إلى: الشعب الكردي الذي يأبى أن يبيت على استبداد
تحت أية ذريعة تشنّ القوات التركية هجومها الأعنف على مقاتلي حزب العمال الكردستاني؟. وبصرف النظر عن تسمية الحزب، سواء أكان حزب الفلاحين أو التجار أو سواق التاكسي، فإن الهجوم واقع لا محالة لأن المهم في الأمر هو وجود لسان يطالب بحقوق كردية مهدورة. وكونه كذلك فهذا يعني كشف صفحة سوداء في تاريخ هذه الدولة أو الدول الأخرى التي تبيح لنفسها سحق هذا الشعب بلا رحمة، تحت ذرائع شتى.
وفي مقابل ذلك، تحت أية ذريعة أعطت أمريكا الضوء الأخضر إلى تركيا للقيام بهذه الحملة الواسعة؟. الاثنان يعتبران هذا الحزب منظمة إرهابية تستحق السَّحْق. لكن هل يجوز أن نقتنع بهذه الفرضية التي تصنف الناس دونما معيار أو مقياس؟.
بمعنى آخر؛ هل لهؤلاء المقاتلين أيديولوجية معينة يريدون نشرها بالقوة وفرضها على سائر الشعب التركي أو سائر شعوب الأرض؟. لعلنا من خلال هذه التساؤلات نقترب شيئاً فشيئاً من التمييز بين الإرهابي وسواه. هل هؤلاء اغتصبوا أرضاً بالقوة كما فعلت إسرائيل بفلسطين مثلاً؟. هل هؤلاء المقاتلون يعتدون أو يقتلون استناداً إلى موقف قومي متعصب يكره الأتراك على طول الخط لا لشيء سوى أنهم أتراك؟. هل هم مجرد عصابة خارجة عن القانون؟ فلو كانوا كذلك لانفرط عقدهم بعد اختطاف زعيمهم عبد الله أوجلان في نيروبي في العام 1999، بعملية مخابراتية تواطأت فيها دول عديدة. إذن، هنالك مشكلة إنسانية تقتضي أن نبحث لها عن حلول نابعة من قرار سياسي حكيم، لا من تهور يحتكم إلى شريعة: القوي يأكل الضعيف.
ومع أننا ندين العنف بكل أشكاله، لكن علينا أن نفهم أن تاريخ العالم كله لم يخلُ من صراعات مماثلة، لم يُصنَّف فيها مستعملو القوة تصنيف الإرهابيين. ويلزم أن نتنبّه باستمرار إلى خطورة هذه التسمية؛ ذلك أن إطلاقها على نحو خاطئ لأغراض سياسية قد يحوّل غير الإرهابي إلى إرهابي حقيقي. كلنا يؤمن بأن العالم كله لابد أن يتّحد ضد الإرهاب، وهو استعمال العنف لفرض أيديولوجية معينة، أو اغتصاب أرض بالقوة، أو ممارسة العنف العنصري أو الديني. ولأن مطالب حزب العمال، لا تقع ضمن هذه المعاني المحدِّدة للإرهاب، فإن المشكلة يمكن معالجتها بالبحث عن حلول سلمية، وإيقاف نزيف الدم المتبادل بين الأتراك والأكراد. والسؤال هو، هل كان من الممكن القيام بهذه الخطوة، أم أن الحكومة التركية اتخذت مسبقاً قرارها بشن الهجوم مهما كانت النتائج؟. هذا الإصرار تجلّى بعد المفاوضات التي جرت في أنقرة بين الجانبين العراقي والتركي، عندما رمى المفاوض التركي بعد انتهاء الاجتماع أوراق المفاوضات في سلة المهملات على مرأى وسائل الإعلام.
لماذا يحقّ للدول ممارسة العنف والقمع والعقاب الجماعي ومصادرة الحريات والحقوق المدنية وطمس الهويات ولا يسمى ذلك إرهاباً؟. هل هذا محاولة للتخلص من سمعة تاريخ السلطة الملوّث بالقوة والقمع ضد الأفراد، والآن جاء الوقت لتتخلّص السلطة من تلك السمعة السيئة وتطوِّق بها رقاب الناس الثائرين ضد القمع والاستبداد، فتطلق عليهم تسمية جاهزة تصنفهم على أنهم: إرهابيون؟. ومن المؤكد أن ثمة مكراً عظيماً للسلطة في اختيارها هذه التسمية، ذلك أنها تسمية تضليلية يراد من ورائها كسب تأييد الرأي العام الذي يرتعب وترتعد فرائصه من سماع هذه الكلمة.
