طلال سلامة من روما: يحمل كل شهر معه مفاجآت ومستجدات تدق الأبواب العريضة للأحزاب الإيطالية. وقد تم الكشف اليوم ان 52 في المئة من الناخبين الإيطاليين يعطون الثقة الى برلسكوني، أي أن الثقة به تراجعت عشر نقاط مئوية (هكذا يخسر برلسكوني ثقة أكثر من ستة ملايين إيطالي) مقارنة بأقصى حد لها، قبل شهرين تقريباً، كما تتراجع الثقة ببرلسكوني ثلاث نقاط مئوية مقارنة بالشهر الماضي.

بمعنى آخر، نستطيع القول ان 52 من أصل 100 مواطن إيطالي يثقون ببرلسكوني على نحو أعمى أم كاف، في حين تتآكل هذه الثقة أم تغيب بالكامل لدى 45 من أصل 100 مواطن إيطالي، وثمة 3 من اصل مائة مواطن لا يكترث بهذه الثقة.

يذكر أن الثقة ببرلسكوني، فور انتخابه رئيساً للوزراء في شهر مايو/أيار من العام الماضي، رست على 53 في المئة وسرعان ما اعتنق مسارها قوس النصر لترسو، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على 62 في المئة. إذا، أصبح quot;كاريزماquot; برلسكوني في مرمى نيران الأزمة المالية التي لم تنته بعد مباراته معها. فأكثر من نصف سكان ايطاليا ما يزالون يختارونه قائداً للبلاد.

على صعيد حكومة روما ككل، فان الثقة بها تخسر نقطتين مئويتين نزولاً الى 44 في المائة، فيما نجد أن 52 من أصل 100 مواطن إيطالي يحكم عليها سلبياً. أما بين الأحزاب، فان ثقة الشعب بائتلاف برلسكوني، أي حزب الحرية، تبقى ثابتة على 48 في المئة. من جانب آخر، ترتفع الثقة بحزب quot;قيم ايطالياquot;، الذي يقوده أنطونيو دي بياترو، الى 41 في المئة. وتأخذ الثقة كذلك مساراً صعودياً مع حزب رابطة الشمال مرتفعة نقطتين مئويتين الى 33 في المئة. بالفعل، ثمة وزيرين من رابطة الشمال، هما روبرتو ماروني (وزير الداخلية) وأومبرتو بوسي (وزير الإصلاحات) ترسو الثقة بهما على 60 و57 في المئة على التوالي.

وتلتفت أنظار المحللين الى الحزب الديمقراطي اليساري الذي نجح، بعد تولي quot;داريو فرانشسكينيquot; الدفة، في إحراز أربع نقاط مئوية لصالحه. فيما تزال الثقة بالديمقراطيين في المرتبة الأخيرة، عند 29 في المئة، بيد أنها تسترجع مستواها المسجل في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي الواقع على مسافة تسع نقاط مئوية من ذروة الثقة بهذا الحزب، في شهر مايو/أيار الماضي، حيث رست على 38 في المئة. علاوة على ذلك، ترسو الثقة باتحاد الديمقراطيين المسيحيين على 30 في المئة من دون تسجيل أي تغيير يُذكر.