أكدت أن محاكمة سجناء الرأي تتجاهل المعايير الدولية العادلة
منظمات تطالب ساركوزي بفتح ملف حقوق الانسان مع الاسد

بهية مارديني من دمشق: وجهت أبرز المنظمات الدولية رسالة الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمناسبة لقائه بالرئيس السوري بشار الاسد لايلاء ملف حقوق الانسان اهمية خاصة. وقالت منظمات العفو الدولية quot; امنسيتي quot; وهيومان رايتس ووتش والفيدرالية الدولية لحقوق الانسان والشبكة الاوروبية المتوسطية لحقوق الانسان ومنظمة فرونت لاين وعدة منظمات دولية معروفة في الرسالة، التي تلقت ايلاف نسخة منها، أن حالة الطوارىء المعلنة في سوريا منذ 45 عاما سمحت للسلطات السورية بمضايقة واضطهاد الناشطين السياسيين والمدافعين عن حقوق الانسان حيث انه يمارس التعذيب وسوء المعاملة مع الافلات من العقاب.

ورأت هذه المنظمات ان محاكمات سجناء الرأي تتجاهل المعايير الدولية للمحاكمة العادلة، واكدت انه لايمكن حصر جميع الانتهاكات العديدة الواقعة على حقوق الانسان حيث تتم الانتهاكات الخطيرة لحرية الراي والتعبير بشكل منهجي وتطال الاعتقالات التعسفية في كثير من الاحيان جميع الاصوات المعارضة سواء كانت فردية او جماعية مثلما حدث.

اعتصامات في حمص واللاذقية

في حين أكدت عائلات بعض المعتقلين في سجن صيدنايا العسكري لايلاف على تلقيهم مكالمات هاتفية سريعة من جهاز محمول يطمئنون فيه ذويهم عليهم دون الادلاء باية تفاصيل، وطالبوا بارسال وحدات تليفونية لان مجموعات كبيرة من المعتقلين تريد طمأنة عائلاتها عن طريق الهاتف النقال الذي لم يُعرف مالكه. وأعلن ناشطون في المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا ان عشرات من اهالي معتقلين سجن صيدنايا يعتصمون امام مبني الحكومة في مدينة حمص.

وطالب اهالي معتقلي سجن صيدنايا في حمص تدخل القيادة السياسية العليا لحل ازمة سجن صيدنايا واتخاذ القرارات ومحاكمة مسببي هذه الازمة وطالبوا السماح لهم بزيارة ابنائهم للاطمئنان على اوضاعهم خاصة بعد الاشاعات التي سرت عن وجود اكثر من 200 بين قتيل وجريح وكما طالبوا بالافراج عن ابنائهم واكد راسم الاتاسي رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية وجوب الافراج عن المعتقلين او محاكمتهم محاكمة عادلة أمام القضاء العادي خاصة أن منهم قد مضى على اعتقاله اكثر من سنة ونصف ولم يحال الى اية محكمة اويفرج عنه.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أعلن أن العشرات من أهالي معتقلين في سجن صيدنايا يعتصمون أمام مبنى المحافظة في مدينة اللاذقية على الساحل السوري مطالبين تدخل الرئيس السوري للكشف عن مصير أبنائهم والسماح لهم بزيارتهم للاطمئنان على اوضاعهم بعد انقطاع الاتصال مع داخل السجن اثر اخر انذار وجهته قوات الأمن السورية في السجن للسجناء المعتصمين طالبةً إنهاء العصيان.

مستجدات صيدنايا

من جانبها قالت اللجنة السورية لحقوق الانسان في اخر تقرير لها عن احداث صيدنايا، التي يؤكد المسؤولون في سوريا انتهائها، انه في اتصال هاتفي جرى مع بعض أهالي المعتقلين من داخل سورية أن بعض المعتقلين كانوا لا يزالون على سطح السجن وأن الرهائن من ضباط وعناصر الشرطة العسكرية لا يزالون قيد الاحتجاز وأن مدير عام سجن صيدنايا لا يزال محتجزاً كرهينة من قبل المعتقلين وتم إبعاد الأهالي من مسافة 300 متر من السجن إلى مسافة 2 كلم و لم يسمح للأهالي بالإقتراب وحاول البعض التحدث مع الضابط مدير العمليات لإقناعه بأن بعض الأمهات مستعدات للعب دور المفاوض مع أبنائهم، وأنهن قادرات على إقناع ابنائهن بالنزول من سطح السجن والإستسلام، لكن الضابط رفض وتعرض بعض الأهالي للضرب والتهديد بالإعتقال في حال اقتربن وتجاوزن المسافة المحددة. هذا ويتم نقل الجثث والجرحى إلى مستشفى تشرين العسكري. ولم يسمح للأهالي الذين قصدوا المستشفى (أكثر من 150 شخص) بالدخول لمعرفة القتلى أو الجرحى.