أحياناً، الأسئلة تجيب.
أحياناً، الأسئلة فمٌ ممتلئ بدم الاحتجاج.
لكننا مع ذلك، لابد أن نتساءل ونبحث عن إجابات ليست مصطنعة، بل منتزعة من الواقع. إن معاناة الأكراد- وأنا هنا أتحدث عن الشعب الكردي في مربع الموت الذي وُضِعَ فيه بعد معاهدة سايكس بيكو- معاناة مروعة، تاريخ من العذابات السرية التي تجري تارة بعيداً عن أنظار العالم، وتارة بكل وقاحة على مرأى العالم ومسمعه. وإلا ما معنى أن تتشتت القومية الكردية بين أربع دول مختلفة؟ ألم يكن هذا مشابهاً لعائلة تنشطر إلى أربعة أشطار وكل شطر يعيش في مكان آخر، وتحت ظروف مختلفة والنواح لم ينقطع بين الجبال الأربعة؟. كيف يمكن لدولة مثل تركيا تلهث بغية الدخول إلى عائلة الاتحاد الأوروبي أن لا تتعلم من عائلتها الجديدة حكمة احترام حقوق الإنسان؟.
المنظور الأمريكي والمنظور التركي، وتصنيفهما للإرهاب فيما يتعلق بأكراد تركيا على وجه الخصوص، يجعلنا نحتاج إلى تحديد قانوني لمفهوم الإرهاب وليس تحديداً سياسياً؛ لأننا أمام معضلة إنسانية وأخلاقية في وقت واحد. هذا الاجتياح الأعمى للمناطق التي يتحصّن فيها مقاتلو حزب العمال، ويقوده جنود أتراك ملفَّعون بملابس التمويه البيضاءِ التي تحمل أجهزة الموت على ظهورهم، إنما هو صورة تتكرر باستمرار مع شعب يُسحَق وعالم ينظر ولا يتكلم. مشهد النساء الكرديات اللاطمات بوجوه صارخة، وأيادٍ تستغيث، وحناجر مجرَّحة، ومصير يكتنفه الغموض، صورة تتكرر لشعب شجاع يُضطَهد.
شعب يباد بالكيمياوي كيف يمكن أن يثق بالعالم؟!.
تحت فوضى المفهوم ( الإرهاب) سُفكت، وتسفك دماء مازالت تجري في كل مكان في العالم.
بناءً على هذا، لا يمكن أن يُعد حزب العمال منظمة إرهابية، لأن هنالك قسوةً وغمطاً لحقوق الأكراد في تركيا يعرفه القاصي والداني. هنالك تمييز ثقافي وعرقي واضح. وأقصى ما يطالب هذا الحزب، هو الاعتراف بهوية الأكراد ونيل الحكم الذاتي الذي هو شرعة دولية غير خارجة على القانون. يريد أكراد تركيا أن تكون لغة تعليمهم اللغة الكردية، ويريدون تداولاً مسموحاً لثقافتهم عبر أجهزة الإعلام ومراكز ومنتديات الثقافة المنتشرة في البلاد. هذه ليست مِنَّة من الأتراك عليهم، فهم يشكلون نسبة 7/12 بالمئة من عدد سكان هذا البلد.
ينشغل الإعلام الآن، بتغطية المعارك، وعدد القتلى، وسقوط طائرة هنا أو عطب عجلة هناك، وبعض التصريحات النارية التي لا تقدم ولا تؤخر، وربما هي جزء من اللعبة السياسية التي تعمل على تمرير ستراتيجية الإبادة. لكن لا أحد يدخل في عمق المأساة الكردية في تركيا. لا أحد يبحث تحت الرماد عن النار المتقدة، عن شعب يعاني من وحشية التصنيف العنصري. أكراد الجنوب الشرقي لتركيا، عليهم أن يتحملوا عندما ينتقلون إلى مناطق البلاد الأخرى تلك النظرة الدونية التي تصنفهم إرهابيين تارة، أو من قومية أخرى ذات درجة مواطنة منخفضة تارة أخرى.
