القدس: في خطابه الاول امام الكنيست الاسرائيلية الخميس، سيدين الرئيس الاميركي جورج بوش كلا من حركة حماس وحزب الله الشيعي اللبناني وايران، واداءها الذي يعرقل تنفيذ مشاريعه في الشرق الاوسط.
لكن كلمته امام البرلمان الاسرائيلي في الذكرى الستين لقيام دولة اسرائيل تواكبها اعتراضات ترخي بثقلها على زيارته الثانية لاسرائيل في اربعة اشهر.
وقبل ان يخاطب اعضاء البرلمان في لحظة هي الاهم في زيارته للمنطقة التي تستغرق خمسة ايام، سيتوجه الرئيس الاميركي في مروحية الى موقع ماسادا التاريخي في شرق اسرائيل، حيث كان اليهود يفضلون في القرون الاولى الانتحار على تسليم انفسهم الى الرومان.

وحين يلقي بوش خطابه خلال جلسة خاصة للكنيست، سيحيي الفلسطينيون الذكرى الستين للنكبة، يوم اجبروا على مغادرة مدنهم وقراهم العام 1948 قبيل قيام الدولة العبرية.

وسينظم الفلسطينيون مسيرة حاشدة في رام الله بالضفة الغربية التي لا تزال تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، احد الافرقاء الرئيسيين في مفاوضات السلام.
واعلنت حماس التي ترفض الاعتراف باسرائيل تنظيم مسيرة غضب امام ايريز، نقطة العبور الرئيسية بين قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة منذ حزيران/يونيو 2007 واسرائيل.

وقررت الحركة الاسلامية العربية في اسرائيل ان تنظم تحركا احتجاجيا امام الكنيست خلال القاء بوش لخطابه. ويتجه تسعة من نواب عرب اسرائيل الى مقاطعة الجلسة.
وتؤكد هذه التظاهرات المؤشرات القاتمة التي سبقت وصول بوش، في ظل مفاوضات متعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين وفضائح فساد تطارد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وتوتر كبير في الجانب اللبناني.
وفيما كان بوش يتحدث الاربعاء عن quot;الاملquot; وquot;التفاؤلquot;، سقط صاروخ اطلق من قطاع غزة على مدينة عسقلان في جنوب اسرائيل مخلفا 14 جريحا.

وتبنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة وquot;لجان المقاومة الشعبيةquot; الهجوم. ورحبت به كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في موازاة تحذير شديد اللهجة من اولمرت.
وتعزز مشاركة بوش في الذكرى الستين لقيام دولة اسرائيل شعور كثير من العرب والفلسطينيين بانحيازه الكامل لحليفه الاسرائيلي.
لكن بوش يؤكد انه الرئيس الاميركي الاول الذي نادى بقيام دولة فلسطينية.

بدوره، يقول البيت الابيض ان احياء بوش هذه الذكرى لن ينسيه معاناة الفلسطينيين، ملمحا الى امكان ان يتطرق الى هذا الموضوع في خطابه امام الكنيست.
ويشدد الرئيس الاميركي على ان انشاء دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لوضع حد لتلك المعاناة، مطالبا الفلسطينيين بالتخلي عن حماس ومرتكبي اعمال العنف.

