بحثاً عن النفوذ لإطلاق خطته الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط
أوباما يتأهب للضغط على الأحزاب الإسرائيلية لتشكيل حكومة وحدة

أشرف أبوجلالة من القاهرة: في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من الجدل والصخب الشديد في أعقاب الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي، مع إعلان كل من نيتنياهو وليفني فوز كل منهما على حساب الآخر، كشفت صحيفة التلغراف البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت عن أن الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما يتحضر خلال هذه الأثناء للخوض في حالة الفوضي التي تلت الانتخابات الإسرائيلية عن طريق ممارسته للضغوط على حزبي الليكود وكاديما المتنافسين من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقالت الصحيفة أن ما تم فهمه هو أن الرئيس نظر إلى مثل هذا الائتلاف على أنه الطريقة الوحيدة لتوفير شريك ذو مصداقية في محادثات السلام مع الفلسطينيين ndash; كما سبق له وأن أعلنها على الملأ بأنه مستعد للارتكاز على أي من الحزبين من أجل إتمام الصفقة. وأشارت الصحيفة إلى أن مؤشر تفكير أوباما يأتي في الوقت الذي يصارع فيه السياسيين الإسرائيليين لتشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات الأسبوع الماضي التي شابها قدر كبير من الفوضوية. وبالرغم من فوز حزب كاديما الحاكم المركزي بمزيد من المقاعد عن منافسه الأكثر محافظة ، الليكود، إلا أن أحزاب اليمين المتآلفة فازت بمقاعد إضافية بصورة إجمالية مقارنة ً بأحزاب اليسار والوسط.

وأوضحت الصحيفة أن شيمون بيريز ، الرئيس الإسرائيلي، في طريقه لدعوة زعيم حزب الليكود، بنيامين نيتنياهو، لتشكيل حكومة جديدة كما أقسم بعض من حزب كاديما على أنهم سيعارضون أي اتفاق من شأنه أن يضع زعيمتهم، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، في وضعية أقل من وضعية نيتنياهو في الحكومة الإسرائيلية الجديدة. ما جعل الصحيفة تؤكد على أن التدخل الأميركي في مثل هذه الظروف سوف يكون أمرا محوريا. وتعتقد الآن مصادر من واشنطن سبق لها وأن ناقشت الموقف مع أعضاء طاقم أوباما أن الرئيس الجديد يتحضر للعب دور خلف الكواليس بغرض توفير الضمانات على خروج هذا الإئتلاف إلى النور.

وقال مصدر بارز من واشنطن في تصريحات خاصة للصحيفة :quot; يبدي الطاقم الخاص بأوباما استعداده للاندفاع بشكل سري في الموضوع إذا لم يتم الإعلان عن ذلك مطلقا ً quot;. هذا وتؤكد إدارة أوباما من جانبها بشكل علني على أنها ستتعامل مع أي ائتلاف حكومي سوف يتوصل إلىه الساسة الإسرائيليون. ويعترض مستشارو الرئيس الأميركي على الظهور وكأنهم يقومون بدور الوساطة في أعمال البناء الفوضوية للحكومات الإسرائيلية. لكنهم يعتقدون في الوقت ذاته أن بإمكان أوباما ممارسة رأس ماليه السياسي من أجل تسهيل ولادة الحكومة المركزية إذا طلب منه احد الأطراف الرئيسية أن يتدخل.

وقال المصدر الأميركي البارز أن نيتنياهو الذي يفكر في تقاسم السلطة مع حزب كاديما والذي قد يحتاج لمساعدة أوباما في الضغط على ليفني لأخذ حزبها في الحكومة الجديدة، لن يكون في حاجة لحكومة يمينية متشددة. بل أنه قد يحاول الوصول للأميركيين للضغط على حزب كاديما للانضمام إلى حكومته. وعاودت الصحيفة لتؤكد من جانبها على أن أوباما قد يحصل على ميزة أخري من خلال إقدامه على المساعدة في تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد هو أنه سيتمكن من الحصول على النفوذ الذي سيساعده على إطلاق خطته الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط ، بدلا ً من الانخراط في مفاوضات لا نهائية تبني على الأولويات الإسرائيلية.

واختتم هذا المصدر حديثه بالقول :quot; يريد نيتنياهو أن يواصل طريقه ومسيرته على أنه رئيس وزراء إسرائيلي عظيم. والطريقة التي يمكنك بواسطتها فعل ذلك هي أن تقوم بتقديم مساهمة تاريخية لحدود وعلاقات إسرائيل مع جيرانها. وإذا جاء ذلك على هوي الأميركيين، فإن نيتنياهو قد يكون الرجل الذي يرغب في تقديم شيء، لكنه يحتاج لعذر الضغوط الأميركية من أجل فعل ذلك. وإما أن يفعل ذلك، أم أن هناك ليفني التي تنتظر تولي مقاليد الأمور quot;.