بروكسل : فيما يؤكد مسؤولو الإتحاد الأوروبي بأن مفاتيح عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي موجودة بين أيدي المسؤولين في أنقرة وعليهم استعمالها من أجل تسريع وتيرة التفاوض، يعرب الأتراك عن إصرارهم على أن وضع جدول زمني رسمي لعملية الانضمام، وعلى أن تكون عضوية تركيا quot;بشكل كاملquot;، هي الهدف الرئيسي من عملية التفاوض التي تجري حالياً بين بروكسل وأنقرة .

هذه اللهجة سادت أجواء المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم في بروكسل كل من وزير خارجية سلوفينيا، ديمتري ريبل، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي، ونظيره التركي علي باباجان، في ختام أعمال الاجتماع الـ46 لمجلس الشراكة الأوروبي التركي.

وفي هذا الصدد طالب وزير خارجية سلوفينيا تركيا بتسريع عملية الإصلاحات واحترام قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والعمل على حل المشاكل العالقة التي تعيق حسن سير عملية التفاوض بين بروكسل وأنقرة، quot;طلبنا منهم العمل على خلق علاقة صحية وصحيحة بين الجيش والمجتمع المدني، كما طالبنا بالمزيد من الإصلاحات القانونية والقضائية والإدارية والتشريعية التي تسمح بالمزيد من حرية التعبير وحرية التجمع والإعلام، ومن المهم أن تُحسن تركيا تطبيق المادة 301 المعدلة وكذلك القانون الذي أقرته حول الجمعياتquot; .

وأضاف الوزير السلوفيني أن طلبات بروكسل من أنقرة إمتدت لتشمل الوضع في جنوب شرق البلاد، quot;مع أدانتنا للعمليات العسكرية التي قام بها مقاتلو حزب العمال الكردستاني، إلا أننا نطالب تركيا بخلق أجواء تساعد على إيجاد حل تفاوضي للمسألة الكرديةquot;. كما طالبت بروكسل، والكلام دائماً لوزير الخارجية السلوفيني، أنقرة بتطبيع علاقاتها مع قبرص والتعاون الكامل من أجل إيجاد حل للمسألة القبرصية تحت راية الأمم المتحدة، وتنفيذ كل مواد بروتوكول أنقرة، quot;مشيراً إلى أن كل هذه الأمور تقف حجر عثرة في طريق تسريع وتيرة المفاوضات بين الطرفين والتي من المفترض أن تنتهي بانضمام تركيا للمنظومة الموحدة، quot; نأمل أن نرى تركيا عضواً في أسرتناquot;.

ومن جهته وزير الخارجية التركي دافع علي باباجان عن موقف بلاده بالتعهد بأن تركيا ستتابع العمل على طريق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والتشريعية التي بدأتها، quot;وقطعت فيها شوطاً هاماً، ولكننا نحتاج إلى المزيد من الوقت لنتقدمquot;، وشدد باباجان في كلامه على أن تركيا لا هدف أخر لديها سوى quot;الانضمام الكامل للإتحاد الأوروبي، وإن أي طرف يشكك في هذا الهدف، يعرض مصداقية الإتحاد الأوروبي للخطرquot;.

وتمنى باباجان أن تتعهد الرئاسات المقبلة للإتحاد (في إشارة ضمنية لفرنسا) بأن تتابع التفاوض مع تركيا بهدف تحقيق الانضمام الكامل، quot;نحن من جهتنا نلتزم بمتابعة الاصلاحات، وأنتم تقولون بأن مفاتيح تسريع وتيرة التفاوض توجد بين يدي أنقرة، ونحن نقول أن الأمر يتعلق بالطرفين الأوروبي والتركي أيضاًquot;.

وفي معرض رده على سؤال حول الاصلاحات في بلاده، أشار باباجان بأن تركيا تسير في الاتجاه الصحيح وتعمل على ضمان شرعية الخطوات التي تتخذها في داخل المجتمع التركي، واصفاً هذا المجتمع بـquot;الحر والمنفتحquot;. وتابع رئيس الدبلوماسية التركية قوله بأن بلاده لديها الإرادة السياسية لمتابعة التفاوض والتغلب على الصعوبات quot;التقنيةquot;، ولكن ما تقوم به بعض الدول الأوروبية وغياب جدول زمني للمفاوضات وتحديد رسمي لهدفها quot;يحبط الشعب التركي الذي يعود له الفضل في إنجاز الاصلاحاتquot;.