واعلنت اللجنة ان المفاوضات مع المعقتلين توقفت ظهر أمس، بعد أن رفضت السلطات تقديم تعهد عبر الإعلام صادر عن وزارة الداخلية بعدم تعرض المساجين للقتل أو التنكيل في حال استسلموا. واعتقلت السلطات السجين المفاوض ياسر البحر 60 عام بعد أن فشل بإقناع زملائه المعتقلين بالإستسلام وتم ضربه ووضعه في سيارة مصفحة ونقله بعيداً.

وبحسب اللجنة السورية المحسوبة على التيار الاسلامي، قدم السجناء بادرة حسن نية وقاموا بتسليم وحدات الجيش المنتشرة في الباحة الرئيسية للسجن جميع الأسلحة التي كانت بحوزة الشرطة الرهائن والتي استولى عليها المعتقلون، وأعلنوا أنهم ليس بصدد استخدام أي سلاح و تم إغراق السجن بالقنابل المسيلة للدموع والدخانية منذ صباح أمس وهو الأمر الذي دفع بالسجناء التحصن على السطح، مع إبقاء بعض السجناء كحرس على الرهائن وان السجناء والرهائن بدون طعام أو شراب منذ صباح أمس.

واستقدمت تعزيزات كثيرة للسجن (مدرعات ودبابات) وشاهدها الأهالي وهي تدخل السجن ، وجرى امس الساعة الخامسة عصراً بتوقيت دمشق اشتباك بين الأهالي الغاضبين والمتوترين نتيجة الأنباء عن القتلى، جرى الإشتباك الأول على الطريق المؤدي للسجن حيث افترشت الأمهات الأرض وقطعن الطريق أمام السيارات، تدخلت عناصر مكافحة الشغب ، واستخدمت القوة لتفريق الأمهات اللواتي علا صوتهن بالندب والعويل، سقط عدد من الأمهات جرحى ونقل البعض للمستشفى. وجرى الإشتباك الثاني أمام مستشفى تشرين العسكري، حيث احتشد أكثر من 200 شخص من أهالي معتقلين في سجن صيدنايا، وطالبوا بالدخول للمستشفى للتعرف إلى القتلى أو نشر لائحة باسماء القتلى، رفضت السلطات الأمرين، فبدأت النسوة بالصراخ والعويل وتدخلت قوات مكافحة الشغب وقمعت الأمهات بقسوة مفرطة واوقعت عدد من كبير من الجرحى إذ كان منظر الدماء على الأرض كبيراً.

من جانبها دعت منظمة العفو الدولية السلطاتِ السوريةِ لتَأسيس فوراً هيئة مستقلّة لتَحرّي التقاريرِ التي تحدثت عن مقتل معتقلين في سجن صيدنايا وقالتquot; ان مثل هذا التحقيق يَجِبُ أَن يَكُونَ نزيه وعاجلَ وشاملَ، كما هو مطلوب تحت القانون والمعايير الدولية ونتائجه يجب أن تُعلَن ، وأي شخص مشكوك فيه إلى حدّ معقول مِنْ التدخّل في حالات القتل يجب أنْ تُحمّلَ المسؤوليةَ وتُقدّمَ للعدالةquot;.

وتبنت منظمة العفو الدولية رواية ان اضطرابات صيدنايا افرزت 23 قتيلا من السجناء ، وقالت انها بدأت عندما رما بعض الضباط في السجن القران على الارض ووقفوا عليه فحاول تسعة محجوزين اسلاميين غير مسلحين استعادة القران قيلَ بأنهم كَانوا يَقْتلونَ رمياً بالرصاص بالشرطة العسكريةِ.

وتُشيرُ التقاريرُ التي أوردتها منظمة العفو quot;امنسيتيquot; بأنّه، بعد فترة قليلة من حالاتِ القتل، محجوزون غير مسلّحون إستطاعوا قَهر ضبّاطِ الشرطة العسكريةَ ، وأَسروا عددا مِنْهم، بالإضافة إلى مديرِ السجنِ، ....وطبقاً لمنظماتِ حقوقِ الإنسان السوريةِ التي إتّصلتْ مَع المحجوزين داخل سجن صيدنايا العسكري أبعد 14 محجوز قُتِلوا.

واكدت امنسيتي ان المحجوزون ذكروا بأنهم أطلقوا سراح الأسرى وأنْهم سلّموا الأسلحةَ وان تعزيزات أمنِ كَانتْ قَدْ جُلِبتْ وووصلتْ واحاطت السجنِ في 7 يوليو(تموز) . وشددت منظمة العفو الدوليةَ ندائِها إلى السلطاتِ السوريةِ لإلْغاء البنودِ التي تَمْنحُ الحصانةَ عملياً مِنْ الإدّعاءِ على عناصر قوّات الأمن لاية مخالفات يَرتكبونها بينما يُمارسونَ واجباتهم.