طلال سلامة من روما: يحارب سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي، اليوم سلاحاً ذو حدين لا يرى تداخلاً أم تحريضاً مباشراً للمعارضة فيه. فرقبة برلسكوني تصطدم شمالاً بالأزمة الطلابية وتلك الأسوأ أي الاجتماعية ويميناً بالأزمة المالية الدولية التي قد تدفع حكومة روما الى التدخل مباشرة في السياسات المصرفية المحلية.

في المدة الأخيرة، وصلت شعبية برلسكوني الى أوجها(70 في المئة) وبالطبع فان تراجع هذه الشعبية، التي تعكس ثقة الإيطاليين به، قد تؤثر عليه سياسياً ناهيك مما يخططه القضاة له كمتهم في عدة قضايا مبهمة. مع ذلك، يواصل برلسكوني ممارسة أنشطته السياسية بحيوية ويبدو أنه سيخصص جزء كبيراً من وقته، راهناً، للقاء العديد من مديري المصارف والشركات بقصر quot;كيدجيquot; الوزاري بروما في محاولة لتشتيت الأزمة الطلابية والاجتماعية، لو مؤقتاً.

في هذا الصدد، يخطط برلسكوني لمبادرة قد تمد يد العون الى الأسر هنا. لا يعلم أحداً بعد ان كانت هذه المبادرة ستترجم كاقتراح قانون أم ستبقى في إطار المساعدات الحكومية للأسر كبيرة العدد. في أي حال، تستعد حكومة روما الى توزيع قروض على كل أسرة هنا(تبلغ قيمة القرض خمسة آلاف يورو لكل مولود جديد) يمكن تسديدها على شكل أقساط مع فائدة صغيرة نسبياً تبلغ 4 في المئة. هذا وقام برلسكوني بتلزيم هذه المساعدات الى quot;كارلو جوفانارديquot; الوكيل المعني بشؤون الأسر.

ومن المحتمل أن تطال هذه المساعدات الأسر الأجنبية المقيمة هنا التي تعاني من ظروف مادية قاسية. هذا ونجحت حكومة روما في تخصيص مبلغ مقداره 35 مليون يورو لتفعيل خطة برلسكوني الاجتماعية. لو اتبع برلسكوني نفس المنهج المالي الإنقاذي مع الجامعات وطلابها لما كان يعاني اليوم من ثورة شعبية ذات أبعاد مجهولة سياسياً، للآن.