ومن المؤسف حقاً، أنك أينما تولي وجهك في أوروبا تجد عدداً كبيراً من الأكراد يتوزعون على خرائط الدول، ويحظون بحرية ونيل للحقوق أكثر مما يحصلون عليه في البلدان التي نزحوا منها تحت جرائم انتهاكات حقوق الإنسان. فنانون، ومبدعون، وكتّاب، وتجار ناجحون، لكنّ عطاءهم لصالح الغرب الذي يعرف كيف يستثمر الطاقة البشرية، بخلاف الشرق الطارد لها على نحو لا ينقطع.
ومن الغريب، ليس ثمة موقف أوروبي واضح وصريح، يساعد الأكراد على نيل حقوقهم في العيش بشراً كسائر البشر الآخرين لهم تاريخ وثقافة ولغة وقومية وتطلعات. بل إن دول الاتحاد الأوروبي تتعامل مع أكراد تركيا تعاملاً لا يخضع لمعايير حقوق الإنسان، إنما لاعتبارات سياسية تحددها العلاقة مع تركيا. ويتذكر الأكراد بمرارة اشتراك عدد من المخابرات الأوروبية في إلقاء القبض على عبد الله أوجلان، وكذلك موقف الدول الأوروبية رسمياً الداعي إلى انتفاء الضرورة في إعادة محاكمته، إذ أجريت له محاكمة غير عادلة بحسب قرار صدر من محكمة حقوق الإنسان الأوروبية في 5/12/2005، وطالب بضرورة إعادة محاكمته.
والسؤال، ألا تخشى أمريكا وتركيا والاتحاد الأوروبي من أن يتحول الأكراد إلى شعب يثأر لاستبداده بممارسة العنف في كل مكان في العالم؟. وتكون المصالح التركية والأمريكية والأوروبية، أهدافاً لهجمات انتقامية يشنها أكراد مضطهدون. ونكون بذلك خلطناً المفاهيم جميعاً، وصرنا لا نفرّق بين الحليم الغاضب والذئب الكاسر. وهنا لابد أن نعرف حقيقةً، أن التركيبة السيكولوجية للأكراد لا تقبل المبيت على ظلم واستبداد وغمط للحقوق، شعب ثائر يعدّ مدرسة في مقاومة الاستبداد في العالم.
وفي مقابل ذلك، تحت أية ذريعة أعطت أمريكا الضوء الأخضر إلى تركيا للقيام بهذه الحملة الواسعة؟. الاثنان يعتبران هذا الحزب منظمة إرهابية تستحق السَّحْق. لكن هل يجوز أن نقتنع بهذه الفرضية التي تصنف الناس دونما معيار أو مقياس؟.
بمعنى آخر؛ هل لهؤلاء المقاتلين أيديولوجية معينة يريدون نشرها بالقوة وفرضها على سائر الشعب التركي أو سائر شعوب الأرض؟. لعلنا من خلال هذه التساؤلات نقترب شيئاً فشيئاً من التمييز بين الإرهابي وسواه. هل هؤلاء اغتصبوا أرضاً بالقوة كما فعلت إسرائيل بفلسطين مثلاً؟. هل هؤلاء المقاتلون يعتدون أو يقتلون استناداً إلى موقف قومي متعصب يكره الأتراك على طول الخط لا لشيء سوى أنهم أتراك؟. هل هم مجرد عصابة خارجة عن القانون؟ فلو كانوا كذلك لانفرط عقدهم بعد اختطاف زعيمهم عبد الله أوجلان في نيروبي في العام 1999، بعملية مخابراتية تواطأت فيها دول عديدة. إذن، هنالك مشكلة إنسانية تقتضي أن نبحث لها عن حلول نابعة من قرار سياسي حكيم، لا من تهور يحتكم إلى شريعة: القوي يأكل الضعيف.
