القاهرة تكثف تحركها بعد وساطة الدوحة بشأن أزمة دارفور:
البشير يبحث مع مبارك عن مخرج من إمكانية صدور بتوقيفه

نبيل شرف الدين من القاهرة: بعد محادثات بدأتها الحكومة السودانية مع quot; حركة العدل والمساواة quot; في الدوحة برعاية قطرية في أول مرة يلتقي فيها الجانبان المتحاربان رسميا منذ عام 2007، وهي الجهود التي توجت بزيارة أمير قطر للخرطوم يوم أمس السبت، واتصالات أخرى قادتها القاهرة خلال زيارة وزيري الخارجية والاستخبارات للخرطوم، يجري الرئيس المصري حسني مبارك يوم الأحد مع نظيره السوداني عمر حسن البشير مشاورات بشأن التطورات في السودان، وكذا جهود التسوية السياسية لأزمة دارفور، والموقف من تنفيذ اتفاق السلام الشامل في السودان.

كما يطلع مبارك نظيره السوداني على نتائج الاتصالات المصرية للحيلولة دون صدور قرار مجلس الأمن الدولي بتوقيف البشير، والحصول على مهلة لمدة عام حتى تتمكن الحكومة السودانية من التعاطي مباشرة مع ملف أزمة دارفور ومعالجة الوضع هناك.

ووصف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط زيارة الرئيس البشير لمصر بالمهمة. وقال إنها تأتي في توقيت يشهد فيه ملف السودان حراكاً سياسياً مهما على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، مؤكداً على دعم مصر الكامل للسودان، ولكل جهد يستهدف تحقيق الاستقرار والسلام في كافة ربوعه ومطالباً المجتمع الدولي بمساعدة الحكومة السودانية على تنفيذ التزاماتها تجاه مواطنيها، وتجنب ممارسة الضغوط غير المتوازنة.

خلفيات الأزمة

وقال محللون سياسيون إن الخرطوم وافقت بالفعل على اتفاق قطر في إطار دفع دبلوماسية تستهدف التأثير في قرار مرتقب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بشأن اتهامات جرائم حرب ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وميدانياً قال المتحدث باسم الجيش السوداني إنه اشتبك مع حركة العدل والمساواة في منطقة دونكي الخميس الماضي بشمال إقليم دارفور. وصرح العميد عثمان الأغبش بأن الجيش هزم المتمردين وطاردهم إلى منطقة جبل مرة. وأكد سليمان صندل قائد حركة العدل والمساواة وقوع القتال الذي دار في دونكي.

ويرى محللون أن محاولات السودان الحصول على دعم عالمي لتعليق القضية ضد البشير - الذي حصل على دعم الدول العربية والافريقية - أسهمت على الارجح في الحد من الدعم السوداني لمتمردي تشاد.وكان مقاتلون من حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور قد سيطروا على بلدة مهاجرية الرئيسية في جنوب الاقليم في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، وقال محللون إن ذلك أدى الى موجة من أسوأ أعمال العنف في الاقليم منذ أكثر من عام. يقول مسؤولون بمنظمات دولية إن 200 ألف شخص لقوا حتفهم وأجبر 2.7 مليون اخرين على ترك ديارهم خلال قرابة ستة أعوام من القتال في دارفور، بينما تقول حكومة الخرطوم ان عدد القتلى لا يزيد على عشرة آلاف شخص فقط.