تبيليسي: حصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الجمعة على ضمانة من منظمة الامن والتعاون في اوروبا بانه سيكون في وسع مراقبيها الانتشار في جورجيا quot;بعد بضعة ايامquot;، على ما افاد مسؤولون اميركيون لوكالة فرانس برس.
واوضح المسؤولون المرافقون لرايس في زيارتها الى جورجيا طالبين عدم كشف اسمهم ان رايس اجرت خلال محادثاتها مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي مكالمة هاتفية مع نظيرها الفنلندي الكسندر ستوب الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وكان الدبلوماسيون الاميركيون يعتقدون في بادئ الامر ان هؤلاء المراقبين لن يصلوا الى المنطقة الا بعد اسابيع، غير ان رايس اعلنت للصحافيين بعد اتصالها مع ستوب انهم سيصلون quot;بعد بضعة ايامquot;.
وسئل المسؤولون الاميركيون اين سينتشر المراقبون في حين ان الانفصاليين الاوسيتيين والابخاز يعارضون وجودهم فقالوا quot;نود ان نراهم في كل مكان، لكننا سنرى ما هو ممكنquot;.
وكانت منظمة الامن والتعاون في اوروبا تنشر مراقبين في اوسيتيا الجنوبية قبل اندلاع النزاع بين روسيا وجورجيا وقد اعلنت موسكو انها لا تعارض زيادة عددهم.
وادت محادثات رايس في تبيليسي الى توقيع ساكاشفيلي اتفاقا لوقف اطلاق النار وافقت عليه روسيا ويفترض ان يؤدي الى انسحاب القوات الروسية من جورجيا.

جلسات لمحكمة العدل الدولية حول النزاع بين جورجيا وروسيا
اعلنت محكمة العدل الدولية الجمعة ان جلسات استماع ستعقد الشهر المقبل بناء على طلب جورجيا التي تقدمت بطلب اتخاذ اجراءات تحفظية متهمة روسيا بارتكاب quot;اعمال عنف على اساس عرقيquot;.
واوضح بيان ان الجلسات ستعقد من 8 الى 10 ايلول/سبتمبر في لاهاي حيث مقر المحكمة التي تعتبر ارفع هيئة قضائية في الامم المتحدة.
وكانت جورجيا طلبت الخميس من محكمة العدل الدولية اتخاذ اجراءات تحفظية من اجل quot;حماية مواطنيها من اعمال عنف ترتكبها بحقهم على اساس تمييز عرقي القوات الروسية بمعية ميليشيات انفصالية ومرتزقة اجانبquot;.
واكدت جورجيا ان روسيا استهدفت مواطنيها في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا لاهداف تمييز عرقي.
من جهة اخرى، تقول جورجيا ان quot;الاتحاد الروسي قام خلال مده يد العون في الثامن من آب/اغسطس الى انصار حركة انفصالية عرقية في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا باجتياح عسكري حقيقي للاراضي الجورجيةquot; ادى الى سقوط مئات القتلى المدنيين وتدمير ممتلكات مدنية.
وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فقد اسفر النزاع المسلح الذي اندلع قبل نحو اسبوع بين جورجيا وروسيا حول جمهورية اوسيتيا الجنوبية الجورجية الانفصالية عن نزوح اكثر من 118 الف شخص.
وتقدمت تبيليسي الثلاثاء بشكوى ضد روسيا امام محكمة العدل الدولية متهمة اياها بارتكاب quot;تطهير عرقيquot; وهي تهمة تندرج بحسب التعبير القانوني في اطار quot;انتهاك المعاهدة الدولية للقضاء على كل اشكال التمييز العنصريquot;.
ساكاشفيلي وقع وقف اطلاق النار والقوات الروسية ما تزال في جورجيا
وقعت تبيليسي الجمعة اتفاق وقف اطلاق نار مع روسيا التي لا تزال قواتها تحتل قسما من الاراضي الجورجية، فيما طالبتها الولايات المتحدة بquot;المغادرة فوراquot;.
واعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الموالي للغرب في ختام لقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس quot;اليوم وقعت اتفاق وقف اطلاق النارquot;.