ومع أننا ندين العنف بكل أشكاله، لكن علينا أن نفهم أن تاريخ العالم كله لم يخلُ من صراعات مماثلة، لم يُصنَّف فيها مستعملو القوة تصنيف الإرهابيين. ويلزم أن نتنبّه باستمرار إلى خطورة هذه التسمية؛ ذلك أن إطلاقها على نحو خاطئ لأغراض سياسية قد يحوّل غير الإرهابي إلى إرهابي حقيقي. كلنا يؤمن بأن العالم كله لابد أن يتّحد ضد الإرهاب، وهو استعمال العنف لفرض أيديولوجية معينة، أو اغتصاب أرض بالقوة، أو ممارسة العنف العنصري أو الديني. ولأن مطالب حزب العمال، لا تقع ضمن هذه المعاني المحدِّدة للإرهاب، فإن المشكلة يمكن معالجتها بالبحث عن حلول سلمية، وإيقاف نزيف الدم المتبادل بين الأتراك والأكراد. والسؤال هو، هل كان من الممكن القيام بهذه الخطوة، أم أن الحكومة التركية اتخذت مسبقاً قرارها بشن الهجوم مهما كانت النتائج؟. هذا الإصرار تجلّى بعد المفاوضات التي جرت في أنقرة بين الجانبين العراقي والتركي، عندما رمى المفاوض التركي بعد انتهاء الاجتماع أوراق المفاوضات في سلة المهملات على مرأى وسائل الإعلام.
لماذا يحقّ للدول ممارسة العنف والقمع والعقاب الجماعي ومصادرة الحريات والحقوق المدنية وطمس الهويات ولا يسمى ذلك إرهاباً؟. هل هذا محاولة للتخلص من سمعة تاريخ السلطة الملوّث بالقوة والقمع ضد الأفراد، والآن جاء الوقت لتتخلّص السلطة من تلك السمعة السيئة وتطوِّق بها رقاب الناس الثائرين ضد القمع والاستبداد، فتطلق عليهم تسمية جاهزة تصنفهم على أنهم: إرهابيون؟. ومن المؤكد أن ثمة مكراً عظيماً للسلطة في اختيارها هذه التسمية، ذلك أنها تسمية تضليلية يراد من ورائها كسب تأييد الرأي العام الذي يرتعب وترتعد فرائصه من سماع هذه الكلمة.
أحياناً، الأسئلة تجيب.
أحياناً، الأسئلة فمٌ ممتلئ بدم الاحتجاج.
لكننا مع ذلك، لابد أن نتساءل ونبحث عن إجابات ليست مصطنعة، بل منتزعة من الواقع. إن معاناة الأكراد- وأنا هنا أتحدث عن الشعب الكردي في مربع الموت الذي وُضِعَ فيه بعد معاهدة سايكس بيكو- معاناة مروعة، تاريخ من العذابات السرية التي تجري تارة بعيداً عن أنظار العالم، وتارة بكل وقاحة على مرأى العالم ومسمعه. وإلا ما معنى أن تتشتت القومية الكردية بين أربع دول مختلفة؟ ألم يكن هذا مشابهاً لعائلة تنشطر إلى أربعة أشطار وكل شطر يعيش في مكان آخر، وتحت ظروف مختلفة والنواح لم ينقطع بين الجبال الأربعة؟. كيف يمكن لدولة مثل تركيا تلهث بغية الدخول إلى عائلة الاتحاد الأوروبي أن لا تتعلم من عائلتها الجديدة حكمة احترام حقوق الإنسان؟.
المنظور الأمريكي والمنظور التركي، وتصنيفهما للإرهاب فيما يتعلق بأكراد تركيا على وجه الخصوص، يجعلنا نحتاج إلى تحديد قانوني لمفهوم الإرهاب وليس تحديداً سياسياً؛ لأننا أمام معضلة إنسانية وأخلاقية في وقت واحد. هذا الاجتياح الأعمى للمناطق التي يتحصّن فيها مقاتلو حزب العمال، ويقوده جنود أتراك ملفَّعون بملابس التمويه البيضاءِ التي تحمل أجهزة الموت على ظهورهم، إنما هو صورة تتكرر باستمرار مع شعب يُسحَق وعالم ينظر ولا يتكلم. مشهد النساء الكرديات اللاطمات بوجوه صارخة، وأيادٍ تستغيث، وحناجر مجرَّحة، ومصير يكتنفه الغموض، صورة تتكرر لشعب شجاع يُضطَهد.
