ملفات محورية مهمة على طاولة الرئيسين :
الملك عبدالله يستقبل بوش في المطار ويتوجه معه إلى مزرعة الجنادرية

إيلاف من الرياض: وصل ظهر اليوم الرئيس الأميركي جورج بوش إلى السعودية، ضمن جولته الثلاثية التي بدأها بزيارة إسرائيل، ويختتمها بزيارة مصر لاحقا. وكان في استقبال بوش في مطار الملك

الملك عبدالله لحظة استقباله بوش اليوم في المطار
خالد الدولي في الرياض العاهل السعودي وعدد من الأمراء والوزراء. وحطت الطائرة الرئاسية على أرض المطار في تمام الساعة الثانية ظهراً برفقه السيدة الأميركية الأولى لورا بوش، ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومستشار الأمن القومي،ومستشار الرئيس، ومساعدة الرئيس للشؤون الإعلامية، وقد استقبل العاهل السعودي نظيره الأميركي بحفاوة بالغة قاطعتها ترجمة أحد المرافقين للعاهل السعودي.

وبعد الاستقبال في ارض المطار توجه الجميع إلى الصالة الرئيسة في المطار وسلم الرئيسان على الوفود المرافقة من كلا الطرفين، مع فناجين من القهوة العربية ذات الرائحة العبقة. وفي إحدى السيارات الملكية غادر العاهل السعودي برفقة الرئيس الأميركي جورج بوش وحرمه إلى مزرعة الجنادرية، شرق الرياض، حيث ستكون أرض الاجتماعات بين الطرفين.

بوش داخل الصالة الملكية في مطار الملك خالد الدولي
وتتميز الزيارة الثانية التي يقوم بها بوش للسعودية منذ توليه الحكم في 2001 أنها تأتي ضمن احتفال السعودية في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس العلاقات السعودية الأميركية.ويتوقع المراقبون أن يكون الملف اللبناني في قائمة المحادثات بالتزامن مع اجتماع وزراء الخارجية العرب وأطراف النزاع اللبناني في الدوحة اليوم. هذا بالإضافة إلى مناقشة عدد من الملفات الخاصة بدول المنطقة،على أن يكون ملف النفط هو الملف الأبرز في المناقشات،ولاسيما أن الرئيس الأميركي يعود للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر من أجل الأمر ذاته.وسيعقد مساء اليوم اجتماع لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره الأميركية كوندوليزا رايس.

وفي الزيارة ذاتها تقوم السيدة الأميركية الأولى لورا بوش بزيارة المريضات المصابات بسرطان الثدي في مدينة الملك فهد الطبية اليوم الجمعة وسط إجراءات أمنية مشددة.وبحسب حديث سابق لـquot;إيلافquot; مع الرئيس التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية ورئيس جمعية مكافحة السرطان السعودية الدكتور عبدالله العمرو قال إن زيارة السيدة لورا بوش تعتبر تكميلية لإعلان الشراكة بين جمعية سوزان كومن لمكافحة سرطان الثدي مستشفى ام دي أندرسون في الولايات المتحدة من الجانب الأميركي ومدينة الملك فهد الطبية وجمعية مكافحة السرطان السعودية من الجانب السعودي.

جولة بوش تساهم في وضع حصيلة ادائه في الشرق الاوسط

وتشكل جولة الرئيس الاميركي جورج بوش في الشرق الاوسط وهي الاخيرة على الارجح له قبل انتهاء ولايته في العام 2009، مناسبة لوضع حصيلة بالوضع في المنطقة حيث كانت سياسته الخارجية

الملك مصافحا بوش
الاكثر اثارة للجدل.وشملت جولة بوش اسرائيل حيث قام بزيارة لثلاثة ايام ثم سيتابعها في السعودية ومصر. ومع ان من الصعب التصور ان بوش لن يزور العراق مرة رابعة قبل انتهاء ولايته، ستكون جولته هذه الاخيرة على الارجح في الشرق الاوسط ككل نظرا الى ان برامج تنقلاته بات معروفا نوعا ما.ويضع الخبير انطوني كوردزمان جردة باداء دبلوماسية بوش في المنطقة وبينها حرب لبنان في 2006 وهيمنة حماس على قطاع غزة وقوة ايران المتزايدة وتأثير حرب العراق معتبرا انها تخلف quot;جرعة كبيرة من الاستياء في العالم العربيquot;.

