مع إعلان فوزها في انتخابات كاديما:
ليفني بدأت لعبة القمار السياسي لتشكيل حكومة

خلف خلف- إيلاف: لم تبتعد استطلاعات الرأي العام الإسرائيلية كثيرًا عن النتائج التي حققتها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في السابق على رئاسة حزب quot;كديماquot;، وأظهرت النتائج الأولية فوزًا ساحقًا لليفني على منافسها الرئيسي وزير المواصلات شاؤول موفاز، بينما لم تعلن النتائج النهائية حتى الآن، ومن المتوقع الإعلان عنها مع ساعات الفجر الأولى. لتبدأ بعد ذلك وزيرة الخارجية استعدادها لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل بقيادتها، لحين إجراء انتخابات عامة، سواء في موعدها أو بشكل مبكر.

وبحسب جميع استطلاعات الرأي فقد فازت ليفني بنسبة 48% بينما حصل موفاز على 37%، ولم تتجاوز نسبة الوزيرين مئير شطريت وآفي ديختر من الأصوات 7%. في حين بلغت نسبة الإقبال على مراكز الاقتراع حوالي %55، وفي الوسط غير اليهودي بلغت النسبة %60. وليفني التي تمنحها الاستطلاعات الأولية، فوزا كبيرًا، تدرك أنه من اجل أن تصبح رئيسة للحكومة الإسرائيلية، يجب أن تعرف كيف تعانق، وتقبل عند الحاجة، وتقول الأوساط المحيطة بـ quot;ليفنيquot; إنها في حال فوزها لن تحتمل أن يبقى اولمرت رئيس حكومة انتقالية لعدة أشهر، بينما هو يوضح اليوم إنه سيغادر مع تشكيل الحكومة الجديدة، وليس قبل ذلك.

وكديما يعرف نفسه بأنه حزب وسط، ويدعي بأنه حزب بيت للطبقة الوسطى الإسرائيلية، في معظمها غير سياسية، أو على الأقل غير إيديولوجية، ولكن الأصوات المطالبة بعدم السماح للحزب ابن الثلاث سنوات، بتشكيل ائتلاف حكومي جديد تشتد، لا سيما أن عدد أعضاء كاديما، لا يساوون عدد سكان مدينة صغيرة في إسرائيل.

وكتب ابراهام تيروش في صحيفة معاريف الصادرة اليوم الأربعاء مقالا شدد خلاله على أنه يحق للناخبين العارضين لحزب كاديما أن ينتخبوا لأنفسهم زعيماً، لكن لا يحق لهم أن ينتخبوا رئيس حكومة، للإسرائيليين جميعا.

وقال تيروش تحت عنوان quot;لا تدعوهم يقيمون حكومةquot;: إذا أفضت الانتخابات الداخلية التي تجرى اليوم في كاديما إلى إقامة حكومة بديلة برئاسة الرئيس أو الرئيسة الجديد بلا انتخابات عامة، فسيكون هذا تشويه فاضح للإجراء الديمقراطي والمعايير العامة وان يكن كل شيء حلِّ من جهة قانونيةquot;.

وأضاف: quot;أن بضع عشرات من ألاف من منتسبي كاديما اكتسبوا اللقب الفارغ من المضمون quot;عضو الحزبquot; وحق التصويت في الانتخابات التمهيدية ndash; في أفضل الحالات بخمسين شاقلا دفعوها إلى خزانة كاديما، وفي أسوأ الحالات بواسطة مقاولي أصوات أو بضغط رؤساء لجان دفعوا من اجلهم أحيانا أيضا. يحق لهم أن ينتخبوا زعيمهم اليوم. لكن لا يحق لهم بأي حال من الأحوال أن ينتخبوا رئيس حكومة لنا جميعاquot;ً.

أما المحلل السياسي الإسرائيلي، درور ايدار، فكتب في صحيفة quot;إسرائيل اليومquot;، يقول: quot;رويداً رويداً وبضجة كبيرة تحت ظل بندقية الإعلام الإسرائيلي ومكاتب الدعاية القوية، يوشك حزب كاديما على اختطاف رئاسة الوزراء. وكأن كل مصائبه التي انزلها على رؤوسنا لم تكن كافية. الآن هو يسعى لتنصيب نفسه ملكاً علينا (أو ملكة) من دون أن ننتخبهquot;.

ويقول في مقاله: quot;دولة إسرائيل أسيرة اليوم بيد طائفة تقوم بتجيير مواردنا الأمنية والسياسية واحتكارها وتنشغل بالمنافسة عديمة الجدوى سعياً لتحقيق الانجازات السياسية التي تعتبر هامة في نظر صناع الرأي العام وحدهم بينما سئم الجمهور في أغلبيته الدوامة السياسية والأمنية التي تفقده صوابهquot;.

على أية حال، منذ خروج استطلاعات الرأي التي تمنح ليفني الفوز، بدأت الأخيرة بلعبة القمار السياسي مع زعماء شاس، حتى تتمكن من تشكيل ائتلاف جديد. وأعرب رئيس حركة quot;شاسquot; إيلي يشايquot; عن يقينه بأن الوزيرة ليفني تعي أهمية عمل الغد، وليس فوز اليوم.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن يشاي إشاراته إلى أن شاس قد تنضم إلى حكومة مستقبلية برئاسة quot;كاديماquot; إذا التزمت بقضية القدس والثوابت السياسية وتعاملت مع الأوضاع الاجتماعية في إسرائيل. ويربط حزب شاس، دخوله في حكومة يشكلها كاديما، بعدم وضع القدس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.

ومن جانبه، رفض حزب الليكود (المعارض)، ما جرى من انتخابات داخلية داخل كاديما، وصرح النائب جلعاد أردان، أحد أقطاب الحزب بأن quot;الفائز في رئاسة حزب فاسد عبر انتخابات فاسدة غير مخوّل أخلاقيًا بتشكيل حكومةquot;، داعيا إلى ضرورة التوجه إلى انتخابات عامة مبكرة.

أمّا عضو الكنيست عن حزب quot;ميرتسquot; يوي بيلين فقد رحب بانتخاب تسيبي ليفني معربًا عن أمله في أن تشكّل الحكومة القادمة وتكمل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وتطلق مفاوضات مع سوريا ولبنان.