مسفرغرم الله الغامدي من الرياض: اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل حرص دول مجلس التعاون الخليجي على علاقات طيبة مع جارتها ايران.

وقال الفيصل في كلمة له القاها نيابة عنه وزير الدولة لشؤون الخارجية السعودي نزار مدني في الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الذي بدا اعماله بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض للدورة / 101 / التحضيري للدورة السابعة والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي ستعقد بالمملكة العربية السعودية يومي 9 و 10 ديسمبر 2006 ان دول المجلس حريصة على ان تكون علاقتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبادئ حسن الجوار والإحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والإخذ بالطرق السلمية كأسلوب لحل المنازعات بين الجانبين وذلك من خلال المفاوضات الثنائية او احالة النزاع الى محكمة العدل الدولية .

وفي هذا الصدد فإن دول المجلس شأنها في ذلك شأن اعضاء المجتمع الدولي تشعر بقلق بالغ ازاء تطورات الملف النووي الإيراني وتأثيراته على الأمن والسلم الدوليين.

واضاف وزير الخارجية السعودي في كلمته: وفي هذا الصدد فإننا نعتقد ان الوسيلة المثلى للخروج من تعقيدات هذه المشكلة يكمن في انتهاج سبيل الحوار والمفاوضات وفي التزام جمهورية ايران الإسلامية بمتطلبات وضوابط الوكالة الدولية للطاقة النووية والعمل الجاد من اجل جعل منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك منطقة الخليج منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل مع الإقرار بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية وان يكون ذلك متاح للجميع.

وفي الشأن العراقي اكد الفيصل بأن دول المجلس تؤكد على دعمها لوحدة العراق وسلامة اراضيه ودعم الحكومة العراقية ومساعدتها من اجل توفير الأمن والإستقرار في العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وبسط سيادته على كامل اراضيه وقد عبرت دولنا مرارا وتكرارا عن موقفها الداعم للعراق وشعبه الشقيق لتجاوز محنته واستعادة دوره كعضو فاعل في محيطه العربي والدولي .

و اضاف ان امن واستقرار العراق لايتحقق الا بتعاون جميع ابنائه وتظافر جهودهم لتغليب مصلحة العراق والحفاظ على تماسك شعبه ووحدة ترابه الوطني.

وحول الارهاب قال وزير الخارجية السعودي: ان ما اتخذته دول المجلس من اجراءات واليات وتدابير لمكافحة انتشار وتنامي ظاهرة الإرهاب تعبر عن موقفنا الثابت من هذه الآفة الخطيرة وتؤكد نبذنا للإرهاب بمختلف اشكاله وصوره وايا كان مصدره وتعكس دعم دول المجلس لكل جهد اقليمي لمكافحة هذه الظاهرة منوهين في الوقت نفسه على ان مواجهة ومكافحة الإرهاب وانحصاره لن يتأتي الا بتعاون وتنسيق دولي يحقق تبادل المعلومات والخبرات الأمنية حول تحركات العناصره الإرهابية والتعاون في احباط مخططاتها.

من جانب اخر قال الامير سعود الفيصل: لقد اولى قادتنا اهماما خاصا بالشأن الإقتصادي واهمها اقامة الإتحاد الجمركي لدول مجلس التعاون وتوصلوا الى قرارات مهمة حول البدء في التحرك لتحقيق هذا الهدف واستكمال متطلبات الإتحاد الجمركي في موعده المحدد كما ان دولنا قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ واستكمال الخطوات اللازمة للوصول الى السوق الخليجية المشتركة في نهاية عام 2007م مع التركيز على اهمية تعزيز التعاون الإقتصادي والتبادل التجاري اضافة الى العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الإقتصادية الخليجية

وعن الاوضاع في الشرق الاوسط قال الامير سعود الفيصل: نلتقي اليوم في ظل ظروف دوليه بالغة الدقة ومنطقتنا تمر بمرحلة من ادق واخطر مراحل تاريخها الامر الذي يتطلب قدرا كبيرا من اليقظة ووضوح الرؤية حتى نتمكن من النظر في الامور بما تتطلبه من حسن تقدير خاصة فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط التي مازالت تواجه العقبات والتحديات في كل مرة نشعر معها بقرب حدوث تقدم او انفراج في عملية السلام . . والملاحظ ان هذه العقبات ناجمة اساسا من استمرار التعنت الاسرائيلي وعدم استجابة الحكومة الاسرائيلية لمتطلبات العملية السلمية وتجاهلها لاسس ومرتكزات الحل العادل الشامل لهذه القضية بما يحفظ لكافة اطراف النزاع حقوقهم المشروعة وعليه فان المطلوب منا في هذه المرحلة تكثيف الجهود من اجل حث الاطراف المؤثرة والفاعلة في المجتمع الدولي للتحرك لوضع الامور في نصابها كما ان دول المجلس تستنكر الاعتداءات التي تقوم بها اسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة من اجتياح وقتل للابرياء وقصف المناطق المدنية وتدمير للمبنى التحتية الفلسطينية وارتكابها ابشع المجازر التي راح ضحيتها الابرياء من ابناء الشعب الفلسطيني والتي لم يسلم منها الاطفال والشيوخ والنساء .

و اضاف quot;اننا اذ نؤكد وقوفنا الى جانب الاشقاء الفلسطينيين وندعوا المجتمع الدولي الى تحرك سريع لوضع حد لتلك الاعتداءات وضرورة عقد مؤتمر دولي بغية وقف هذه التجاوزات وتحريك عملية السلام .ان ما نتوقعه من المجتمع الدولي ان يتحرك سريعا لضمان احترام مبادىء واسس القانون الدولي الانساني الخاص بحماية الابرياء في اي مكان من العالم وكنا نتمنى لو ان حكومة الولايات المتحدة الاميركية لم تلجأ الى استخدام الفيتو لتعطيل صدور مشروع القرار المتوازن الذي جرى طرحه على مجلس الامن مؤخرا والذي ناشد الطرفين الالتزام بوقف اعمال العنف الامر الذي لن يترتب عليه سوى تشجيع اسرائيل على المضي في تدمير كل فرصة للسلام ومواصلة اعمالها العدوانية ضد الشعب الفلسطينيquot;.

واضاف وزير الخارجية السعودي يقول: ان ما يجتازه لبنان في الوقت الحالي من ظروف طابعها الاضطراب السياسي امر يدعو للقلق فيما يتعلق بحاضر ومستقبل هذا القطر الشقيق، و قال quot;ما يجب التأكيد عليه في هذا الصدد ان الانقسامات الحاصلة والتصعيد الراهن قد تؤدي الى نتائج قد لا تحمد عقباها خاصة اذا تذكرنا الاهوال التي عصفت بلبنان خلال الحرب الاهلية ولذلك فان الامل يحدونا في ان تسود الحكمة في هذا الظرف الحساس وان يتحمل الجميع مسئولياتهم في التصدي لمخاطر الفتنة ومنع الانقسام والفرقة quot;.