وفي خطابه الخميس، سيدرج قيام الدولة الفلسطينية في اطار معركته الكبرى والمثيرة للجدل لنشر الديموقراطية في الشرق الاوسط، وفق ما اعلن المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو.
وفي هذا السياق، لن يكرر فحسب ان اسرائيل هي quot;الصديق والحليف الاقرب للولايات المتحدةquot;، بل سيؤكد ان الولايات المتحدة quot;ستواصل شراكتها مع دول اخرى في العالم لمواجهة المتطرفين، بمن فيهم حماس وحزب الله والقاعدة، ولاحتواء الطموحات العسكرية النووية لايرانquot;، بحسب المصدر نفسه.
وفي اول أيام زيارته الأربعاء، اشاد بوش بإسرائيل، باعتبارها ديمقراطية يتحداها quot; الارهابيونquot; وذلك قبل ان يصيب صاروخ منطلق من قطاع غزة مركزا تجاريا اسرائيليا في مدينة عسقلان.
وقال بوش في اعقاب مباحثاته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت quot; اننا سعداء بزيارتنا، لاننا هنا نحن في قلب ديمقراطية مزدهرة، الا انه ديمقرايطة مثل الديمقراطيات الاخرى يتم تحديها من قبل المتطرفين والارهابيينquot;.
وكان الرئيس الأميركي قد وصل الى اسرائيل الاربعاء في مستهل جولة في منطقة الشرق الأوسط تستغرق عدة ايام وتشمل السعودية ومصر.
وقال بوش في مستهل زيارته الاحتفالية لاسرائيل ان الولايات المتحدة واسرائيل ترتبطان بصلات الديمقراطية والتبادل التجاري، ومكافحة الارهاب، وان الشعب الاسرائيلي quot;شعب صديق جدا لناquot;.
اما الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس فقد قال ان بوش وقف مع شعب اسرائيل quot;كما لم يقف احد مثلهquot;.
واضاف الرئيس الاميركي انه يعتقد بامكانية تحقيق حل سلمي دائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل انتهاء عهده الرئاسي الثاني في يناير/ كانون الثاني من العام المقبل.

يشار الى ان جولة الرئيس بوش تشوبها شكوك حول فرص إحراز اتفاق سلام حقيقي وقابل للاستمرار بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وسيشارك بوش خلال زيارته لإسرائيل في الاحتفالات بالذكرى الستين لإقامة الدولة العبرية.
كما ان زيارته تأتي في وقت يتعرض فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الى احراج سياسي بسبب ما تردد عن وجود فضيحة رشى يحقق فيها القضاء الاسرائيلي.
كما تتزامن زيارة بوش الى المنطقة مع الازمة التي يشهدها لبنان حاليا، والتي تسهم بدورها في زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط واضعاف الحكومة اللبنانية التي تدعمها الولايات المتحدة.
ومع العد التنازلي لانتهاء ولاية بوش، سيسعى الرئيس الاميركي الى حث الفلسطينيين والاسرائيليين على الاسراع بجهودهم للتوصل الى اتفاق سلام، محاولا في الوقت نفسه تخليص السياسة الخارجية من الأضرار التي لحقت بها من الحرب على العراق وتبعاتها.
وكان مسؤولون اسرائيليون قد ذكروا في وقت سابق ان الرئاسة الاميركية تحاول ترتيب اجتماع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي، في منتج شرم الشيخ المصري لمتابعة تطورات عملية السلام بين الجانبين.
يذكر ان عباس واولمرت كانا قد تعهدا في مؤتمر انابوليس الذي عقد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2007، بمحاولة التوصل الى اتفاق سلام نهائي بحلول نهاية 2008.
الا ان الفلسطينيين أوقفوا المفاوضات احتجاجا على الهجمات التي شنها الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة، وعلى النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية.
وفي محطته التالية سيزور بوش المملكة العربية السعودية في الذكرى الخامسة والسبعين لاقامة العلاقات الرسمية بين المملكة والولايات المتحدة.
ومن المتوقع ان يضغط بوش على السعودية من اجل احتواء الاسعار المرتفعة للنفط التي تهدد الاقتصاد الاميركي والعالمي.
وقال البيت الابيض ان بوش سيطرح القلق الاميركي حيال الارتفاع الصاروخي لاسعار النفط في الاجتماع الذي سيجمعه مع العاهل السعودي عبد الله ابن عبد العزيز في 16 من مايو/ ايار، حيث من المتوقع ان يحث السعوديين على رفع انتاجهم من النفط كمحاولة لاحتواء الازمة.
ويعتقد ان الرئيس الجمهوري، الذي كان مسؤولا تنفيذيا من قبل في شركة نفط، يرغب بشدة في تجنب مزيد من الارتفاع في اسعار النفط كي لا يضر بفرص مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين في الفوز برئاسة البلاد في الانتخابات الرئاسية المقبلة.