بل ها هو السيد الحكيم يصرح للتو بأن أميركا تعمدت الإبقاء على بن لادن عشر سنوات لمصالحها الخاصة، ثم قتلته أخيرا عن عمد. وهذا بالضبط ما سمعته أمس نصا من بائع صحف تونسي في حينا!!
ولا ينتهي هذا المقال دون ذكر رد فعل فيديل كاسترو الذي اعتبر مصرع بن لادن quot; عملا شنيعاquot;. إن زعيم التطرف اليساري هذا هو نفسه الذي يسكت عن القمع الوحشي لشعوب ليبيا وسوريا وإيران، فهذه الأنظمة الشمولية كانت ولا تزال صديقة لكوبا الشمولية. فهنيئا للعرب الذين يواصلون التنديد، فقد جاءهم المدد من بعيد!