شعب يباد بالكيمياوي كيف يمكن أن يثق بالعالم؟!.
تحت فوضى المفهوم ( الإرهاب) سُفكت، وتسفك دماء مازالت تجري في كل مكان في العالم.
بناءً على هذا، لا يمكن أن يُعد حزب العمال منظمة إرهابية، لأن هنالك قسوةً وغمطاً لحقوق الأكراد في تركيا يعرفه القاصي والداني. هنالك تمييز ثقافي وعرقي واضح. وأقصى ما يطالب هذا الحزب، هو الاعتراف بهوية الأكراد ونيل الحكم الذاتي الذي هو شرعة دولية غير خارجة على القانون. يريد أكراد تركيا أن تكون لغة تعليمهم اللغة الكردية، ويريدون تداولاً مسموحاً لثقافتهم عبر أجهزة الإعلام ومراكز ومنتديات الثقافة المنتشرة في البلاد. هذه ليست مِنَّة من الأتراك عليهم، فهم يشكلون نسبة 7/12 بالمئة من عدد سكان هذا البلد.
ينشغل الإعلام الآن، بتغطية المعارك، وعدد القتلى، وسقوط طائرة هنا أو عطب عجلة هناك، وبعض التصريحات النارية التي لا تقدم ولا تؤخر، وربما هي جزء من اللعبة السياسية التي تعمل على تمرير ستراتيجية الإبادة. لكن لا أحد يدخل في عمق المأساة الكردية في تركيا. لا أحد يبحث تحت الرماد عن النار المتقدة، عن شعب يعاني من وحشية التصنيف العنصري. أكراد الجنوب الشرقي لتركيا، عليهم أن يتحملوا عندما ينتقلون إلى مناطق البلاد الأخرى تلك النظرة الدونية التي تصنفهم إرهابيين تارة، أو من قومية أخرى ذات درجة مواطنة منخفضة تارة أخرى.
ومن المؤسف حقاً، أنك أينما تولي وجهك في أوروبا تجد عدداً كبيراً من الأكراد يتوزعون على خرائط الدول، ويحظون بحرية ونيل للحقوق أكثر مما يحصلون عليه في البلدان التي نزحوا منها تحت جرائم انتهاكات حقوق الإنسان. فنانون، ومبدعون، وكتّاب، وتجار ناجحون، لكنّ عطاءهم لصالح الغرب الذي يعرف كيف يستثمر الطاقة البشرية، بخلاف الشرق الطارد لها على نحو لا ينقطع.
ومن الغريب، ليس ثمة موقف أوروبي واضح وصريح، يساعد الأكراد على نيل حقوقهم في العيش بشراً كسائر البشر الآخرين لهم تاريخ وثقافة ولغة وقومية وتطلعات. بل إن دول الاتحاد الأوروبي تتعامل مع أكراد تركيا تعاملاً لا يخضع لمعايير حقوق الإنسان، إنما لاعتبارات سياسية تحددها العلاقة مع تركيا. ويتذكر الأكراد بمرارة اشتراك عدد من المخابرات الأوروبية في إلقاء القبض على عبد الله أوجلان، وكذلك موقف الدول الأوروبية رسمياً الداعي إلى انتفاء الضرورة في إعادة محاكمته، إذ أجريت له محاكمة غير عادلة بحسب قرار صدر من محكمة حقوق الإنسان الأوروبية في 5/12/2005، وطالب بضرورة إعادة محاكمته.
والسؤال، ألا تخشى أمريكا وتركيا والاتحاد الأوروبي من أن يتحول الأكراد إلى شعب يثأر لاستبداده بممارسة العنف في كل مكان في العالم؟. وتكون المصالح التركية والأمريكية والأوروبية، أهدافاً لهجمات انتقامية يشنها أكراد مضطهدون. ونكون بذلك خلطناً المفاهيم جميعاً، وصرنا لا نفرّق بين الحليم الغاضب والذئب الكاسر. وهنا لابد أن نعرف حقيقةً، أن التركيبة السيكولوجية للأكراد لا تقبل المبيت على ظلم واستبداد وغمط للحقوق، شعب ثائر يعدّ مدرسة في مقاومة الاستبداد في العالم.
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
التعليقات