وقالت رايس من جهتها quot;بعد توقيع هذا الاتفاق، يتعين على جميع القوات الروسية والوحدات شبه العسكرية وغير النظامية التي دخلت معها اراضي جورجيا الانسحاب فوراquot;، متهمة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بعدم quot;الوفاءquot; بتعهداته وقف العمليات العسكرية في جورجيا.
وكان صحافي في وكالة فرانس برس افاد قبل ساعة ان رتلا من عشر مدرعات روسية تقدم في الاراضي الجورجية انطلاقا من مدينة غوري الاستراتيجية وتوقف على مسافة اربعين كلم من تبيليسي.
وعبر الرتل الذي تتقدمه مدرعة ترفع العلم الروسي حوالى 25 كلم من غوري في اتجاه تبيليسي قبل ان يتوقف على مسافة اربعين كلم من العاصمة الجورجية وانقسم عندها فتوجه نصف الآليات نحو الشمال الشرقي باتجاه قرية لاميسكانا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الجورجية نانا اينتسكيرفيلي quot;ان روسيا بررت التحركات الاخيرة على انها ضرورية لتنظيم الانسحاب. هذا لا يبدو صحيحا. لماذا يحتاجون الى هذه الآليات على هذه المسافة من غوري؟quot;
ولم يكن من الممكن ظهرا مشاهدة اي جندي روسي في وسط بلدة غوري التي كان من المفترض ان تنسحب منها القوات الروسية الجمعة، غير ان آليات روسية كانت متمركزة في قاعدة على مسافة ثلاثة كيلومترات على طريق تسخينفالي كبرى مدن اوسيتيا الجنوبية الانفصالية الجورجية، وفقا لصحافي في فرانس برس.
وقال مساعد قائد القوات المسلحة الروسية الكولونيل ايغور كونوشنكوف quot;لم يعد لدينا قوات في المدينة. كلها اصبحت في خارج المدينة لمنع مرتكبي اعمال النهب من دخولهاquot;
وتجمع بضع مئات السكان معظمهم رجال متوسطو الاعمار ظهرا في وسط غوري في انتظار وصول مساعدات الانسانية جورجية.
وقال ساشكا كورغيشيلا (44 عاما) quot;ننتظر مساعدة من تبيليسي، نريد خبزا وسكرquot; واوضحت امرأة quot;ليس هناك في المدينة غاز وكهرباء وماءquot;.
وعلى مسافة كيلومترين على الطريق الى تبيليسي كان عشرات الجنود الروس ومعهم ست مدرعات يقطعون الطريق ولا يسمحون سوى بمرور بضع شاحنات تحمل اشارة الصليب الاحمر.
وقال جندي روسي طلب عدم ذكر اسمه quot;لا نعرف اطلاقا كم من الوقت سنبقى هنا. الضباط لم يقولوا لنا شيئا عن رحيلنا اليومquot;.
وحيال استمرار الوجود العسكري الروسي، صعد الغرب وفي مقدمه واشنطن وبرلين اللهجة، محذرا موسكو من quot;المواجهةquot; وquot;العزلةquot;.
واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش ان quot;الاستقواء والترهيب ليسا طرقا مقبولة في السياسة الخارجية في القرن الحادي والعشرينquot; معتبرا في المقابل ان quot;توترquot; العلاقات ليس في مصلحة روسيا ولا الولايات المتحدة.
وفي سوتشي (روسيا)، شددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في ختام لقاء مع مدفيديف على وجوب احترام وحدة وسلام اراضي جورجيا وسيادتها.
وقالت quot;هناك حكومة منتخبة في جورجيا ينبغي التكلم معها والتفاوض معهاquot;، في وقت تدعو موسكو صراحة الى رحيل الرئيس الجورجي.
واصافت ميركل التي عارضت تسريع عملية انضمام جورجيا واوكرانيا الى حلف شمال الاطلسي خلال قمة الحلف في نيسان/ابريل في بوخارست، ان مبدأ انضمام الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين quot;لا يزال مطروحاquot; بغض النظر عن النزاع بين روسيا وجورجيا.
من جهته قال الرئيس الروسي ان بلاده quot;لا ترغب في تدهور العلاقاتquot; مع الغرب على اثر الازمة في جورجيا.
لكنه اعتبر quot;من غير المرجحquot; ان يستمر سكان منطقتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين في quot;العيش في دولة واحدة مع الجورجيينquot; وان يقبلوا بقوة سلام غير روسية.