القاهرة: يزور الرئيس السوداني عمر البشير القاهرة لمدة يوم واحد لاجراء محادثات مع نظيره المصري حسني مبارك. وتأتي هذه الزيارة بينما من المتوقع ان تصدر محكمة الجنايات الدولية مذكرة توقيف بحق البشير في الايام المقبلة بسبب quot;جرائم الحربquot; التي ارتكبت في اقليم دارفور. من جهة اخرى، دعا مبارك الى اعطاء البشير مزيدا من الوقت لاستكمال المفاوضات مع فصائل المتمردين جنوبي السودان.

يذكر ان اكثر من 300 الف شخص قتلوا في الصراع بين القوات الحكومية والمتمردين في هذه المنطقة خلال 6 اعوام. وفي حال اصدرت محكمة الجنايات مذكرة التوقيف فسيؤدي ذلك الى انقسام المجتمع الدولي الى معسكرين يتضمن الاول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بينما سيقف في الواجهة المقابلة الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والصين ودول اخرى. وتتلخص وجهة النظر المصرية بأن اصدار مذكرة الآن سيقوض المفاوضات الجارية بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور ما سيؤدي حسب القاهرة الى المزيد من الاضطرابات.

ولذلك تدعو القاهرة الى المزيد من الجهود الاقليمية والدولية لدعم الحكومة السودانية لعدم اجهاض المفاوضات. وكان الرئيس المصري قد زار نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي منذ اسبوعين ودعاه الى منح هذه القضية مزيدا من الوقت. وتحاول القاهرة تأجيل اصدار مذكرة التوقيف لمدة سنة على الاقل لاعطاء البشير مزيدا من الوقت ليحقق تقدما.

الا ان الغرب يرى المعادلة من منظار مختلف اذ تعتقد بعض الدول الاوروبية ومعها الولايات المتحدة ان ما دفع حكومة البشير الى العمل جديا على التوصل لوقف اطلاق نار جدي هي الضغوط والتهديدات. ويعرف البشير جيدا انه سيسمع في القاهرة كلاما داعما لموقفه، لكنه يعرف كذلك انه في حال صدرت المذكرة، وهو امر من المتوقع ان يتم في الايام المقبلة، فحظوظ سفره ابعد من القاهرة ستكون ضعيفة جدا.