بوش يحذر براون من خطر اي انسحاب من العراق
باريس: يتوجه الرئيس الاميركي جورج بوش الى بريطانيا يوم الاحد في المحطة الاخيرة من جولة وداع اوروبية بعد ان كسب التأييد في القارة الاوروبية لزيادة الضغط على ايران بشأن برنامجها النووي.

وفي الوقت الذي مازالت فيه معظم اوروبا تشعر بألم بسبب الغزو الذي قادته اميركا للعراق قضى بوش جزءا كبيرا من جولته في محاولة لصياغة جبهة موحدة لحث ايران على تعليق تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ان يستخدم في صنع قنابل نووية.

ولم يكن هناك سوى احتجاجات بسيطة ضد بوش على عكس التجمعات الحاشدة الكبيرة التي شابت زياراته السابقة. وقد استقبلته بحرارة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وعرضت المانيا وايطاليا وفرنسا دعم الجهود الرامية الى منع ايران من الحصول على مساعدات وذهبت ميركل الى حد أبعد وايدت فرض مزيد من العقوبات على ايران اذا رفضت احدث طلب من القوى العالمية لوقف تخصيب اليورانيوم.

وقال بوش يوم السبت quot;هيمن هذا الموضوع على كثير من مباحثاتي في هذه الجولة لان حلفاءنا يفهمون ان ايران المسلحة نوويا مزعزعة للاستقرار بشكل غير متصور وهم يفهمون انها ستكون ضربة كبيرة للسلام العالمي.quot;

ووصف مسؤولو البيت الابيض المباحثات بشأن التجارة والتغير المناخي وقضايا اخرى بأنها مثمرة ولكنهم لم يعلنوا عن تحقيق انفراج او مبادرات كبيرة.

وسيقضى بوش وزوجته لورا بعد ظهر يوم الاحد في لقاء الملكة اليزابيث وتفقد قلعة وندسور قبل حضور حفل عشاء في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون واجراء محادثات معه يوم الاثنين.

وعلاقة بوش مع براون رسمية بشكل اكبر مما كانت علاقته مع سلفه توني بلير اوثق حلفاء واشنطن بشأن العراق. ويواجه كل من بوش وبراون موقفا صعبا في استطلاعات الرأي وانتقادات بشأن العراق والقضايا الاقتصادية.

ونقلت صحيفة اوبزرفر البريطانية يوم الاحد عن بوش قوله في مقابلة انه سيحث براون على عدم تحديد اي جدول زمني لانسحاب القوات البريطانية من العراق. ولم يتبق في العراق سوى نحو اربعة الاف جندي بريطاني.

وكانت بريطانيا تعتزم خفض هذا العدد الى نحو 2500 بحلول الان وربما تسحب كل قواتها بحلول نهاية العام ولكن في الوقت الذي مازال فيه الوضع غير مستقر على الارض ولاسيما في مدينة البصرة الجنوبية فان هذا يبدو غير عملي في الوقت الحالي.

واثار براون جلبة عندما زار واشنطن في ابريل نيسان بلقاء المرشحين لانتخابات الرئاسة الاميركية قبل بوش في خطوة توضح كيف يتطلع الزعماء على نحو متزايد الى رئيس جديد.

وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض انه مازال امام الزعيمين الكثير لمناقشته.

واضاف ان جدول الاعمال يشمل quot;تحدي ايران للمجتمع الدولي والحاجة لمعالجة التغير المناخي وامن الطاقة وتعزيز سلام الشرق الاوسط ومساعدة شعوب افريقيا ودحر التطرف في العراق وافغانستان وفي كل انحاء العالم.quot;

وشهدت بريطانيا مثل الدول الاوروبية الاخرى احتجاجات على اسعار الوقود وهناك ضغط متزايد على براون للقيام بعمل للحد من الزيادة في اسعار الطاقة.

ووافق براون على حضور اجتماع في الثاني والعشرين من يونيو حزيران دعت اليه السعودية بهدف معالجة اسعار الطاقة المرتفعة. وقال بوش انه سيرسل مسؤولا اميركيا رفيعا.

وسيلتقي بوش مع صديقه القديم بلير الذي يعمل الان ممثلا للجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط.

ويحث بوش على التوصل الى اتفاقية اطار بشأن الدولة الفلسطينية قبل ان يترك الرئاسة في يناير كانون الثاني 2009.

ومن المتوقع ان يسافر بوش الى ايرلندا الشمالية يوم الاثنين بعد لقاء براون وقبل عودته الى واشنطن في المساء.