ويضيف هذا الخبير في موازين القوى في المنطقة quot;هذا ارث لا يمكن تغييره. هذا الارث سيتلقاه الرئيس (الاميركي المقبل)quot;.وقد يضيف منتقدو بوش الى ذلك على الارجح: استعداء جزء كبير من المسلمين وتراجع نفوذ الولايات المتحدة والتزام متأخر في جهود السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وعواقب رفض الحوار مع ايران وسوريا والتقدم القليل المحرز في المجال الديمقراطي عند حلفاء الولايات المتحدة مثل السعودية ومصر.

اضطر مستشار بوش لشؤون الامن القومي ستيفن هادلي هذا الاسبوع الى دحض اقوال مفادها ان امن اسرائيل حليفة الولايات المتحدة الكبيرة بات الان اكثر هشاشة مقارنة مع السنوات السابقة.ويبرر بوش سياساته الهجومية التي يدرجها في اطار quot;برنامج من اجل الحريةquot; مؤكدا ان ابقاء الوضع على ما كان عليه كان غير مقبول.

ويصف الرئيس الاميركي الذي طبعت ولايته الرئاسية بهجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر والحرب في العراق، الشرق الاوسط على انه الجبهة الكبرى quot;للمعركة الايديولوجيةquot; بين quot;الديمقراطيةquot; وquot;الطغيانquot; الاعتدال والتطرف.ويقول الرئيس الاميركي ان quot;قرار الاطاحة بصدام حسين كان القرار الصائب في بداية ولايتي (..) وسيظل قرارا صائباquot;.

اما على صعيد النزاع الاسرائيلي الفلسطيني فيؤكد بوش انه كان اول رئيس يدعو الى قيام دولة فلسطينية. ويقول انه يأمل في التوصل الى اتفاقية سلام قبل نهاية السنة الحالية. وقد يشكل ذلك نجاحا دبلوماسيا اخيرا بيد ان الخبراء يشككون كثيرا في امكانية تحقيقه.

ويقول هؤلاء ان الكل بات ينظر الان الى ما بعد رئاسة بوش لان الرئيس الاميركي الحالي لم يعد يملك متسعا من الوقت او من السلطة او لانهم ينتظرون رئيسا يكون اكثر تجاوبا مع مطالبهم.وقد تعهد

الملك عبدالله وبوش في الصالة الملكية في المطار
المرشحان الديمقراطيان الى الرئاسة الاميركية الانسحاب من العراق. ويستعر الجدل حول ضرورة التحاور مع ايران او سوريا من عدمها. ويؤيد دانيال كورتزر السفير الاميركي السابق الى مصر واسرائيل ذلك. وهو يرى ان العراق وايران ستشكلان الاولويتين الرئيستين للرئيس المقبل في الشرق الاوسط. لكن المنطقة بحاجة الى التأكد من ان السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين يشكل quot;اولوية رئاسيةquot; اميركية على ما يضيف.

ويعتبر السفير الاميركي السابق في اسرائيل مارتن انديك ان بوش يجب ان يتخلى عن البحث باي ثمن عن اتفاقية سلام quot;غير واقعية بتاتاquot; بين الاسرائيليين والفلسطينيين وان يترك لخليفته quot;عملية سلام على السكة الصحيحة حتى يتمكن الرئيس المقبل (..) من انجازهاquot;.وهذا ما تطمح اليه الادارة الاميركية في العراق بالذات. فهي تتفاوض حاليا على شراكة استراتيجية على المدى الطويل مع الحكومة العراقية.

اما بالنسبة للاثر الذي سيتركه قال بوش ان التاريخ سيحكم عليه: quot;جل ما اطلبه هو عندما سيكتب التاريخ نهائيا سيحكم اما اذا كنت قد ساهمت ام لا في السلامquot;.