دمشق: استعبد كبير الباحثين في المعهد الأميركي للسلام أن تعيد الولايات المتحدة سفيرها إلى دمشق قبل حزيران/ يونيو المقبل، وأكّد أن سورية ليست أولوية بالنسبة للإدارة الأميركية الجديدة وإنما يتم التعامل معها كجزء من الملف الإيراني.

وحول الحديث عن نية الإدارة الأميركية الجديدة فتح صفحة جديدة مع سورية والبدء بحوار جدي وندّي، دون أن يصدر عن هذه الإدارة حتى الآن موقف واضح وصريح تجاه سورية، قال د. رضوان زيادة، كبير الباحثين في المعهد الأميركي للسلام (USIP)، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;في الواقع ما زالت وزارة الخارجية الأميركية الجديدة تقوم بما يسمى مراجعة لطبيعة العلاقة مع سورية، وهو أمر يحتاج بعض الوقت بسبب الإجراءات البيروقراطية هنا، المتعلقة بتسلم موظفين جدد، وملء الشواغر الخاصة بالأقسام المختلفة، ولذلك من الأكيد أنه سيكون هناك توجه جديد في التعامل مع سورية لكن لم تتضح طبيعة هذا التوجه، وحتى في حال قررت الإدارة الجديدة إرسال سفير إلى سورية فإن ذلك لن يكون قبل حزيران/ يونيو القادمquot; وفق تقديره.

وكانت مصادر سورية قالت إن الولايات المتحدة تعتزم تعيين سفيراً لها في سورية قريباً جداً، وأسمت فريدرك هوف كسفير جديد، إلا أن هوف نفى الأمر وقال إن هذا الزعم لا أساس له في الواقع. وقلل زيادة من اهتمام الولايات المتحدة بسورية في الوقت الراهن، وقال quot;علينا أن لا ننسى أن سورية لا تشكل أولوية للإدارة القادمة بأي حال من الأحوال كما هي الحال مع إيران، وإنما يجري التعامل معها كجزء من الملف الإيراني، ولذلك لا نتوقع سرعة في تحريك هذا الملفquot; على حد قوله.

وحول احتمال تغيّر السياسة الأميركية إيجابياً تجاه سورية خلال الأشهر القادمة ومدى تطابق هذه التوقعات مع الواقع، حذّر زيادة، مؤسس مركز دمشق لحقوق الإنسان، من الإفراط في التفاؤل والتوقعات، وقال quot;هناك مبالغات كبيرة في التوقعات، وعلينا أن لا ننسى أن سورية تتمنى أن تعود العلاقات مع الولايات المتحدة إلى ما كانت عليه قبل سنوات، وبرأيي هذا مستبعد تماماً بسبب عاملين رئيسيين، الأول دور سورية في العراق الذي أثر كثيراً على صورة النظام السوري وتوجهاته هنا في الولايات المتحدة، بحيث بات لدى خصومها حجج قوية في ممارسة المزيد من الضغوط عليها.. والسبب الثاني أن النظام السوري من وجهة النظر الأميركية لم يقم بأي تغييرات جدية، فلماذا يتوقع من الولايات المتحدة أن تقوم بانعطاف كبير واستراتيجيquot;، وأضاف quot;علينا أيضاً أن لا ننسى حجم اللوبي اللبناني وقوته في الولايات المتحدة، والذي حدد الخطوط الرئيسية لطبيعة العلاقة مع لبنانquot; على حد تعبيره.

وحول توقعات الإعلام السوري والمسؤولين السوريين بأن تقوم إدارة أوباما بإلغاء العقوبات الأميركية على سورية (اقتصادياً وسياسياً)، شدد زيادة على أن رفع العقوبات عن سورية يتطلب جهوداً كبيرة جداً، وقال quot;هذا الأمر بيد الكونغرس وليس بيد الإدارة الأميركية، وإدارة أوباما لها تأثير محدود في هذا الأمر، وهي تستطيع إن أرادت أن تمارس ضغوطاً على الكونغرس الأميركي من أجل إلغاء العقوبات، لكن ذلك يتطلب جهوداً كبيرة جداً، والإدارة الأميركية الحالية لا تشعر أن لهذا الأمر الأولوية أبداًquot; وفق تقديره.

وكانت سورية كثفت في الآونة الأخيرة حملاتها الإعلامية للترويج لعودة علاقاتها مع واشنطن في ظل الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة باراك أوباما. وروّجت إلى أن العقوبات الأميركية على سورية سترفع قريباً لا سيما قانون محاسبة سورية. وحول تأثير علاقات سورية بإيران وحزب الله وحماس والجهاد وإن كانت حجر عثرة أمام تحسن علاقتها مع الولايات المتحدة قال زيادة quot;بالتأكيد، سيكون لعقاة سورية مع هذه الأطراف المأزومة تأثير سلبي على تحسن علاقتها مع الولايات المتحدة، وعلينا أيضاً أن لا ننسى تأثير اللوبي الإسرائيلي في هذا الملفquot; على حد قوله.